ثمانية عشر شهراً من عمر العدوان على قطاع غزة، ومن عمر سكانه، يدفعونه دماً وفقداً ومعاناة يومية في سعيهم وراء تأمين أبسط مقومات الحياة. مخططات تتواصل لاقتلاع شعبنا من أرضه بتوقيع أميركي. وللبحث في آخر التطورات، استضافت الإعلامية مريم سليمان، الكاتب والمحلل السياسي وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، عمران الخطيب.
بدايةً أكَّد عمران، أنَّ المشهد في قطاع غزة قد بلغ ذروته، ووصل الإجرام إلى عملية الإعدامات الجماعية والتطهير العرقي والإبادة الجماعية ليس على المدنيين فحسب بل طالت الصحافيين، وشدد على أنَّ هذه الجرائم المتكررة والمتعددة للاحتلال الإسرائيلي هي عملية تطهير عرقي بحق شعبنا.
وتابع، إلى جانب كل ما سبق ذكره، لم يسلم من إجرام الاحتلال حتى المسعفين الذين يحملون إشارات الصليب الأحمر أو الهلال الأحمر، هؤلاء من المفترض عالمياً ودولياً أن يتم تجنبهم، ولكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، كما شاهدنا عن سبق الإصرار والترصد، قامت بعملية إعدام لثمانية من المسعفين الفلسطينيين، وأيضاً لرجال الدفاع المدني، رغم وضع الإشارات التي تشير إلى هذا الأمر.
وفي سياق متصل، شدد عمران، أنَّ جرائم الاحتلال موثقة وهو لا يخشى من المحاسبة الدولية، ورغم أنَّ هناك قرارات في مجلس الأمن الدولي، والجمعية العامة، والمنظمات الحقوقية، ومنظمات حقوق الإنسان، والعديد من منظمات المجتمع الدولي التي ترصد جرائم الاحتلال. وتابع عمران، أنَّ قوات الاحتلال لا تبالي لكل ما سبق ذكره، بما في ذلك قرارات محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية، لطالما أنَّ هناك دولة كبيرة وعظمى بمجلس الأمن الدولي، ألا وهي الولايات المتحدة الأميركية، سواء الإدارة الأمريكية السابقة أو الإدارة الأمريكية الحالية، التي تتعمل مع الشعب الفلسطيني كصفقة تجارية، وبتالي تدعم وتساند استمرارية العدوان على الشعب الفلسطيني.
وفيما يتعلق بزيارة نتنياهو لواشنطن ولقائه بترامب، مع توسيع العدوان في شمال القطاع وجنوبه، واستحداث محاور جديدة، منها محور مراج، والحديث عن إنشاء مناطق عازلة ونية اسرائيل بإعادة استئناف تطبيق خطة الجنرالات وتغيير الواقع الديموغرافي، علق عمران، أنَّ خطة الجنرالات منذ سنوات، وما قبل السابع من أكتوبر، وتحدث عنها العديد من الجنرالات الإسرائيليين، على أنها ست إمارات، إمارة قائمة بقطاع غزة على قدم وساق، والإمارات الخمسة يتم العمل على إنشائها، وأشار، أنَّ الهدف من موضوع خطة الجنرالات في الضفة الغربية هو عملية إنهاء دور السلطة الفلسطينية وإلغاء إقامة الدولة الفلسطينية.
وفي هذا السياق، تابع عمران، في ظل توسع العلاقات الفلسطينية مع دول العالم، وجرى اعتراف ما يزيد عن مئة وتسعة وأربعين دولة بدولة فلسطين، إسرائيل الآن تعمل على إنهاء وجود السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية من خلال وسائل متعددة، وأهمها أنَّ سلطات الاحتلال تحتجز ما يزيد عن إثنين مليار دولار من عوائد الضرائب (المقاصة الفلسطينية).
وتابع عمران، أنَّ المخطط الإسرائيلي يستهدف المنطقة برمتها، أي كل الدول المجاورة هي مستهدفة من المشروع الإسرائيلي، وأنَّ مخطط التهجير التي سعت إسرائيل إلى تطبيقه في فلسطين، فهو سينعكس على المنطقة، وشدد، أنه في هذا الإخلاء لمدينة رفح ومحاولة إنشاء هذه المنطقة العازلة، يأتي في إطار الضغط على الجانب المصري المتشبث بموقفه الرافض للتهجير بشكل قاطع.
وتعليقًا على تصريح نتنياهو:"ناقشنا الرؤية الجريئة للرئيس ترامب بشأن غزة، بما في ذلك الدول التي تشارك في استقبال الفلسطينيين طوعاً"، أكَّد عمران، أنَّ نتنياهو ولإدارة الأميركية يعتقدون أنَّ استمرارية العدوان على شعبنا، وإنهاء أي مظهر من مظاهر الحياة، بما في ذلك استهداف المخيمات، منع دخول المساعدات إلى القطاع غزة، قد يدفع للتهجير الطوعي.
وأشار، إلى أنَّ المطلوب عربيًا، وخاصة الدول التي طبعت مع الاحتلال الإسرائيلي، أو الدول التي لديها معاهدات واتفاقيات مع هذا الاحتلال الإسرائيلي، بالحد الأدنى تعلق هذه الاتفاقيات وهذه الاتصالات وهذه العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، وتابع أنَّ مخرجات القمة العربية التي حدثت، هي غاية في الأهمية، ولكن لم تقترن بخطة عملية.
وأمام الإصرار الصهيوني الأميركي لتهجير شعبنا، شدد عمران، أنَّ مصالح هؤلاء تتقاطع مع بعضها البعض، وإسرائيل هي دولة وظيفية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وأكَّد أنَّ هذا المخطط لا يمكن أن ينتهي ونصل إلى عملية إدخال المساعدات وإلى وقف هذه الجرائم، ما لم تكن هناك خطوات عملية.
وتطرق عمران إلى العدوان الشرس في الضفة الغربية واستهداف المخيمات، مؤكدًا أنَّ الاحتلال يعتبر المخيمات هي الشاهد على النكبة لذلك يستهدفها، ولمواجهة الاحتلال بات من الضرورة لم الشمل الفلسطيني تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية، لأن مخطط الاحتلال يستهدف الكل الفلسطيني وليس فصيل بعينه.
وفي الختام أكَّد عمران، أنَّ الاستيطان بالضفة مخطط واسع، مخيف ومرعب، ويلاقي مساندة من الولايات المتحدة الأميركية، لكن لا أحد يستطيع أن ينفي وجود الشعب الفلسطيني الصامد في أرضه، والثابت في وجه جرائم الاحتلال ومخططاته التهويدية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها