مؤامرات ومخططات تحاك بأيدٍ إسرائيلية وأميركية تستهدف بالشكل الأساسي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، فيطرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقترحاته، وعلى الفور تباشر أذرع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بصوغ السياسات والإجراءات لتطبيقها على الأرض، وللإطلاع عن كثب على آخر المستجدات والتطورات، استضافت الإعلامية زينب ضاهر عبر الزوم من طولكرم عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الكاتب محمد علوش.
بدايةً أكَّد علوش، أنَّ قرارات الاحتلال بحظر وكالة الأونروا وإنشاء إدارة خاصة تعني بتنظيم ما يسمى بالخروج الطوعي لأبناء قطاع غزة، وصولاً لاقتطاع ملايين الشواكل من أموال المقاصة، جميعها ليست اجراءات جديدة بل هي عبارة عن سوابق للاحتلال عبر تاريخه بالصراع مع شعبنا، واستهداف للأونروا كونها الشاهد الحي على النكبة، إضافة إلى استهداف الضفة والعمل بشكل ممنهج على تغيير معالم المخيمات فيها، وإنهاء صورتها باعتبارها محطات مؤقته للاجئين الفلسطينيين إلى أن يتحقق حق العودة، وشدد علوش على أنَّ الاحتلال سبق واستهدف مخيمات لبنان وسوريا ويعمل بشكل ممنهج لضرب قضية اللاجئيين باعتبارها قضية الأساس قضية الأم، وحق العودة هو على رأس الثوابت الوطنية الفلسطينية، وأشار علوش، لضرورة مواجهة دولية حاسمة لقرارات الصهيوأميركية التي من واضح أنها جادة وماضية نحو التنفيذ.
وتابع علوش، أنَّ ترامب قدم لنتنياهو طوق نجاة غير محدود للبقاء في منصبه، واتضح ذلك بالدعم غير المحدود الذي قدمته الإدارة الأميركية لنتتياهو كأول ضيف يزور الولايات المتحدة بعد تنصيب ترامب رئيسًا، وأجزم علوش، أنَّ اليوم إسرائيل ليست إلا إطار وظيفي في خدمة المصالح الأميركية، فكلاهما وجهان لعملة واحدة في ممارسة الإجرام والإرهاب.
وفي سياق متصل، أكَّد علوش على ضرورة الإقدام على خطوات عربية فلسطينية موحدة، كما ويجب أن تتحمل القمة العربية القادمة المسؤولية التاريخية في مناهضة السياسات الأميركية التصفوية التي تهدد الأمن القومي العربي وكل المنجزات العربية والقضية الفلسطينية.
وحول استطلاع للرأي أجرته القناة الثانية عشر أكدت خلاله أن ثمانية وستين بالمئة من الإسرائيليين يؤيدون خطه ترامب، علق علوش أنَّ هذا الرقم يعكس البنية السياسية للمجتمع الإسرائيلي وانحيازه لليمين الفاشي والشعبوي في مجتمع الاحتلال وللتنامي في التطرف الصهيوني تجاه القضايا المتعلقة بأبناء شعبنا في المدن والقرى المحتلة عام ثمانية وأربعين، وتابع علوش، أنه بناءً على كل ما سبق ذكره استطاع نتنياهو أن يظهر نفسه بطلاً قوميًا أمام دولته وشعبه، ورغم الدعوى القضائية وملفات الفساد التي تلاحقه، إلا أن الاتسطلاعات التي سبق ذكرها منحته مزيدًا من قوة الحضور سياسيًا حاليًا، وفي الانتخابات القادمة.
وفيما يتعلق بعدم التزام إسرائيل بالبروتوكول الإنساني المتفق عليه في مراحل إتفاق وقف إطلاق النار، شدد علوش، على أنَّ إسرائيل تتصرف وكأنها الطرف الأقوى كون اتفاق وقف إطلاق النار مجحفًا، وأن حركة حماس تسرعت في توقيع الاتفاق إذ أنه كان من المفترض أن يكون اتفاقًا وطنيًا من خلال المرجعيات الوطنية الفلسطينية.
ووفقًا للمستجدات والمعطيات السياسية التي تشير إلى أنَّ حركة حماس مستعدة لتنازل عن حكم غزة، رجح علوش، أنَّ هذه التصريحات غير جادة ومجرد إعلان إعلامي وحماس مستمرة في انتهاج تكريس سلطتها رغم الأوضاع المأساوية التي يعيشها شعبنا في القطاع، وشدد على أنه عندما تصرح إسرائيل أنها لا تريد عودة الحكم لحماس والسلطة الوطنية الفلسطينية في غزة، فهذا مؤشر خطير ودليل على وجود مشروعًا إسرائيليًا لسلطة فلسطينية متجددة أو لاستقدام قيادة جديدة.
وحول إنطلاق ما يسمى بالمؤتمر الوطني الفلسطيني في الدوحة، بهدف كما يشاع إعادة ترتيب البيت الداخلي لمنظمة التحرير الفلسطينية، شدد علوش أنَّ هذا التساوق في هذه المرحلة الحساسة هو لصالح أجندات واضحة، وهذا يشكل خطورة على قضيتنا ومستقبلها، وأي أجندة إصلاح يجب أن تكون في إطار الساحة الفلسطينية والحركة الوطنية الفلسطينة.
وتمنى علوش أن تعقد القمة العربية اجتماعها الطارئ في السابع والعشرين من الشهر الجاري، وتخرج بمخرجات جدية تلم الشمل العربي وتوحد موقفه في مواجهة الاحتلال ومشاريع الإدارة الأميركية.
وختم علوش، أن شعبنا اليوم يعيش تحت حصارٍ مطبق والدمار سواء في غزة أو الضفة والقدس، لذلك يجب على الجامعة والأمة العربية تقديم كافة أشكال الدعم والصمود لشعبنا ولمؤسسات دولتنا وهذا واجب مقدس، وأكَّد أنَّ مخططات ترامب لن تفشل بالبيانات بل نحن بحاجة مواقف رسمية جادة من الأنظمة العربية بكافة شرائحها في ظل هذه المرحلة الحساسة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها