مجازر تتوالى في قطاع غزة وسط صمت عالمي وغطاء أميركي لإبادة شعبنا. وللبحث في تطورات المشهد، أجرت الإعلامية مريم سليمان اتصالاً هاتفياً عبر قناة فلسطيننا، مع الأكاديمية والمحللة السياسية الدكتورة إيريني سعيد.

بدايةً أكَّدت، أنَّ هناك إصرار واضح من قبل قوى الاحتلال على التوغل البري في غزة، وأنَّ التحركات في كافة الاتجاهات والمعطيات كلها تدفع نحو هذا التغوّل، وفي المقدمة التمركز الواضح للقوى العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، والضوء الأخضر من قبل ترامب، وصولاً إلى أن رفع يده عن نتنياهو وانشغل حاليًا بحروب تجارية.

وأضافت، أنَّ ما تنتهجه إسرائيل تجاه غزة وشعبها هو حالة إبادة مستمرة، وانتهاك صارخ للقوانين الدولية، حيث تم خرق كل القيم الدبلوماسية والقانونية داخل غزة. مشددةً على أنَّ المشروع الإسرائيلي لا يزال قائمًا، واليمين المتطرف يرى في الفوضى المنتشرة في المنطقة فرصة للانقضاض على غزة والضفة، لتحقيق حلم "إسرائيل الكبرى".

وقالت: "أحد أهم دوافع استمرار هذه الحرب هو ما يتعرض له اليمين المتطرف داخليًا، ورجحت أنَّ في حال أجريت الانتخابات مبكراً، لن يحظى اليمين بأي دعم، لأنَّ كل القوى السياسية والاجتماعية تعارض اليمين المتطرف، لكن الحكومة الحالية فقط تسير بهذا الاتجاه من أجل مصالح شخصية لنتنياهو. مضيفةً، أنَّ الولايات المتحدة أيضًا تسهّل هذا عبر الشحنات العسكرية والتمركز، خصوصًا مع اختلاف قناعات الجمهوريين والديمقراطيين، فالجمهوريون يدعمون أكثر الحرب، على عكس ما كان يُقال عن حل الدولتين. وشددت، اليوم لا أحد يتحدث عن حل الدولتين، بل عن مخطط التهجير.

وحول إمكانية وجود ضمانات لأي صفقة تُعقد مع نتنياهو، خاصة في ظل محاولاته المستمرة للتنصل من الالتزامات، حتى ضمن الصفقة التي أوقفت الحرب، علقت سعيد، كنا نعوّل على الضمانات الأميركية، وعلى مصالح ترامب مع المنطقة، لكن في ظل الكارثة الإنسانية في غزة، لابد من التحرك السريع لوقف إطلاق النار، سواء بشكل دائم أو مؤقت، وهذا ما تدفع به الرؤية المصرية.

وأشارت إلى أنَّ القاهرة تتحرك على عدة مسارات، الأول :إدخال المساعدات، والثاني: هو استئناف المفاوضات والانتقال للمرحلة الثانية منها،وهي الأكثر حساسية وتتضمن انسحاب إسرائيل من محاور مهمة في غزة. والثالث والأهم: الحل الجذري بإقامة دولة فلسطين على حدود ما قبل 1967.

وفي الختام أكدت سعيد بأنَّ لا داعي للاستمرار في هذه الحرب، ويجب الانصياع للرؤية العربية المتزنة والرصينة، التي تستهدف أمن الشعوب.