واصل جيش الاحتلال ارتكاب مجازره وجرائمه في قطاع غزّة، مستهدفًا كل ما يمتّ للحياة بصلة، في سعي واضح لتنفيذ مخطّطاته التهجيريّة. وعلى ضوء آخر المستجدّات والتطوّرات الميدانيّة والسياسيّة،استضافت الإعلامية زينب أبو ضاهر في مداخلة هاتفية عبر قناة فلسطيننا، الكاتب والمحلّل السياسي الدكتور نعمان عمرو.

بدايةً أكَّد عمرو، أنَّ سلطات الاحتلال تمارس سياسة ممنهجة على المستويين السياسي والعسكري بهدف كسب الوقت لتنفيذ مخطط إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، وخلق بيئة طاردة للسكان، في محاولة واضحة للقضاء على أكبر عدد ممكن من المدنيين.

وأوضح، أنَّ ما يجري منذ أسابيع يؤكد أنَّ الاحتلال يوظف المفاوضات كغطاء لتأجيل وقف العدوان، مستغلاً الوقت لصالح تنفيذ مخططاته، تحت ذرائع كاذبة كالحصول على مهلة من الرئيس ترامب لإنهاء أهداف الحرب.

وتابع، وتُستخدم إسرائيل لتحقيق هذا الهدف أساليب ترتقي إلى جرائم حرب مكتملة الأركان، مثل الحصار والتجويع، استهداف المدنيين، منع الخدمات الطبية، تدمير سيارات الإسعاف، ودفن العاملين في الطوارئ وهم أحياء ومقيدو الأيدي.

مشددًا، على أنَّ هذه الجرائم لا تُرتكب بدافع الضرورة العسكرية، بل تتم بسبق الإصرار والترصد، في إطار سياسة ممنهجة تمثل عقابًا جماعيًا وإبادة جماعية، وهو ما سيضطر العالم لاحقًا للاعتراف به رغم صمته الحالي.

ويرى عمرو، أنَّ العرائض الصادرة داخل كيان الاحتلال تهدف إلى أمرين رئيسيين: أولًا، الضغط من أجل إطلاق سراح 59 أسيرًا محتجزين في غزة، وثانيًا، فضح نوايا نتنياهو الساعية لإطالة أمد الحرب بهدف البقاء في السلطة والحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومي.

مشددًا على أنَّ أي وقف لإطلاق النار، حتى لو مؤقتًا، من شأنه أن يهدد استقرار هذا الائتلاف اليميني المتطرف، الذي يتشكل من نتنياهو وبن غفير وسموتريتش. ولهذا، يسعى نتنياهو لكسب الوقت من خلال شعارات مثل "النصر المطلق"، و"استعادة المختطفين"، و"تجويع الفلسطينيين"، و"تغيير وجه الشرق الأوسط"، وكلها تهدف بالأساس إلى إطالة عمر حكومته على حساب دماء الفلسطينيين.

وأشار إلى أنَّ قطاعا التعليم والصحة من أكثر القطاعات استهدافًا في غزة من قِبل الاحتلال الإسرائيلي، لإدراكه العميق بأهمية هذين القطاعين في حياة الشعب الفلسطيني. فالتعليم يمثل أداة للوعي والصمود ومقاومة محاولات طمس الهوية، في حين تُعدّ الصحة حاجة معيشية أساسية لا غنى عنها، لا سيما في ظل العدوان المتواصل الذي يخلف يوميًا عشرات الشهداء ومئات الجرحى.

وختم حديثه مؤكدًا على أنَّ هذا الاستهداف الممنهج أدى إلى شلل شبه كامل في القطاعين، مما يشكل جريمة إضافية تُضاف إلى سجل الاحتلال الحافل بجرائم الحرب، وفي مقدمتها استهداف المدنيين واستخدام سلاح التجويع كأداة للإبادة الجماعية.