في الجمعة العظيمة، تتوقف البشرية أمام مشهد الصليب في فلسطين الأمس، حيث تجلت أقصى معاني الألم، ولكن أيضًا أسمى صور المحبة والتضحية والفداء. المسيح عُلّق على خشبة من أعداء الحياة، لا ليموت فقط، بل ليُعلن أن الحق لا يُهزم، وأن النور لا تطفئه ظلمات العالم.

وفي فلسطين اليوم، تتكرر مشاهد الصلب على أرض الواقع. فهناك شعبٌ يُعاني، يُقمع، يُحاصر، وتُسفك دماء أبنائه كل يوم بمحرقة القرن الواحد والعشرين. أجسادٌ ترتقي، وأمهاتٌ تبكي، وأطفالٌ يحلمون بحياة بسيطة، بلا خوف من دفنٍ وهم أحياء ولا من جدران عنصرية ومستوطنات استعمارية.

كما لم تُفهم رسالة المسيح في لحظتها، كثيرون لا يريدون أن يسمعوا اليوم صرخة شعب ينادي بالحرية والعدل والكرامة. لكن التاريخ يُعلمنا أن الحق لا يُدفن، وأن الصليب لا يكون نهاية الطريق، بل عبوره نحو قيامة حتمية.

الجمعة العظيمة في فلسطين ليست ذكرى، بل واقعٌ يومي نعيشه في أرض الرسالات. لكن كما انتصر النور على الظلام في فجر القيامة، سيبزغ فجر الحرية لشعبٍ يستحق الحياة.
وكل عام وشعبنا أقرب إلى الحرية والعدالة والاستقلال الوطني وشعوب العالم إلى السلام والأمن والتقدم.