نتنياهو يسابق الزمن لتنفيذ خطته في غزة قبل الوصول لهدنة جديدة، وتطورات ميدانية متسارعة تمضي نحو مخطط التهجير. هذه الملفات ناقشتها الإعلامية مريم سليمان في مداخلة هاتفية عبر قناة فلسطيننا، مع عضو اللجنة المركزية لجبهة التحرير العربية والناطق باسمها المهندس محمود الصيفي.
بدايةً أكَّد الصيفي، أنَّ وسط التهديدات الصهيونية باحتلال مدينة رفح، وإدخال فرق أخرى على القطاع ولاحتلاله بالكامل، هناك أنباء عن انفراج في موضوع الصفقة وقف الحرب بشكل نهائي. وتابع، أنَّ الخطّة المصرية ما زالت هي مثار الحديث حول إنهاء الحرب، وحكومة الاحتلال الآن أبدت مرونة كاملة في موضوع الصفقة وعدم التشدد في مطالبها الأخيرة بإطلاق سراح 11 جندي من الأحياء، وشددا على أنَّ ضغوط الوسطاء والإدارة الأميركية، وضعت حكومة الاحتلال في مأزق أمام العمليات العسكرية التي لا أهداف لها سوى قتل المدنيين الفلسطينيين.
وحول سابق نتنياهو مع الزمن للحصول على المزيد من المكاسب في قطاع غزة قبل الوصول لهدنة علق الصيفي، أنَّ حكومة الاحتلال الصهيوني منذ بداية العمليات العدوانية في 18 آذار الماضي، أعلنت أنه ستكون هناك مفاوضات تحت النار، والمتتبع لما يدور في قطاع غزة، خاصةً في محافظة رفح، هناك تطبيقاً لما حدث في شمال قطاع غزة، لما سُمّي بخطة الجنرالات.
وأضاف، أنَّ استحداث محور مراج، ومحاصرة محافظة رفح، والتي تزيد المساحة المسيطر عليها الآن حوالي 75 كم مربع، وهذه المساحة تمثل أكثر من 20% من قطاع غزة. الاحتلال يريد أن يجعل هذه المنطقة عازلة بهذه المساحة الكبيرة، وبذلك يفصل ما بين قطاع غزة وجمهورية مصر العربية، لتصبح غزة عبارة عن جيب داخل الكيان الصهيوني. وبالتالي، حشر الملايين من سكان قطاع غزة في مساحة صغيرة، بهدف التهجير القسري لسكان قطاع غزة نتيجة لهذا الاكتظاظ السكاني في هذه المنطقة الصغيرة، إضافة إلى التدمير الكامل.
وتابع، منذ حملة ترامب الانتخابية وقبل توليه منصب الرئاسة، كان الحديث مستمرًا عن قطاع غزة، وظهرت تصريحات تفيد بنيّة تحويله إلى منطقة سياحية واقتصادية “الريفيرا”. مثل هذه التصريحات، تهدف في جوهرها إلى التستر على الجريمة الكبرى التي ارتُكبت بحق الشعب الفلسطيني في غزة، والتي استمرت لأكثر من عام ونصف، وأسفرت عن أكثر من 180 ألف شهيد وجريح ومفقود.
وقال: "رأينا في الهدنة التي تم التوصل إليها في 19 كانون الثاني، كيف عاد أهالي غزة فورًا إلى أراضيهم وبيوتهم المدمّرة، ما يدل على تمسّكهم العميق بأرضهم رغم الخراب الهائل. وهذا يُفنّد مزاعم التهجير، سواء أُطلقت بصيغة قسرية أو طوعية، مع التأكيد أنه لا وجود فعلي لما يُسمّى بالتهجير الطوعي. فكيف يُمكن وصفه بالطوعي في ظل منع السكان من أبسط حقوقهم في الغذاء والدواء والماء؟".
وأشار، إلى أنَّ أحد وسائل الضغط على الحكومة الإسرائيلية هو تصاعد الغضب داخل المجتمع الصهيوني، سواء من الأوساط العسكرية أو المؤسسات والجامعات في ظل استمرار الحرب.
مشددًا على أنَّ منذ اندلاع الحرب، يتضح أنَّ نتنياهو يسعى جاهدًا للبقاء في السلطة، ولو على حساب أمن واستقرار الكيان. وتعتقد أوساط واسعة من المحتجين أنَّ نتنياهو يطيل أمد الحرب عمدًا، خوفًا من إنهيار حكومته بمجرد توقف العدوان على قطاع غزة.
وأكَّد، بات المحتجون يدركون أنَّ ثمن استمرار حكومة نتنياهو يُدفع من دماء أبنائهم المحجوزين في قطاع غزة. لذلك، تتصاعد يوميًا موجة الاحتجاجات ضد الحكومة، متهمة إياها بأن الحرب الجارية لا تحقق أي أهداف أمنية حقيقية، وإنما تُستخدم كوسيلة لبقاء الحكومة في الحكم.
وختم حديثه مؤكدًا، "أنَّ هذه الاتهامات لم تعد تقتصر على المعارضة، بل تشمل أيضًا أصواتًا من داخل المؤسسة العسكرية الصهيونية، التي بدأت تُطالب بوقف الحرب، خوفًا على مصير الأسرى والجنود. كما أن عائلات الأسرى تُحمّل حكومة نتنياهو مسؤولية حياتهم، خاصة بعد أن تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية سابقًا بمقتل أكثر من أربعين جنديًا من قوات الاحتلال.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها