في سياق التغطية المتواصلة لقناة فلسطيننا لتطورات الأحداث السياسية والتطورات الميدانية في قطاع غزة والضفة الغربية. استضاف الإعلامي يوسف الزريعي عبر الهاتف الباحث في الشؤون الإسرائيلية والعلاقات الدولية الدكتور رائد نجم.

بدايةً أكَّد نجم، أنَّ سكان قطاع غزة يعيشون وسط عملية إبادة ممنهجة، في ظل الحصار الخانق وإغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية، رغم وجود آلاف الشاحنات الجاهزة للدخول منذ أكثر من 45 يومًا. وأضاف، أنَّ الاحتلال لا يسمح بإدخال المساعدات التي قد تسهم في توفير احتياجات المعيشة الأساسية للأسر الفلسطينية.

أوضح نجم، أنَّ الأزمة في غزة تفاقمت مع استئناف العدوان، الذي بات من طرف واحد دون أهداف عسكرية حقيقية، بعدما فقد الاحتلال الحاجة لتبرير هجماته بادعاءات استهداف بنى تحتية للمقاومة. وأكَّد أنَّ الاحتلال رفض مرارًا التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بل أصرّ في الجولة الأخيرة من التفاوض على استبعاد هذا الخيار تمامًا، ما يكشف إصراره على مواصلة حرب الإبادة لتحقيق هدفه الأساسي: تهجير الفلسطينيين والسيطرة على قطاع غزة.

وحول الخطوات الممكنة لوقف الحرب، أكَّد نجم أهمية التعاطي الإيجابي مع المبادرة العربية، التي انطلقت كمبادرة مصرية ثم تحولت إلى مبادرة عربية تحظى الآن بإجماع دولي. لافتًا إلى أنَّ هذا الإجماع عبّر عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته للعريش، حيث أكَّد دعمه لحقوق الفلسطينيين ووقوفه إلى جانبهم، وأعلن تأييده لإقامة دولة فلسطينية. كما أشار نجم إلى استعداد الاتحاد الأوروبي للمشاركة في المؤتمر الذي تعتزم مصر عقده لإعادة إعمار قطاع غزة.

شدّد نجم، على أنَّ ما تم ذكره سابقًا يستدعي من جميع الأطراف الفلسطينية، وخاصة حركة حماس، الاقتراب بجدية من المبادرة العربية، وتفويض السلطة الفلسطينية للتفاوض، كما حدث في التجربة اللبنانية التي نجحت في وقف العدوان عبر تفويض الدولة رسميًا. وأكَّد أنَّ إقامة الدولة الفلسطينية تتطلب توحيد الصف الفلسطيني، سياسيًا وجغرافيًا، بين الضفة وغزة، مع التمسك بخيار حل الدولتين، كما نصّت عليه المبادرة العربية الأخيرة المعروفة بالخطة العربية.

وفي سياق التطورات ذات الصلة، أوضح نجم، أنَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخطط لزيارة المملكة العربية السعودية، حيث تُطرح قضيتان رئيسيتان على جدول الأعمال: الأولى تتعلق بالسعي لجذب استثمارات سعودية ضخمة، والثانية تتمحور حول دفع مسار التطبيع وتوسيع اتفاقيات أبراهام لتشمل السعودية، وهو ما يستوجب موقفًا واضحًا تجاه القضية الفلسطينية.

أشار نجم، إلى أنَّ معظم دول العالم تدعم الحق الفلسطيني وتؤيد إقامة دولة فلسطينية وحل الدولتين كخيار وحيد لإنهاء الصراع القائم، باستثناء الإدارة الأميركية، التي قد تبدأ بمراجعة موقفها من مشروع التهجير، خصوصًا في ظل الزيارة المرتقبة إلى المملكة السعودية. 

وختم حديثه قائلاً: "إنَّ هذه الزيارة تمثل فرصة أخيرة لوقف الحرب على غزة، محذرًا من أنَّ عدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبلها قد تستمر الحرب حتى نهاية العام أو بعد ذلك.