ضمن فعاليات إحياء انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة وإنطلاقة حركة "فتح"، وتحت شعار 60 عاماً صمود وثبات، أحيت قيادة حركة "فتح" في منطقة البقاع ذكرى إنطلاقتها بإيقاد شعلتها الستين، وذلك اليوم الثلاثاء الموافق ٣١-١٢-٢٠٢٤. وتقدّم الحضور عضو قيادة إقليم لبنان أ.نزيه شما، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في البقاع م.فراس الحاج، وأعضاء قيادة المنطقة، وأمين سر اللجان الشعبية في البقاع خالد عثمان، وأمناء سر الشعب التنظيمية والمكاتب الحركية، وفصائل العمل الوطني الفلسطيني واللجان الشعبية، وقوات الأمن الوطني الفلسطيني في البقاع، وفعاليات المنطقة، المكاتب الحركية، وحشد كبير من أبناء المخيّم.

كلمة حركة "فتح" ألقاها عضو قيادة إقليم لبنان أ.نزيه شما، والتي جاء فيها: "فتحٌ والشهادةُ صنوانِ لا يفترقانِ… فعندَ مغيبِ الشمسِ في ١٩٦٤/١٢/٣١، كانتْ ثُلَّةٌ مناضلةٌ ممنْ باعوا الحياةَ واشتروا الآخرةَ تُنفِّذُ عمليةَ نفقِ عيلبونَ، فكانَ الإعلانُ العلنيُّ والمدوِّي لانطلاقةِ حركةِ التحريرِ الوطنيِّ الفلسطينيِّ "فتحَ"، وكانتْ مسيرةَ شعبٍ أبيٍّ، مكافحٍ، صابرٍ أرادَ أنْ يجعلَ منْ لحمهِ الحيِّ قوتًا ليحيَا الوطنُ. فكانتِ العملياتُ البطوليةُ التي أذهلتِ العالمَ، وكانَ شهيدُنا الخالدُ أبو عمارَ يكبرُ كلَّ يومٍ في مسيرةٍ نضاليةٍ وثوريةٍ زرعتِ الأملَ، وبدأ الحلمُ يكبرُ، وكانتْ معها مدرسةُ كبارِ الشهداءِ أعضاءِ اللجنةِ المركزيةِ القادةِ المؤسسينَ الذينَ تعلَّمنا منهمْ كيفَ يكونُ النضالُ والتضحيةُ في سبيلِ الوطنِ، أبو جهادٍ، وصلاحَ خلفٍ، والكمالينِ، وأبو يوسفَ النجارِ، وهايلَ عبدَ الحميدِ، وأبو علي إيادَ، وفيصلَ الحسينيِّ، وسعدَ صايلَ، وخالدَ وهاني الحسنِ، وماجدَ أبو شرارٍ، وعبدَ الفتاحِ حمودَ، وصائبَ عريقاتِ، وأديبَ الزعنونِ، وفاروقَ القدوميِّ، وصولًا إلى القائدِ المؤسسِ الشهيدِ الرمزِ ياسرِ عرفاتَ وغيرِهمْ منَ القادةِ الشهداءِ الكبارِ الذينَ عبدوا لنا بدمائهمُ الزكيةِ الطاهرةِ طريقَ النصرِ والعودةِ والتحريرِ".

وأضاف: "تستمرُّ الفتحُ شامخةً وصامدةً، وتبقى رايتُها الصفراءُ عاليةً خفاقةً في كلِّ مكانٍ وزمانٍ، معلنةً للجميعِ وبصوتٍ عالٍ طريقُ الفتحِ النصرُ أو الشهادةُ. ورغمَ هبوبِ بعضِ العواصفِ التي حاولتْ عرقلةَ مسيرتِها إلا أنَّها باءتْ جميعُها بالفشلِ. أتعلمونَ لماذا؟ لأنها حركةُ كلِّ الشعبِ الفلسطينيِّ في الداخلِ والشتاتِ والمدنِ والقرى والمخيماتِ والأزقةِ، أطفالًا، وشيوخًا، ورجالًا، وأمهاتٍ.. نحنُ نتنفسُ عبرَ فتحٍ، لأنها تسكنُ داخلَنا ووجدانَنا وعقولَنا، وهي جزءٌ أساسيٌّ منْ حياتِنا وتفكيرِنا وماضينا وحاضرِنا ومستقبلِنا. وأقولُ لمنْ ينتظرُ نهايةَ فتحٍ أو كسرَها: "عليكمُ الانتظارَ إلى الأبدِ".

