في مخيم عين الحلوة، وبين أزقة الصمود ومعالم النضال، أحيت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” في منطقة صيدا الذكرى الستين لانطلاقة الثورة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، ٣١-١٢-٢٠٢٤.
مشهد مهيب جمع الآلاف من أبناء شعبنا، الذين احتشدوا أمام شعبة حركة “فتح” في المخيم، حاملين الأعلام الفلسطينية ورايات العاصفة، ومرددين الهتافات التي أكدت على التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد لشعبنا الفلسطيني.
يأتي إحياء الذكرى هذا العام وسط حرب إبادة يتعرض لها شعبنا في غزة والضفة والقدس، حيث حملت الفعالية رسائل تنديد بجرائم الاحتلال، ومطالبة بالوحدة الوطنية لمواجهة المخططات الصهيونية الرامية إلى اقتلاع الذاكرة الفلسطينية.
وشهدت الفعالية حضورًا سياسيًا فلسطينيًا ولبنانيًا، ومشاركة بارزة لشخصيات وطنية وفعاليات جماهيرية، أظهرت تمسك أبناء شعبنا بثوابتنا الوطنية وإصرارهم على مواجهة كل التحديات.
وفي كلمة ألقاها أمين سر حركة “فتح” وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة، أكد فيها قائلاً: “بكم وبإرادتكم التي حملت لواء ثورة امتدت من عيلبون إلى الكرامة، ومن جنين إلى رفح، ومن أشجار زيتون الضفة إلى شواطئ غزة الحزينة، نقف اليوم في قلب هذا المخيم الصامد، نشعل شعلة الانطلاقة التي تذكرنا ببدايات الثورة، وبوجع المخيمات وتضحيات الشهداء، هذه الشعلة التي تستعر في كل شبل وزهرة يهتفان ‘أنا فلسطيني، وأرضي من بحرها إلى نهرها".
وأضاف اللواء شبايطة: “إننا اليوم، ومن عمق الجرح الفلسطيني، ندعو كل الفصائل، وفي مقدمتها حماس، إلى تجاوز الخلافات والتوحد خلف منظمة التحرير الفلسطينية، ممثلنا الشرعي والوحيد، لبناء استراتيجية وطنية واحدة ومشروع وطني جامع بقرار فلسطيني مستقل. إننا أبناء قضية واحدة، ولا نقبل القسمة، وعلينا أن نرسم طريقًا مشتركًا يحمي دماء أبنائنا ويحافظ على ثوابتنا الوطنية".
وأشار شبايطة إلى خطورة المرحلة الراهنة التي تشهد محاولات ضم الضفة الغربية وتكريس الاستيطان، ودعا إلى التكاتف لمواجهة أطماع الاحتلال الصهيوني التي تستهدف فلسطين والمنطقة بأسرها.
بدوره قال عريف الحفل مسؤول الإعلام في منطقة صيدا يوسف الزريعي، “ها نحن اليوم نقف معًا في هذه الساحة التي لطالما كانت شاهدًا على تاريخنا وكفاحنا، نجدد العهد في الذكرى الستين لانطلاقة الثورة الفلسطينية المجيدة؛ "فتح" ليست مجرد حركة سياسية، بل هي الحكاية التي كتبتها دماء الشهداء، وهي البيت الذي جمع الكل الفلسطيني، والأم التي لم تفرق بين أبنائها؛ ستون عامًا وحركة "فتح" لم تنحنِ يومًا، بل كانت كطائر الفينيق، تنهض من الرماد أقوى وأصلب".
واختُتمت الفعالية بإيقاد شعلة الانطلاقة بمشاركة قيادات الفصائل الفلسطينية واللبنانية، في مشهد يؤكد أن النضال مستمر حتى التحرير والعودة، وأن أبناء شعبنا في الشتات كما في الداخل، ماضون على درب الثورة حتى استعادة كامل الحقوق الوطنية المشروعة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها