في هذه التغطية المتواصلة لحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال ضد شعبنا في عموم الوطن. أجرت الإعلامية زينب أبو ضاهر اتصالاً هاتفياً مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت الدكتور سعد نمر.
بدايةً أكَّد نكر، أنَّ ما يجري في غزة لا يُعد حربًا بالمعنى التقليدي، بل هو عدوان ممنهج وإبادة جماعية ضد الفلسطينيين، يعتمد كليًا على القصف الجوي واستهداف المدنيين، والهدف الرئيسي من هذا العدوان، هو الضغط على المقاومة الفلسطينية لدفعها إلى تقديم تنازلات في المفاوضات، وسط ضوء أخضر أميركي يتيح لإسرائيل الاستمرار في القتل والتجويع ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
وفي سياق متصل، أكَّد أنَّ هذا التصعيد يأتي في ظل الحديث عن عدة مبادرات سياسية، منها المصرية والأميركية، والعودة لمقترحات تتضمن إطلاق سراح الأسرى مقابل شروط.
في موازاة ذلك، تعمل إسرائيل على تحويل غزة إلى بيئة طاردة لأهلها، في محاولة واضحة لإحياء مشروع التهجير، الذي فشل في عام 1948. مؤكدًا، أنَّ أبناء شعبنا الفلسطيني يرفضون مغادرة أرضهم، حتى لو كلفهم ذلك أرواحهم، مما يجعل مخططات الاحتلال للتهجير محكومة بالفشل.
أما التصريحات الإسرائيلية، مثل تلك التي أطلقها وزير الحرب يوآف كاتس بشأن السيطرة على 30% من القطاع، فهي تُستخدم كأداة ضغط إضافية، سواء لدفع السكان نحو الرحيل أو لفرض شروط قاسية في المفاوضات، وعلى رأسها نزع سلاح من غزة.
وأكَّد، أنَّ في الولاية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترامب، تم تبنّي مسار سياسي دبلوماسي تمثل فيما عُرف باتفاقيات “أبراهام”، التي لم تقتصر على تطبيع العلاقات بين دول عربية وإسرائيل، بل تجاوزت ذلك إلى تحالفات سياسية وعسكرية واقتصادية، تتزعمها إسرائيل. الهدف من هذا التحالف الإقليمي هو احتواء النفوذ الإيراني ومنع تمدده داخل المنطقة، خاصة من الناحية السياسية والدبلوماسية.
ولكن إسرائيل، من جهتها، تسعى إلى ما هو أبعد من ذلك، فهي تعمل على تغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي في محيطها الإقليمي. ويتجلى ذلك من خلال محاولاتها المستمرة لفرض وقائع جديدة في لبنان وسوريا، سواء عبر استمرار الوجود العسكري في جنوب لبنان أو من خلال التمدد في الأراضي السورية.
كما أن تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين، مثل بتسلئيل سموتريتش، تكشف نوايا إسرائيل بالتوسع شرقًا، خصوصًا في منطقة الأغوار الشرقية لنهر الأردن، ما يُعد مساسًا مباشرًا بسيادة الأردن.
مشددًا، على أنَّ كل هذه التحركات تجري في ظل صمت عربي واضح، يعكس نتائج مسار التطبيع، الذي منح إسرائيل مساحة أكبر للتحرك دون ردع، ضمن ما يُروَّج له كمشروع “الشرق الأوسط الجديد”، والذي يهدف إلى إعادة رسم خريطة المنطقة بما يخدم المصالح الإسرائيلية ويكرّس هيمنتها.
وحول التهديدات ضرب المفاعل النووية الإيرانية علق نمر، أنَّ إسرائيل تسعى بدعم مباشر من الولايات المتحدة، إلى توجيه ضربة عسكرية للمفاعلات النووية الإيرانية، إذ تعتبر امتلاك أي دولة في الشرق الأوسط للسلاح النووي خطًا أحمر، حفاظًا على تفوقها النووي الوحيد في المنطقة.
وفي هذا السياق، تدفع إسرائيل باتجاه تشديد الضغط الأميركي على إيران، ليس فقط لتعليق برنامجها النووي، بل لإنهائه بالكامل، إلى جانب تفكيك قدراتها الصاروخية.
مشددًا على أنَّ إيران سترفض هذه الضغوط، وتصرّ على أن برنامجها النووي سلمي الطابع. لكن الموقف النهائي في هذا الملف يظل مرتبطًا بقرار الولايات المتحدة، وما إذا كانت ستتخذ بالفعل إجراءً عسكريًا ضد إيران أم لا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها