القائد هو صاحب الحق الذي يخوض المواجهات السياسية مع كبار أقوياء ومرعبين ولا يخسر. وهو الذي يمتلك سلاحا استراتيجيا يتناسب مع طبيعة الكفاح في كل مرحلة.
لا يرم كل اسلحته الاستراتيجية دفعة واحدة حتى لا يبقى مكشوفا في ميدان الصراع الطويل العريض العميق.. في محيط متغير، ملتهب، تؤرجحه الهزات والزلازل السياسية.
القائد هو انسان يرى ان حياة الانسان وكرامته وحريته هي غاية السياسة.
هو من يعتقد انها من افظع الجرائم عملية دفع المواطن لموت مجاني تحت راية قضية أو لإرضاء شهوة نزعة الزعامة او اكتساب هالة البطولة.
هو الحكيم العاقل الشجاع الجريء الذي يقول لا محسوبة بدقة، حتى تكون رافعة لحق الشعب، فكثير من اللاءات مدمرة لأنها قيلت او تقال في غير مكانها وزمانها، ف (لا) القائد الداهية عندما تكون هي صوت الشعب وإرادته تربك الخصم، وتجبره على اعادة قراءة ظروف ومعطيات الصراع.
هو الذي يجيد لعبة المشي على حبلي التكتيكي والاستراتيجي بامتياز، يتقدم، يقف يتأمل، يفكر، ويحسب ثم يمضي بأمان، بقوة توازن جاذبية الحق وإرادة الملايين.
القائد شخص مثلنا.. لكنه متجرد من الفردية والتفرد، حمل في قلبه آمال وأماني الملايين، انه صاحب النفس المتحررة من الأنا، في قلبه اسماء وصور ملايين الشعب الذين احبوه وأحبهم.
يستقوي بمنطق الحق والقانون الانساني، يرتب اولوياته، يضبط ساعة الصفر، حتى اذا سارت الطواقم الخبيرة المنظمة يكسب الشعب ويحصد ما قد زرع، فليس قائدا من يأت على الرصيد والمخزون الاستراتيجي للشعب بالحرائق.
انسان صبور صادق كالأنبياء، حكيم كالفلاسفة، عاقل كالعلماء، وقور، كريم ن ذو عزم فولاذي لين لا ينكسر، ومعدن ذهبي اذا انطرق يتمدد ويلمع لكنه لا ينقطع. له قلب مثلنا، يحب لكنه لا يكره، وإذا اساء اليه احمق يسامح، واذا أخطا يلجأ لفضيلة الاعتراف، ليسد منافذ الاستكبار ويمنعها من التسلل... فأحسن الناس من زاوج بين الدهاء والإنسانية... وجعل من السياسة صلاحا لأولي الألباب.. ذلكم هو الانسان ابو مازن