مع مواصلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وسّع جيش الاحتلال عملياته البرية، وسط محاولات لإحكام سيطرته الإدارية على القطاع من خلال التحكم في توزيع المساعدات الإنسانية. وللحديث حول هذا التصعيد الإسرائيلي، أجرت الإعلامية زينب أبو ضاهر في مداخلة هاتفية عبر قناة فلسطيننا، المختص في الشأن الإسرائيلي الأستاذ محمد عواودة.
بدايةً أكَّد عواودة، أنَّ ما تقوم به قوات الاحتلال في رفح ومحور مراج، هي عملية هندسية لتنفيذ المخطط الذي تحدثت عنه إسرائيل في المرحلة الثانية من الحرب، ألا وهو تقسيم قطاع غزة إلى ثلاثة أقسام من خلال ثلاثة محاور، لاستبدال مسار فيلادلفيا الذي أثار جدلاً واسعاً بين إسرائيل ومصر وبقية الأطراف والوسطاء، وشددا على أنَّ التقارير تشير إلى أنَّ إسرائيل خططت في هذه المرحلة أن تستولي على 50% من أراضي القطاع، إما على شكل ممرات ومسارات أو على شكل مناطق أمنية، أي حزام يحيط بالحدود الفلسطينية عام 48 وبين قطاع غزة، بعمق كيلو إلى كيلو ونصف.
وحول إمكانية أن تتراجع إسرائيل هذه المرة عن ضم بعض المناطق في القطاع، علق عواودة، إسرائيل لن تذهب إلى اتفاق قبل أن ترسّخ خطتها بالسيطرة على القطاع وتحويله إلى جحيم غير قابل للسكن.
وأشار إلى أنَّ العمليات الأخيرة في القطاع لم تكن متبادلة بين إسرائيل والمقاومة، بل كانت عمليات من جانب واحد، ومحددة، لتدمير ما تبقى من علامات الحياة، وهو استهداف الصحفيين، والتكايا الخاصة بتقديم الطعام، وتدمير سيارات الإسعاف، هذه رسائل إلى أبناء شعبنا بأنه لم يبقَ لديكم أي علامة تدل على أنكم ستبقون هنا إلى الأبد، وأن مظاهر الحياة ستختفي.
وتابع، ومن جانب آخر، كلما قدم الوسطاء مقترحاً، رفضته إسرائيل أو تحفظت عليه، وتدور في ذات الحلقة وتصر على مطالبها، والمطلب الأخير الذي ستتكسر عليه كل الوساطات، ألا وهو إصرار إسرائيل والولايات المتحدة على أن تسلّم حماس سلاحها، مما سيتيح لإسرائيل البقاء في عملياتها في قطاع غزة إلى أن تحقق هذه الخطة.
وقال:"إنَّ إسرائيل لا تسعى لاحتلال كامل قطاع غزة، تريد أن تخلق مربعاً سكانياً مليئاً بالسكان في حالة يُرثى لها، على الحدود المصرية، لتشكيل ضغط على الأمن القومي المصري،حتى تتبنى مصر حلاً من طرفها وتتحمل العبء".
مشددًا أنَّ إسرائيل تسعى إلى أن تبقي بعض المناطق أي أكثر من 50% من مساحة غزة الشمالية تحت سيطرة إسرائيل، وأنَّ سكنها سيسكنون ضمن المقاييس والمعايير الإسرائيلية، أي هي التي تحدد طبيعة وأعمار وأسماء وأرقام هويات الساكنين.
وحول إمكانية الحديث عن مفاوضات لوقف إطلاق النار، علق عواودة، أنَّ المفاوضات الآن عبارة عن هالة لتغطية غبار معركة غزة، وإعطاء أمل فاشل لأهالي غزة، إسرائيل ماضية في تنفيذ الخطة، وهي تضع الشروط. مشددًا أنَّ المقترح المصري قُدم إلى إسرائيل، وتحفظت على 70% منه، ووافقت على 30%، حتى يتم تعديل ذلك المقترح، ستكون إسرائيل قد أنهت معركتها في قطاع غزة، وحققت ما أرادت.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها