على وقع القصف المتواصل في قطاع غزّة، يهدّد وزير جيش الاحتلال، إسرائيل كاتس، بتوسيع العمليات العسكرية إذا لم يتم الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين، في وقت يسعى فيه الرئيس الأمريكي لإعطاء المزيد من الوقت لبنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب. وللحديث حول آخر التطورات، أجّرت الإعلامية زينب أبو ضاهر اتصالاً هاتفياً عبر قناة فلسطيننا، مع الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ كمال زكارنة.
بدايةً أكَّد زكارنة، أنّ تهديد وزير جيش الاحتلال إسرائيل كاتس، بتوسيع العمليات العسكرية في غزة، هو تهديد مُنفّذ بالفعل، حيث يشهد القطاع حرب إبادة جماعية تُستخدم فيها الأسلحة المحرّمة دوليًا، بما فيها قنابل ضخمة مغمّسة باليورانيوم، وأسلحة نووية محدودة المساحة، استُخدمت في منطقة الشجاعية. وأشار إلى أن الخطر الأكبر يتمثل في إعلان كاتس ضمّ مدينة رفح ومحيطها إلى الكيان الإسرائيلي، وتحويلها إلى منطقة عازلة خالية تمامًا من السكان الفلسطينيين، تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، بما في ذلك المعابر وإدخال المساعدات التي أصبحت إدارتها بقرار إسرائيلي.
وكشف زكارنة، أنَّ جزء من خطة التهجير، ضمّ مساحة رفح التي تُقدّر بحوالي 25% تقريبًا من مساحة قطاع غزة، واحتلالها عسكريًا، وجعلها فيلادلفيا 2، ولن تسمح إسرائيل بعودة السكان، وإن سمحت، ستكون عودة محدودة، ومراقبة جدًا.
كما تطرّق إلى زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة إلى واشنطن، كاشفًا أنَّ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب طلب منه إنهاء الحرب قبل زيارته المرتقبة إلى السعودية، ما يشير إلى أنَّ هناك تفويض أميركي واضح لنتنياهو بمواصلة سياساته في غزة لتحقيق الأهداف الإسرائيلية المرسومة، المتمثلة بالتهجير والسيطرة العسكرية الكاملة على القطاع.
وأكد، أنَّ هناك خطة إسرائيلية مرسومة حاليًا، والتي يجري العمل على تنفيذها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وهي وضع وسط قطاع غزة بين فكي كماشة الاحتلال من الشمال والجنوب، أي ترك مساحة محددة للفلسطينيين في الوسط قريبة من البحر لكي يختاروا الهجرة والرحيل، وهذا ما يسمونه بالهجرة الطوعية رغم أنها تأتي بالقتل، وبالإجرام، وبالتجويع، والتعطيش، والتمويت المُمنهج البطيء ضد الشعب الفلسطيني.
وفي سياق موازٍ، سلّط زكارنة الضوء على ما وصفه بتصدّع داخلي متزايد في كيان الاحتلال، يتمثل في احتجاجات داخل سلاح الجو الإسرائيلي، ومواقف معارضة من مئات الجنود والضباط بمختلف الرتب العسكرية، على استمرار الحرب، مؤكّدًا أن هذا الحراك قد يتطور إلى ضغط حقيقي لإسقاط حكومة نتنياهو
وأرجح، قد يجد هذا الحراك مؤازرة دولية، وخاصة من الإدارة الأميركية، لأن أميركا أيضًا تنظر إلى الرأي العام داخل الاحتلال.
ودليل على ذلك، أنَّ نتنياهو خلال الزيارة الأخيرة للولايات المتحدة لم يحظَ بكل مطالبه، بموافقة ترامب، مثل إعفاء إسرائيل من الضرائب، ومن الجمارك.
موضحًا، أنَّ هناك معارضة قوية داخل الشارع الإسرائيلي، سواء على المستوى المدني الشعبي أو على المستوى العسكري والأمني، وتجلّى ذلك من خلال صدام نتنياهو مع رئيس الشاباك، ومع القاضية في المحكمة الإسرائيلية. وبالتالي، نتنياهو يخسر حاليًا في الشارع الإسرائيلي، وهذا سينعكس أيضًا على حزبه كاديما، وحكومته التي أيضًا يتم محاصرتها شيئًا فشيئًا من قبل الداخل الإسرائيلي، وبالتالي أصبح الجمهور الإسرائيلي يدرك جيدًا أنَّ هذه الحرب هي لمصلحة نتنياهو الشخصية تتعلق به هو فقط، لا غير.
وأضاف، أنَّ صدام نتنياهو مع رئيس جهاز الشاباك، ومع قاضية في المحكمة العليا، وقرار المحكمة إعادة الاثنين إلى موقعيهما، تدل على تراجع قوة رئيس الحكومة داخل مؤسسات الدولة، لافتًا إلى أن الجمهور الإسرائيلي بدأ يدرك أن الحرب الحالية تُخاض لمصلحة نتنياهو الشخصية، للهروب من قضايا الفساد والبقاء في المشهد السياسي.
وختم زكارنة بالإشارة إلى أنَّ استمرار الحراك الداخلي، رغم افتقاره حتى الآن إلى قيادة جماهيرية موحّدة، قد يُفضي في نهاية المطاف إلى سقوط الحكومة، إذا نُظّم بشكل فعّال ومدروس، خصوصًا أن موعد الانتخابات المقبلة ما يزال بعيدًا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها