إبادة جماعية يواصل الاحتلال ارتكابها بشتى الوسائل لتطبيق مخطط التهجير وإقامة ما تسمى بإسرائيل الكبرى، ملفات عدة ناقشتها الإعلامية مريم سليمان في مداخلة هاتفية مع الكاتبة والمحللة السياسية وأستاذة العلاقات الدولية الدكتورة تمارا حداد.

بدايةً أكَّدت حداد، أنَّ هناك حكومة يمينية متطرفة معنية بتعزيز سياسة التهجير، مشددةً أنَّ الواقع الإنساني في قطاع غزة مأساوي وفاق كل حدٍّ وتصور والحرب تمضي بلا هوادة، حيث توقفت جميع المخابز بسبب نفاد الطحين، وهناك أزمة جوع ومياه غير المسبوقة وتحذيرات من تفشي الأوبئة بسبب التلوث والدمار، منع إدخال المساعدات الغذائية، والمواد والمستلزمات الطبية والإمدادات والمعدات اللازمة والوقود، مما يساعد على انهيار القطاع الصحي والعمليات الإنسانية بشكل سريع، مؤكدةً، نحن أمام مرحلة تنعدم فيها الخيارات لسكان قطاع غزة.

وأضافت، إلى جانب الضغط الإنساني أيضاً هناك ضغطاً عسكرياً، استمرارًا للحرب، وللضربات، وللقصف الجوي بين فينة وأخرى، مستهدفًا المدنيين العزل في الخيام، ما يؤدي إلى إرهاق وإحباط المواطن الفلسطيني. وأضافة أنَّ، ذريعتان يستخدمهما الإسرائيلي،الأولى: وجود حركة حماس، ثانية: وجود الرهائن. وبالتالي تستخدمهم كغطاء، ومبرر أمني لتنفيذ مشروعها السياسي الأكبر وهو تهجير الشعب الفلسطيني.

وقالت: "إنَّ هناك مسؤولية على حركة حماس التي ما زالت  تعطي الاحتلال  الذريعة للقصف، والقتل، للاستمرار في الإبادة والضغط العسكري، ويجب على حركة حماس أن تعطي مجالاً للآخرين، وعلى الأقل أن تعلن بشكل رسمي أنها الآن غير معنية بأي مشهد سياسي أو أمني داخل قطاع غزة.

وتابعت، أنَّ وجود الشعب الفلسطيني في أرضه، في الضفة، وقطاع غزة، وعلى جميع الأراضي الفلسطينية، هي بحد ذاتها مقاومة. مشيرةً إلى أنَّ الإسرائيلي ينظر إلى وجود الفلسطيني عبارة عن قلق مستقبلي، لذلك هو معني بإنهاء الحالة المستقبلية للشعب الفلسطيني.

وحول أهمية الحراك في الضفة الغربية والمخيمات دعمًا لأهلنا في غزة، علقت حداد، أنَّ هذا الحراك أرسل رسالة للعالم بأن آن الأوان لوقف الحرب على المدنيين داخل قطاع غزة، ولادخال المساعدات الإنسانية، ولإيجاد حل جذري لأزمة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولإيجاد حل سياسي،  ولإعادة إعمار قطاع غزة".

وتابعت، هذا الحل السياسي هو الأسلم ، تحديدًا أنَّ استمرارية الحرب سيكون لها انعكاسية ليست فقط على الأمن القومي، سواء كان على المستوى الأردني أو المصري الأكثر قربًا بالنسبة للقضية الفلسطينية، أنما على المنطقة برمتها. مشددةً على أنَّ المنطقة هي فعلًا على فوهة بركان قد ينفجر في أي لحظة، نتيجة استمرار الإسرائيلي في تغيير هيكلية منطقة الشرق الأوسط من جديد.

وحول امكانية أن تحمل زيارة نتنياهو لواشنطن ضوءًا أخضر جديدًا في الضفة الغربية، قالت حداد: أنَّ الضفة الغربية هي أيضًا من إحدى الملفات التي قد يتم الحديث عنها، والمتعلقة بسياسة الضم، وتعزيز السيادة الأمنية الإسرائيلية على الضفة الغربية.

ورجحت، أنَّ الملف الأكثر حديثًا، سوف يكون غزة، وإيران، والرسوم الجمركية، والملف السوري واللبناني، معتقدةً، أنَّ الملفات الأكثر سخونة هي المتعلقة بالرسوم الجمركية، وتخفيضها أو إلغاؤها، التي مفروضة بنسبة 17% على إسرائيل من قبل الولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى إيجاد حلول للملف الإيراني إما اتفاق، أو حرب. خاتمةً حديثها مؤكدةً بانه سيكون هناك مقايضة ومصالح مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، لأنَّ كلا الطرفين يتشاركان في البعد الاستراتيجي لتنفيذ أهدافهما في منطقة الشرق الأوسط.