وقال: "في الذكرى الستينَ لانطلاقةِ الثورةِ الفلسطينيةِ المعاصرةِ، في ذكرى انطلاقةِ أروعِ  وأنبل وأطهر ظاهرةٍ عرفها التاريخُ، وفي ظلِّ استمرارِ حربِ الإبادةِ التي يتعرضُ لها أبناءُ شعبِنا في قطاعِ غزةَ الحبيبِ وفي الضفةِ والقدسِ، وأمامَ هذا الشلالِ من الدماءِ الزكيةِ الطاهرةِ، ومعَ تزايدِ وتيرةِ العدوانِ من حكومةِ الاحتلالِ المتغطرسةِ، وفي ظلِّ تضحياتٍ جسامٍ وصمودٍ أسطوريٍّ ومواجهاتٍ بطوليةٍ من أبناءِ شعبِنا، نؤكدُ نحنُ أبناءَ الفتحِ بأننا فخورونَ بانتمائِنا، مبايعونَ لقيادتِنا الفلسطينيةِ الحكيمةِ وعلى رأسِها سيادةُ الرئيسِ محمودُ عباسَ، المقاومُ الدبلوماسيُّ الصلبُ والعنيدُ، حافظونَ لقسمِنا، ثابتونَ على الثوابت، القدسِ والعودة، الأسرى والدولةِ، والتحريرِ وكنسِ المستوطناتِ، هذه الثورةُ وُجِدَتْ لتبقى وستنتصرُ بإذنِ اللهِ".

وأردف: "ستونَ عامًا مضتْ من عمرِ "فتحٍ"، ومن عمرِ جيلِنا، وعمرِ حركتِنا الوطنيةِ الفلسطينيةِ. أنظمةٌ سقطتْ، ومتغيراتٌ جيوسياسيةٌ هائلةٌ ضربتِ المنطقةَ، ولا زالتْ ثورتُنا مستمرةً، ونضالُ حركتِنا، واستقلاليةُ قرارِها ثابتٌ لا يتغيرُ. مسيرةٌ بها الكثيرُ من المعاناةِ والألمِ والتضحياتِ، لكنْ بها أيضًا الكثيرُ من الإنجازاتِ والانتصاراتِ، من عيلبونَ إلى الكرامةِ، إلى عمليةِ الشهيدِ كمالِ عدوانَ، وعمليةِ سافوي وميونخَ، والصمودِ الأسطوريِّ في بيروتَ، إلى هبةِ النفقِ، والانتفاضةِ الأولى والثانيةِ، وكتائبِ شهداءِ الأقصى، والمقاومةِ الشعبيةِ، وبناءِ مؤسساتِنا الوطنيةِ وأجهزتِها الأمنيةِ، ذراعِ الوطنِ المتينِ، وصولًا إلى الاعترافِ الدوليِّ بعضويةِ دولةِ فلسطينَ في الأممِ المتحدةِ، والنضالِ الدبلوماسيِّ الذي أنتجَ قراراتٍ مهمةً من محكمةِ الجناياتِ ومحكمةِ العدلِ الدوليةِ… ستونَ عامًا ثباتٌ وصمودٌ، والمسيرةُ مستمرةٌ".

وشدد على التمسكَ بمنظمةِ التحريرِ الفلسطينيةِ وبرنامجِها السياسيِّ والوطنيِّ، ووحدانيةِ تمثيلِها لشعبِنا الفلسطينيِّ في كافةِ أماكنِ تواجدِه.
النأيَ بالنفسِ عن التدخلِ في الشؤونِ الداخليةِ للدولِ العربيةِ والإقليميةِ، ورفضَ تدخلِ أيِّ أحدٍ في شؤونِنا الداخليةِ.

وتوجه بتحيةِ إجلالٍ وإكبارٍ إلى لبنانَ الشقيقِ، توأمِ فلسطينَ، الذي قدمَ الغاليَ والنفيسَ نصرةً للقضيةِ الفلسطينيةِ: لشهدائِه وجرحاهِ، لقراهِ ومدنِه التي واجهتِ العدوانَ الإسرائيليَّ ببسالةٍ وشجاعةٍ، لأرضِه وسماءِه وجبلِه وبقاعِه وجنوبِه الأبيِّ، ألفُ تحيةٍ وسلامٍ.
ورفضَ العبثِ بأمنِ وأمانِ شعبِنا في الضفةِ الغربيةِ، واستهدافَ المؤسساتِ الوطنيةِ والأجهزةِ الأمنيةِ التي تدافعُ عن مشروعِنا الوطنيِّ الذي يحاولُ الاحتلالُ جاهدًا النيلَ منه.
وأكد على تمسك حركة فتح بالوحدةِ الوطنيةِ الفلسطينيةِ تحتَ مظلةِ منظمةِ التحريرِ الفلسطينيةِ، البيتِ السياسيِّ والمعنويِّ الجامعِ للكلِّ الفلسطينيِّ. وضرورةَ وقفِ العدوانِ الإسرائيليِّ على أبناءِ شعبِنا في قطاعِ غزةَ والضفةِ والقدسِ، حيثُ مشاهدُ القتلِ والتشريدِ وموتُ الأطفالِ من الصقيعِ وحرقُ المستشفياتِ والخيامِ فاقتْ أيَّ تصورٍ.

والتأكيدَ على ما قالهُ سيادة الرئيسُ أبو مازنَ: "بأنهُ لا دولةَ في غزةَ ولا دولةَ دونَ غزةَ، وستبقى القدسُ عاصمتَنا الأبديةَ"

وفي الختام أوقدت شعلة الانطلاقة ال60 بمشاركة جميع القوى والفصائل وحشدٍ من أهالي المخيم.