في هذه التغطية المتواصلة من فضائية “فلسطيننا” للإطلاع على آخر التطورات والمستجدات المتعلقة بقضيتنا الوطنية، استضافت الإعلامية زينب أبو ضاهر في مكالمة هاتفية، الباحث والمحلل السياسي ومدير مركز ثبات للأبحاث واستطلاعات الرأي الأستاذ جهاد حرب.

بدايةً أكَّد حرب، أنَّ في ظل تصاعد الاحتجاجات داخل إسرائيل، حيث تُرسل رسائل من ضباط وجنود الاحتياط خصوصًا في سلاح الجو الذي يعتمد بشكل كبير على الاحتياط، يتجلى دعم الشعب لوقف الحرب، إلا أنَّ هذه التحركات لا تُجبر نتنياهو على وقف العدوان نظرًا لاعتماده على دعم ائتلافه اليميني المتطرف في الكنيست بدلاً من الرأي العام. ومن المتوقع أن تتسع رقعة الاحتجاجات بعد عيد الفصح لتشمل قطاعات جديدة مثل النقابات العمالية، خصوصًا مع ازدياد القناعة بأنَّ نتنياهو يوظف الحرب سياسيًا لمصالحه ويغامر بحياة الأسرى. ورغم أنَّ استمرار الحرب قد يزيد الضغط الشعبي، فإن إسقاط حكومة نتنياهو لا يتحقق فقط عبر الاحتجاجات أو والمحاكم الإسرائيلية، بل قد يحدث من خلال محاكمته بتهم الفساد أو انهيار ائتلافه في حال انسحاب الأحزاب الدينية بسبب قانون التجنيد. وفي النهاية، يظل الموقف الأميركي العامل الأكثر تأثيرًا في تغيير توجهات نتنياهو إذا ما قررت واشنطن اتباع مسار سياسي جديد في المنطقة.

في سياق متصل، أكَّد أنَّ استطلاعات الرأي الإسرائيلية خلال العام الماضي تشير بوضوح إلى تراجع فرص نتنياهو في العودة إلى الحكم مستقبلاً، ما يدفعه للاستمرار في الحرب، إدراكًا منه أنَّ وقفها أو التوجه لانتخابات مبكرة قد يعني نهاية مسيرته السياسية، سواء عبر صناديق الاقتراع أو لجان التحقيق الرسمية.

وأضاف، أثارت زيارة نتنياهو الأخيرة إلى واشنطن استياءً في الأوساط الإسرائيلية، خاصة بعد فشله في تحقيق أي من أهدافه، وسط مؤشرات على تغيّر وشيك في الموقف الأميركي قبيل زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى الخليج. ويُتوقع أن تدفع واشنطن نحو وقف الحرب خلال أسابيع، لأسباب تتعلق بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من حَمَلة الجنسية الأميركية، وتقليص الإنفاق الخارجي، إضافة إلى رغبة ترامب في الظهور كـ”رجل سلام” وتوسيع اتفاقيات التطبيع، خصوصًا مع السعودية، وهو ما يتطلب وقف الحرب والدفع نحو مسار سياسي جاد يشمل حل الدولتين.