في تغطيةٍ مستمرةٍ على قناة "فلسطيننا" حول دخول هدنة وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ، أجرت الإعلامية مريم سليمان حوارًا هاتفيًا مع الأكاديمي والمحلّل السياسي د.محمود خلوف، حيث أشار إلى  أنَّ دخول قرار وقف النار حيز التنفيذ في لبنان مع خروقات متعددة ويومية وإخلاء ومنع تجول لبعض القرى الجنوبية، هذا انعكاس لحالة انقسام يشهدها اللبناني، وعمليًا هذا ما يدفع بنيامين نتنياهو لنوع من الاستقواء، مؤكدًا أنَّ التعميم الذي أصدره حزب الله كان واضحاً إنه على يعقين أنَّ هناك نوع من الغدرة، وبأن البعد الأمني هو المسيطر، وهذا ما يظهر أنّ الجميع في حاله ترقب وأنَّ للصبر حدود، نحن أمام مراجعة ذاتية لتكون المرحلة المقبلة هي مرحلة عنوانها الاتفاق على رئيس الجمهورية نوع من الوفاق والتوحيد في مجابهة التحديات الخارجية، لأنَّ الانقسام يجعل أميركا وإسرائيل أقوى بفرض سياساتهم على لبنان خاصة أنهم يتحدثون عن ترسيم الحدود. 

وحول كيفية تعامل إسرائيل مع اتفاق وقف إطلاق النار على انه مجرد ورقةً ويحاول اليمين الإسرائيلي أن يسوق هذا الاتفاق داخليًا، وبالقول أنَّ ما يضمن نجاحه هو أن تل أبيب سترد بشكل عنيف على أي خرق علق خلوف: لا زلنا في مرحلة كل القوى بصدد أن تقدم قراءة لحقيقة وزن القوة الثانية، وحزب الله بنظر إسرائيل ليس بالحزب الضعيف، وانَّ ليس من السهل استباحة الساحة اللبنانية، ولكن الخطير في الأمر أنَّ الأميركان عمليًا قد وضعوا من جانب واحد ملحقات للصفقة، وهذه الملحقات تدفع باتجاه أن تستبيح إسرائيل السيادة اللبنانية من خلال اعطاء الشرعيّة لطائرات الاستطلاع على مدار الساعة حرية العمل، بالإضافة أنَّ أميركا قد أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل للمهاجمة داخل لبنان، والأميركان من خلال قيادتهم للجنة التي ستراقب الاتفاق ستنحاز باستمرار للجانب الإسرائيلي، وهذا ما يتطلب على لبنان أن يكون قوةً واحدةً متراصةً بقيادة جديدة ورئيس منتخب، هذا بالضرورة سيجعل أميركا تحسب الحساب للنظام وللشعب وللمقاومة.

وحول انعكاس هذا الاتفاق على مسار الحرب في القطاع قال خلوف : إنَّ هذا الاتفاق سينعكس بشكل سلبي، لان بنيامين نتنياهو قد أقر بشكل واضح في المؤتمر الصحفي الذي أعلن من خلاله أنَّ الحكومة قد أقرت الاتفاق، وأنَّ الهدف الأسمى من وراء هذا الاتفاق الإنفراد في الضفة الغربية وقطاع غزة، نحن أمام تدحرج في الأحداث نحو الأسوأ، وأضاف: يجب أن لا يُترك الفلسطيني وحدة في الساحة سواء على مستوى قائد سياسي، قيادة السلطة، التنظيمات، والمواطن المقاوم "الدفاع عن النفس"، مضيفًا: كل ما يحدث في فلسطين حتى 7 أكتوبر، كان دائمًا بموقع رده الفعل الفلسطيني، فمنذ النكبة والنكسة، يفرض علينا دائمًا الاعتداء، القتل، الإبادة، الاستيطان، تقيد الحريات، نهب خيرات أراضينا، تدنيس مقدساتنا. ولا تزال إسرائيل تعمل على اشلال قرار إقامة دولة فلسطينية والعيش بسلام.

وتابع خلوف، أن الصورة لإسرائيل باتت واضحة فهي تتنكر لمتطلبات التسوية، وتريد أن تحدث نوعًا من التشبيك والعلاقات الاقتصادية والأمنية مع المحيط العربي، لمحاصرة فلسطين ولبنان، وهذا جزء من الخطاب المعلن، مؤكدًا أنَّ بايدن مارس سياسة عنوانها الحماقه والانحدار الأخلاقي الكبير وهذا القى بظلاله سلبًا على كل المحيط العربي، وهو من وفر الغطاء المالي والسياسي والعسكري والاستخباري لإسرائيل، واستخدم الفيتو أربع مرات لإفشال وقف إطلاق النار في قطاع، موضحاً ادا كان هناك عدالة يفترض أن يكون بايدن، ووزير جيشه مطلوبًا إلى الجنائية الدولية.

وختم حديثه متوجهًا برسالة إلى الشعب اللبناني قائلاً: إياكم أن تنظروا إلى أميركا، فرنسا، وبريطاني على أنهم يريدون الخير، أو تغركم العبارات البراقة، فهم عمليًا يربطون سياستهم الخارجية بمسار ومصالح الصهيونية العالمية، حيث بات كل شيء عربي مكروه، رغم أننا مطالبين في ظل العولمة بتقارب المسافات ما بين الحضارات والثقافات، لكنهم يحدثون هوّة كبيرة جدًا. مؤكدًا لو أرادة فرنسا وأميركا وبريطانيا الانتصار لديانتهم لنتصروا للبنان، خاصةً بوجود نسبة لا يستهان بها من المسحيين واحترامًا لرابطة الدم لكنها لم تفعل، كما سمحوا لإسرائيل بقصف كنيسه المهد في بيت لحم عام 2001 و2002، نحن أمام اختلال وهذا الأمر يعقد المشهد بالنسبة لكل من يناضل من أجل تقرير المصير والانعتاق من الاحتلال.