في هذه التغطية للمستجدات السياسية المتعلقة بقضيتنا الفلسطينية والتطورات الميدانية في قطاع غزة والضفة الغربية، استضاف الإعلامي يوسف الزريعي في مداخلة هاتفية عبر قناة فلسطيننا، الكاتب السياسي السفير مروان طوباسي، حيث أكَّد على أنَّ ليس هناك أي بوادر لمبادرات قريبة لإنهاء العدوان، رغم طرح المبادرة المصرية، التي تصطدم برفض إسرائيلي بسبب اشتراطها نزع سلاح حماس، في حين تشترط الأخيرة وقف الحرب والانسحاب الكامل من غزة. هذا التباعد الكبير في المواقف يجعل التوصل إلى اتفاق أمرًا مستبعدًا في الوقت الراهن. في ظل هذا الجمود، يتواصل القتل والتدمير بحق المدنيين في غزة، وتتزايد أعداد الشهداء يوميًا. كما أنَّ الحديث عن انسحاب محتمل لدول من جهود الوساطة يعقّد الأمور أكثر، ويضعف فرص نجاح المبادرة المصرية أمام تعنت إسرائيل ورفضها لأي حلول.

وشددا طوباسي، على ضرورة أن تدرك حماس أهمية انخراطها في منظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وصاحبة الولاية السياسية والجغرافية على قطاع غزة وسائر الأراضي المحتلة عام 1967. هذا الانضمام سيوحد الموقف الفلسطيني، وتمكين المنظمة من قيادة مفاوضات جدية مع الجانب الإسرائيلي، ليس فقط لوقف العدوان الحالي، بل ضمن إطار حل شامل للقضية الفلسطينية وبدء مسار سياسي واضح.

لكن، في المقابل، يرى طوباسي، أنَّ هذا المسار يصطدم حاليًا بعقبات كبرى، أهمها الدعم الأميركي المطلق لإسرائيل، والذي يتجاوز الجانب العسكري إلى الدعم الدبلوماسي، ويستند إلى خلفيات عقائدية وأيديولوجية، في سياق تنفيذ مشاريع استراتيجية كـ”الشرق الأوسط الجديد” و”إسرائيل الكبرى”. وهذا الدعم يجعل من فرص الحل السياسي الحقيقي شبه معدومة في الظروف الراهنة.

وقال: "المطلوب في هذه المرحلة هو توحيد الخطاب والمواقف السياسية، والارتقاء إلى مستوى التحديات القائمة، من خلال التركيز أولًا على وقف العدوان الجاري، ثم بلورة رؤية وطنية فلسطينية موحدة تُمكّن من إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. كما يُنتظر من المجلس المركزي الفلسطيني، المزمع عقده قريبًا، أن يخرج برؤية واضحة تسهم في تحقيق هذه الأهداف".

وحول ترجمة الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في بكين لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، علق طوباسي، وقّعت جميع الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركتا فتح وحماس، على اتفاق المصالحة في بكين، والذي أعاد التأكيد على مضامين اتفاقيات سابقة تمت برعاية دولية متعددة كروسيا، السعودية، تركيا، ومصر. ورغم التوقيع، تعثّر تنفيذ هذه الاتفاقات بسبب مستجدات مفاجئة أو خلافات داخلية، لا سيما داخل حركة حماس، التي تتأثر بتباينات سياسية ناتجة عن ارتباطات مع قوى إقليمية مختلفة، مثل تركيا، إيران، وقطر.

وحول ما يجري في مخيمات الضفة قال طوباسي: "إنَّ ما يجري في المخيمات هو استهداف ممنهج لحق العودة، ومحاولة لضرب الهوية الوطنية والوجود الفلسطيني برمّته. ويسعى الاحتلال وشركاؤه لشطب قضية اللاجئين نهائيًا، عبر ضرب الأونروا، وتدمير المخيمات وتشريد سكانها، ليس فقط داخل فلسطين، بل في لبنان أيضًا، حيث تم محو مخيمات بأكملها. هذا الهجوم يهدف إلى إنهاء أحد أهم أركان القضية الفلسطينية، والمتمثل في حق اللاجئين بالعودة، والذي يُعدّ امتدادًا لجريمة التهجير القسري التي وقعت خلال نكبة عام 1948".