ضمن المواكبة المستمرة لفضائية فلسطيننا للعدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا وتداعياته على المنطقة استضافت الإعلامية زينب أبو ضاهر عبر الهاتف الباحث والمحلل السياسي ومدير مركز ثبات للأبحاث واستطلاعات الرأي الأستاذ جهاد حرب.

بدأ الحوار عن استعدادات تل أبيب لإبرام صفقة تبادل مقابل انسحاب جزئي من محور فيلادلفيا، حيث أكَّد حرب أنَّ هذه المعطيات تتعلق بالتصريحات التي يقوم بها بعض المسؤولين الإسرائيليين من أجل إمكانية الوصول لاتفاق، إذ يتعلق جزء منه بما قامت به مصر بشأن محور فيلادلفيا وإمكانية التغيير على ما جرى من احتلالٍ لهذا الموقع كونه يخالف الاتفاقيات الموقعة ما بين الجانبين المصري والإسرائيلي، وبخاصة البروتوكول الأول الذي تم تعديله عام ألفين وخمسة هذا من جهة، أما من جهة ثانية مطالب الجمهور الإسرائيلي للوصول لصفقة وقف إطلاق نار كما حدث في لبنان، لأنه يعتقد أن أولوية أي اتفاق في غزة مرتبط بإعادة الأسرى.

وشدد حرب، ببداية النقاش حول إمكانية الوصول لاتفاق واضح، والأمور تسير في هذا السياق ولكن قد تكون هناك معرجات متعددة تأخذ وقتًا حتى نهاية ديسمبر أو يناير المقبل، وتوقع حرب، أن يسبق الاتفاق هدن مؤقته أو يتم الوصول إلى نهاية الحرب دون هدن، وشدد على أن نهاية الحرب لا يعني انسحاب إسرائيل من غزة وذلك وفقًا لكل ما سبق وشاهدناه على مستوى الجغرافيا في الاحتلال الإسرائيلي للقطاع على مدار شهور الحرب، إذ أنه سيطر على أجزاء مهمة سواء على الحدود في شمال قطاع غزة وفي شرقه إضافةً إلى مساحة حوالي بين كيلو إلى كيلو ونصف طولاً، وهذا يعني أن ١٥% من مساحة القطاع تحت سيطرة الاحتلال، إضافةً إلى ممر نتساريم الذي هو أيضًا مساحة مهمة في القطاع.

وحول تصريح السيناتور الجمهوري لموقع ولا العبري أنَّ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يدعم وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويريد رؤية ذلك قبل تولّيه منصبه بهدف إبرام صفقة، علق حرب أنَّ ذلك يتعلق بإمكانية الوصول إلى الاتفاق في ديسمبر أو في بداية يناير المقبل، وهو مدفوع باتجاهين الإدارة الأميركية الحالية برئاسة جو بايدن الذي يرغب بمغادرة البيت الأبيض ولديه اتفاق بعودة الأسرى بخاصة الذي يحملون الجنسية الأميركية، أما الاتجاه الثاني متعلق بتصريح الرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي أعلن خلاله عن إرادته بالوصول للبيت البيض دون وجود حروب، ورجح حرب أن هذا هو الضغط الرئيسي من أجل الوصول إلى اتفاق وقف لإطلاق نار، وأشار حرب، أنَّ  إرادة الإدارة الأميركية على أن لا تكون منشغلة في الشرق الأوسط بشكل واسع وكبير، وإنما تريد تركيز اهتمام الرئيس الأميركي القادم على الأوضاع الداخلية للبلاد.

وحول مذكرة الاعتقال التي أصدرتها محكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، علق حرب أنَّ نتنياهو يواجه ضغوطًا مزدوجة على الصعيدين الداخلي والدولي، ومهما سعى لإطالة أمد الحرب فالملاحقة القضائية ستستمر، لذلك رفضت المحكمة طلب نتنياهو ومحاميه بعدم المثول في شهر ديسمبر وتأجيلها إلى العام المقبل، فهو سيخضع إلى المحكمة لكن هذا لا يعني إصدار الأحكام، وتابع حرب أنه مازال مبكرًا للحديث عن إصدار أحكام داخل المحاكم الإسرائيلية ضد نتنياهو فيما يتعلق بجرائم الفساد المتهم بها، وفي هذا السياق شدد حرب على أن قرار المحكمة الجنائية الدولية سيكون ضاغط أكثر على نتنياهو فيما يتعلق بهذا الشأن إذ سيمتنع عمليًا من السفر إلى عدد كبير من الدول بخاصة الدول الأوروبية الموقعة على ميثاق روما وبالتالي الخناق يزداد ضيقًا عليه شخصيًا ما يدفعه لمواصلة الحرب.

فيما يتعلق بمستقبل نتنياهو بعد الحرب، قال حرب، أنَّ نتيناهو على الصعيد السياسي سينتهي سياسيًا لأسباب متعددة بخاصة عندما يتعين لجنة تحقيق رسمية يرأسها قاضي سينظر في الاجراءات التي سبقت السابع من أكتوبر على مدار خمسة عشر عامًا، أما بعد السابع من أكتوبر سينظر في معطيات عدة ومن ضمنها تصويت قاضي إسرائيلي على قرارات صادرة عن محكمة العدل الدولية تتعلق بعدم التجويع وغيرها، من أجل منع إسرائيل للذهاب إلى جريمة الإبادة الجماعية أو اتهامها بخرقها للاتفاقيات.

وفي الختام، أكَّد حرب أنَّ توجه إسرائيل بتقديم استئناف لمحكمة الجنائية الدولية بدعوى مذكرتين الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت هو نتيجة تخوف ليس فقط على مستوى الأشخاص فحسب، إنما أيضًا من أجل صورتها التي راهنت عليها على مدار سعبين عامًا، وبعد قرار الجنائية انقضت وانضربت بعمقها كونها أصبحت دولة تقوم بجرائم حرب.