واقع إنساني يتفاقم ومباحثات تتواصل مع اصرار صهيوأميركي على استباحة دماء شعبنا الصامد فوق ركام منازله وفي خيام النزوح، المرحلة الثانية من وقف اطلاق النار لازالت عالقة مع تعنت نتنياهو ودعم الولايات المتحدة، يقابله عقاب جماعي يمارس ضد القطاع للمساومة السياسية، وللبحث في تطورات هذا المشهد، استضافت الإعلامية مريم سليمان في حلقة خاصة عبر قناة فلسطيننا، الكاتب والمحلّل السياسي وعضو المجلس الوطني الفلسطيني عمران الخطيب.

بدايةً أكَّد الخطيب، أنَّ هذا المشهد المتكرر في قطاع غزة منذ الاعلان عن وقف اطلاق النار لهدف أساسي ألا وهو اجبار الشعب الفلسطيني على القبول بالهجرة، نتيجة الحصار المفروض على كل مقومات الحياة في القطاع، وتابع كان من المفترض على المنظمات الشعبية، الدولية، و الإنسانية، التي تنادي وتتغنى بحقوق الإنسان بأن يكون لها دورًا أساسيًا في إدخال المساعدات إلى شعبنا الأعزل في القطاع، مشددًا على أنَّ الاجراءات التي تُتخذ بحق أبناء شعبنا بالقطاع، تحدث نتيجة غياب دور المجتمع الدولي، الاتحاد الأوروبي، فرنسا، الأمم المتحدة، وكل أركان المؤسسة الدولية، الذين ما زالوا في حالة سبات وغياب عن الدور الحقيقي للعمل على تقديم كل أشكال المساعدة للشعب الفلسطيني.

وأضاف، أنَّ الضفة الغربية تحولت إلى جزر يتحكم فيها الاحتلال الإسرائيلي من جانب، ورعاة المستوطنين من جانب أخر، وبالتالي الإدارة الأميركية تعمل على تصفية القضية الفلسطينية في محاولة لإنهاء الشعب الفلسطيني عبر عملية التهجير من أراضيه سواء بقطاع غزة، الضفة الغربية، أو بالقدس.

وفقًا لتعبيره أكَّد أنَّ حركة حماس تعتبر  بأن الاتصال المباشر الآن مع الإدارة الأميركية هو فرصة لتكون الجزء الأكبر  في عملية المفاوضات، لضمان بقائها في أي دور داخل القطاع.

وحول تصريح حماس بإبلاغ أميركا أنها تريد وقفًا لإطلاق النار لمدةً تتراوح بين 15 عامًا على ألا تشكل تهديدًا لإسرائيل، علق الخطيب أنَّ حركة حماس تريد بذلك إرسال رسالة إلى الإدارة الأميركية ولإسرائيل، ولكل الأطراف المعنية في المنطقة، بأنها  كحركة سياسية تخلت عن المقاومة المسلحة، ومستعدةً بأن تذهب إلى أبعد الحدود في المفاوضات مع الجانب الأميركي الذي جعلت إسرائيل دولة وظيفية لها.

وقال : إنَّ المطلوب اليوم لتعزيز صمود شعبنا في أرضه ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني تحت إطار م.ت.ف المعترف بها دولياً وعربياً وإقليمياً، والوصول في الوقت الحاضر إلى لقاء وطني نتحاور ونتبادل نختلف داخله تحت سقف منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد لشعب الفلسطيني. 

وأضاف، أنَّ الإدارة الأميركية لا تريد حل القضية الفلسطينية وفقًا لقرارات الشرعية التي وافقت عليها وتبنتها، وشدد على انَّ  منظمه التحرير حين تم تفاوضها مع الجانب الأميركي والإسرائيلي كان على مشروع واحد وهو حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 67، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم والتعويض، وكان ذلك بالإجماع الوطني من خلال المجلس الوطني الفلسطيني.

وفيما يتعلق بالتحول بالموقف الأوروبي تجاه دعمه للخطة العربية لإعادة إعمار غزة، أكد الخطيب، أنَّ الموقف الأوروبي يتناسب مع قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين، وهذا ليس بالجديد، وشدد على أنَّ من خرج عن سياق الشرعية الدولية هو الرئيس الأميركي ترامب، الذي كان يعول على رضوخ الدول العربية لمؤامرته جراء تهديداته بقطع المساعدات المالية، لكن الموقف المصري والأردني قد خيب آماله وكان ثابتًا بحق شعبنا، كما القمة العربية أيضًا كانت ثابتة بقرارتها وتبنت الموقف الذي يخدم منظمة التحرير الفلسطينية.

وحول العدوان المتواصل في الضفة وتقديم الكنيست مشروع قانون لإلغاء اتفاقيات عدة مع منظمة التحرير منها أوسلو علق الخطيب، أنَّ هذه القرارات لا تغيير من هيكلية الدول الفلسطينية وحقيقة وجود شعبنا على أرضه، وشدد أنَّ تصعيد العدوان في الضفة والتوسع والاستيطان دليل على أنَّ الاحتلال تخلى منذ زمن عن اتفاق أوسلو وعطل حل الدولتين.

وختم الخطيب، أنَّ هدف إسرائيل إلغاء مخيمات الضفة الغربية، كما غزة، وإجبار شعبنا على التهجير، ومواجهة مباشرة مع الأجهزة الأمنية حتى تصبح أمام المجتمع الدولي قد خرقت الاتفاقيات ويتحمل الجانب الفلسطيني تبعيات أي قرار يتخذه الاحتلال.