أجرت الإعلامية زينب أبو ضاهر اتصالاً هاتفياً عبر قناة فلسطيننا، مع المحلل السياسي وعضو المجلس الوطني الفلسطيني الدكتور شفيق التلولي، للحديث حول حول اللقاء الذي عقد بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، وانعكاساته على الأوضاع في فلسطين المحتلة، حيث أشار إلى أنَّ ما كان يتوقعه الإسرائيليون من هذا اللقاء أن يستمر دعم الولايات المتحدة الأميركية اللامتناهي للاحتلال، في استكمال حلقات آلة الحرب، وإدارة الظهر لكل المبادرات الرامية إلى وقف هذا العدوان، والتي تمثل في تجسيد الخطة العربية على أرض الواقع، الرامية إلى إعادة إعمار غزة، وإنهاء كل أشكال الحرب والحصار، وصولًا إلى تحقيق السلام الشامل والعادل.
وأضاف، أنَّ هذا اللقاء الذي جمع ترامب ونتنياهو جاء متزامنًا مع مؤتمر القمة الثلاثية الفرنسية والمصرية والأردنية المنعقد في القاهرة، والذي كان بمثابة رسالة واضحة وبليغة لإدارة ترامب، من خلال اتصال الرئيس ماكرون بالرئيس ترامب لحثّه على الانضمام إلى تلك الخطة وتأييد المسار العربي والمصري في موضوع الحرب على غزة، خاصة بعد صدور البيان الثلاثي من تلك القمة، الذي يؤيد اعتماد الخطة العربية ووقف الحرب، وتمكين السلطة الفلسطينية من السيطرة على الأراضي الفلسطينية في مواجهة حكومة الاحتلال.
وأضاف، لم يُرَ شيء من ذلك اللقاء، غير تحدث ترامب عن قضايا دولية متعددة، ولم يأتِ على ذكر الحرب في غزة إلا بشكل متقطع من وقت لآخر. وفي الإطار الظاهري يبدو أنه كان وما زال يدعم الاحتلال، وذلك من خلال إعادة حديثه عن غزة، مستغلاً رواية السابع من أكتوبر، وليروج إلى ذات الخطة وهي بأنه يريد تحويل غزة إلى ريفير الشرق الأوسط.
وشددا، أنَّ ترامب في هذه المرة أطلق على غزة مسمى جديد وهو "مدينة الحرية"، التي يريد أن يخلّصها من الواقع المعاش، لكن في حقيقة الأمر هو ينظر إلى كل القضايا من ناحية صفقات اقتصادية.
وشددا، حاول ترامب أن يتوازن قليلاً بعد هذا الاتصال، والتحرك العربي والدولي باتجاه وقف الحرب. موضحًا، أنَّ مصلحة ترامب تلتقي مع الاحتلال الإسرائيلي من حيث بقائها كحليف وشريك للدولة الأميركية في المنطقة، لكنه لا يغفل هذا التحرك، وبخاصة دولة بحجم مصر، فهو يريد أن يحقق السلام الاقتصادي العالمي بالقوة، وهذا يترتب عليه أن يتعامل وفقًا لسياسة العصا والجزرة، ومحاولة تفكيك كل الأزمات الدولية والإقليمية.
وأكد، أنَّ حتى اللحظة نتنياهو يمتلك القرار الإسرائيلي، ومصرًا على استكمال الحرب، لأنه يدرك أنها هي سبيل بقاء ائتلافه الحكومي، الذي لا يريد أن ينهار، ويريد أن يصل على انتخابات الكنيست عام 2026، وهي استحقاق قادم فيما يخص الانتخابات الإسرائيلية دون انهيار لتلك الحكومة.
مشددًا، على أنَّ الآن نتنياهو مع تصاعد تلك الأزمات، وبخاصة محاولة إطالة أمد الحرب بهذه الطريقة، ربما مستقبلًا تتأثر تلك الحكومة، لأنه هناك ضغط كبير للعودة إلى مسار التفاوض ووقف إطلاق النار.
وحول الحراك الدبلوماسي الواسع نصرةً لشعبنا الذي تقوده مصر والأردن وكذلك فرنسا، علق التلولي أنَّ هذا الاحتشاد المصري الكبير يأتي ترجمةً للموقف الرسمي العربي الرافض للحرب، ولسياسة التهجير، لكن اليوم أن يأتي هذا الاحتشاد وفي مقدمته رئيس دولة بحجم فرنسا، لها دورها وتأثيرها البالغ في القارة الأوروبية، وحتى على مستوى القرار الدولي، والفاعلين الدوليين، وأيضًا دولة بحجم مصر، هذه رسالة بليغة وواضحة للعالم، مفادها أنه ثمّة قرار عربي داعم للقضية الفلسطينية، والخطة المصرية التي صارت خطة عربية وإسلامية، وفي طريقها الآن لتكون خطة دولية، من خلال حضور فرنسا بهذا المستوى الداعم لتلك الخطة، والرامية لوقف هذه الحرب.
وحول إمكانية فرنسا في حشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية علق التلولي، أنَّ هذا اليوم ربما يأخذ بأوروبا إلى ترجمة فعلية من خلال تأثير فرنسا عليها، أي القفز نحو تغيير الشكل في الخطاب السياسي الأوروبي إلى خطاب فعلي، يؤثر على الولايات المتحدة الأمريكية، لإعادة الاعتبار للقانون الدولي، ولحقوق الإنسان، ولقيم العدالة، لقرارات الشرعية الدولية، ولمجلس الأمن، الذي ما زال يُرتهَن قراره في أدراج البيت الأمريكي، ولذلك، هذا سيؤسس إلى حراك أوروبي يضغط على الولايات المتحدة الأميركية، وربما هذا بالتراكم مع صعود ونمو قوى اقتصادية كبيرة على مستوى العالم، يؤدي إلى تغير حتى في شكل النظام العالمي.
خاتمًا حديثه قائلاً: "إنَّ تغير شكل النظام العالمي يات مطلوبًا لأنه لا يجوز بالمطلق أن تستمر الولايات المتحدة الأميركية بتحكمها في زمام العالم، أن تكون هي الشرطي الوحيد، صاحب القطب الواحد على مستوى القرار الدولي والهيمنه عليه".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها