في هذه التغطية المفتوحة التي نخصصها للحديث حول المساعي الإسرائيلية لتهويد مدينه القدس في أكبر هجمة إسرائيلية تمر بها المدينة منذ احتلالها عام ألف وتسعمئة وسبعة وستين، وللحديث حول هذا الملف، أجرت الإعلامية زينب أبو ضاهر اتصالاً هاتفيًا عبر قناة فلسطيننا، مع الأكاديمية والباحثة في الآثار والتراث الفلسطيني د. منى أبو حمدية.
بدايةً أكَّدت أبو حمدية، أنَّ التهويد في القدس بلغ أقصى مراحله لنزع الهوية الإسلامية والمسيحية، وشددت على أنَّ إغلاق المدارس في القدس التي تعزز قيمة الموروث الثقافي الفلسطيني والتمسك بالهوية الوطنية العربية الفلسطينية، تأتي بتخطيط كبير من المؤسسة الصهيونية التي تهدف إلى تهويد وإخراج وعزل القدس عن محيطها الخارجي، لتغريب الهوية الحقيقية للشعب الفلسطيني، ولإفراغ كل المراكز الثقافية من أي روح فلسطينية.
وتابعت، أنَّ المؤسسة الصهيونية تسعى دائمًا لفرض المنهج الإسرائيلي على الفلسطينيين الذين يتلقون تعليمهم داخل المدارس الفلسطينية، للسيطرة على الفكر الفلسطيني الجديد في القدس، وبالتالي عملت على اعتقال المعلمين وإغلاق منع التمويل والدعم اللوجستي والمادي للمدارس، بالإضافة إلى قرار منع عمل الاونروا لاستقطاب الطلاب إلى مدارس بلدية الاحتلال، وكل ذاك يصب في الهدف الأساسي وهو السيطرة وتهويد مدنية القدس .
كما ودعت أبو حمدية أبناء شعبنا إلى الصمود تجاه هذه الممارسات القمعية للمشهد الثقافي والطابع العربي في القدس، وأكدت أنَّ أبناء شعبنا في القدس يتعرضون لأبشع العقوبات والممارسات القمعية لكن يبقى الفلسطيني صامد في أرضه متمسكًا بتاريخه، ويدرك تمامًا بأن هذه المرحلة هي عابرة لا بد أن تنتهي بالتحرر من براثن الاحتلال.
وأشارت إلى أنَّ التغيير الديموغرافي يزداد خطورة في القدس فاصبح هناك مئتان وثلاثون ألف مستوطن يقيمون في القدس الشرقية، وهذه الأعداد تشير إلى الخطورة التي الوضع القائم في القدس.
وناشدت أبو حمدية الدول العربية المجتمعات العالمية التي تنادي بالديمقراطية والحرية السلام بأن تسلط الضوء على القدس وما يحدث من تهويد كبير فيها، كما وطالبت ومنظمة الايسيسكو واليونسكو والالكسو بالوقوف عند مسؤولياتها تجاه الموروث الثقافي في القدس.
وختمت حديثها قائلةً: "إنَّ ما يحدث في غزة هو استكمال لما بدأته المؤسسة الصهيونية منذ عام ألف وتسعمئة وثمانية وأربعين، والقاضي بتطبيق سياسة التطهير العرقي على أرض فلسطين".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها