حصارٌ مطبق واستهدافٌ ممنهج للمدنيين العزّل في مشهدٍ يعكس الواقع الإنساني المأساوي الذي يشاهده العالم بصمت. هذا المشهد الكارثي ناقشته الإعلامية مريم سليمان في اتصالاً هاتفياً عبر قناة فلسطيننا، مع مسؤولة التواصل والمناصرة في منظمة أكشن إيد، السيدة ريهام الجعفري.

بدايةً أكَّدت الجعفري، أنَّ المشهد الإنساني والمشهد العام في قطاع غزة هو مأساوي كارثي، تعدّى الخطوط والمراحل الكارثية والطارئة. مشددةً، أنَّ الواقع أصبح صعباً، وخاصة في ظل منع إدخال المساعدات الغذائية، والمواد والمستلزمات الطبية والإمدادات والمعدات اللازمة والوقود، مما يساعد على انهيار القطاع الصحي والعمليات الإنسانية بشكل سريع، مؤكدةً، نحن أمام مرحلة تنعدم فيها الخيارات لسكان قطاع غزة. وبالتالي من يدفع وطأة هذه الحرب هم النساء، الأطفال، الشيوخ، كبار السن، المرضى، والمدنيين.

وأضافت، لم يعُد هناك مكان آمن في قطاع غزة، بعض السكان يرفضون النزوح أو الاستجابة لأوامر الإخلاء التهجير القسري، حيث ولا توجد ضمانات بعدم استهدافهم. وبالتالي السكان أصبحوا في قطاع غزة ينتظرون دورهم في الموت، في ظل انعدام الخيارات والحلول، سياسة التجويع، والكارثة البيئية، وانعدام العلاج، وبالتالي هذا الواقع الصعب لا يمكن حله والسيطرة عليه إلا بوقف إطلاق النار وفتح المعابر وإدخال المساعدات.

مؤكدةً، أنَّ هذه الحرب جعلت غزة مقبرة جماعية للنساء، للأطفال، لكبار السن، وللصحفيين. في ظل انعدام الحماية الدولية، وتمتع إسرائيل بسياسة الإفلات من العقاب، والفشل الدولي منذ البداية للتوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل.

وقالت: "نحن نواصل عملنا في ظل ظروف صعبة ومعقدة جداً، خاصةً بعد إغلاق المعابر، حاولنا تقديم بعض الاستجابات، من خلال توفير بعض السلال الغذائية، وحقائب الكرامة والصحة. مشيرةً أنَّ هناك ١٦ شاحنة خارج القطاع، لا نستطيع إدخالها بسبب الإغلاق الشامل ومنع إدخال المساعدات وعرقلتها ، ولكن الأيام القادمة ستكون صعبة بسبب نفاد المواد وعدم القدرة على توفرها في ظل هذه الحرب".

وحول الواقع الإنساني في الضفة، علقت الجعفري، أنَّ الواقع الإنساني في الضفة الغربية ليس بأفضل حال، وخاصةً في شمال الضفة، الذي يشهد نزوحاً متكرراً، واقتحامات ليلية ويومية، واعتقالات متواصلة للشباب، وصحفيين، ناشطين، ونساء.

وتابعت، السيناريو يتكرر، في ظل إغلاق الضفة، وإقامة حواجز جديدة وبوابات حديدية التي يتم وضعها على مداخل القرى والمدن والتي تُعيق حركة المواطنين، مما يؤدي إلى عدم وجود المستلزمات الكافية، وعدم قدرة الطواقم الإنسانية والمؤسسات من الوصول إلى النازحين، بالإضافة إلى استهداف الطواقم الطبية والصحفية في شمال الضفة الغربية.

وختمت حديثها قائلةً: "كمنظمة أكشن إيد، مطلبنا ورسالتنا واضحة، هي وقف إطلاق النار، إنهاء الحرب، إدخال المساعدات، فتح المعابر، تفعيل القوانين الدولية، خاصة قرارات محكمة العدل الدولية، وقرارات مجلس الأمن. مشددةً ،يجب أن يكون هناك حل عادل للقضية الفلسطينية، إنهاء للحرب، والمحاسبة، لضمان عدم تكرار جرائم هذه الحرب في أماكن أخرى من العالم".