نواصل معكم هذه التغطية المستمرة لتطورات العدوان على شعبنا، وللبحث في مستجدات الأحداث، أجرت الإعلامية مريم سليمان اتصالاً هاتفياً عبر قناة فلسطيننا، مع الباحث في الشأن الفلسطيني والإسرائيلي الدكتور عبد المهدي مطاوع.

بدأ مطاوع حديثه، بأنَّ هذه الحرب لم تكن يوماً من أهدافها إعادة الرهائن وتدمير حماس، بل هدفها الرئيسي تغيير الوضع الديموغرافي في غزة، ولاحقاً في الضفة.

وأوضح، أنَّ منذ اليوم الأول للحرب، كان أهم ما تحدث به نتنياهو في خطابه الشهير عندما أعلن الحرب على غزة ، أنه قال: "إنها حرب الاستقلال الثانية"، اي استكمالاً لما بدأه في عام ١٩٤٨. وتابع، طريقة التحركات العسكرية لإسرائيل في  القطاع من قضم الأراضي الموجودة فيها، ومربعات الإخلاء التي يتم الإعلان عنها يومياً، تشير إلى أنَّ الهدف الأساسي هو وضع الفلسطينيين في قطاع غزة في أماكن محددة تتحكم بها إسرائيل، لتسهيل لاحقاً عمليات التهجير الطوعي.

وقال: "على حماس أن تتحمل مسؤولية المغامرة، والمقامرة التي أدخلت الشعب الفلسطيني فيها ولا زالت حتى هذه اللحظة تعطي المبررات والذرائع لإسرائيل لكي تقوم بمخططها بشكل كامل، وأنَّ شعب غزة دفع  الثمن الكبير من حياته، أمواله، وأبنائه، ومن دمائه، ولا يمكن له أن يقتنع أنه يمكن أن يعيد نفس الكَرّة بعد انتهاء الحرب، وأن يبقي من أدخلهم في هذا المأزق، وهذه المقتلة، موجود مرة أخرى لإدارة حياتهم بنفس الأسلوب وبنفس الطريقة".

لذلك، إعطاء الأمل للناس في قطاع غزة عبر خلق مبادرة جديدة، وأمل في التغيير، وفي آليات الحياة، هذه هي الطريقة الوحيدة لمواجهة مثل هذا المشروع. دون ذلك، هو فقط عبث ولا معنى له.

وحول زيارة ويتكوف إلى المنطقة لبحث صفقة تبادل الأسرى علق مطاوع، أنَّ زيارة ويتكوف ليست بالدرجة الأولى لصفقة الأسرى، لأن الموقف الأميركي والإسرائيلي منها واضح ولم يحدث تغيير، بل تتعلق بشكل أكبر بموضوع الحوثيين وإيران، بشكل أكبر من صفقة الأسرى.

وتابع، أنَّ إسرائيل أصغر كثيراً من أن تستطيع القيام بتغييرات جذرية في الشرق الأوسط، لكنها تُستخدم كأداة، برعاية الإدارة الأميركية، لإجراء هذه التغييرات. لذلك، لا نستغرب تدخلها في سوريا، وفي لبنان، وفي فلسطين، وفي أماكن أخرى، لأنَّ هذه الأدارة تأتي في إطار مخطط واسع يتعلق بمكانة الولايات المتحدة الآن، وهي حرب شاملة اقتصادية وسياسية وضغوط على مستويات عدة.

خاتمًا حديثه مؤكدًا، علينا نحن كفلسطينيين أن نُعيد التفكير مرة أخرى في كل ما جرى، حيث نحافظ على شعبنا على الأقل لتخطي من هذه المرحلة بدون تهجير. وهذا سيُشكل انتصارًا  وسيكون التحدي الأكبر.