بقلم: طارق الأسطل
لا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعد من استهدافها لخيم المواطنين، مرتكبة مجازر مروعة بحقهم في مواصي خان يونس جنوب غرب قطاع غزة، رغم أن الاحتلال يأمر المواطنين بالنزوح والتوجه إلى هناك مدعيًا بأنها منطقة آمنة.
بالأمس استهدفت طائرة مسيرة خيمة في منطقة المواصي أدت إلى استشهاد مواطن ونجله وإصابة عشرة آخرين بجروح بين المتوسطة والخطيرة جلهم من النساء والأطفال.
يقول المواطن أحمد الغوطي: "نجوت بأعجوبة أنا وزوجتي وأطفالي من موت محقق، من شظايا الصاروخ الذي أطلق على مقربة من الخيمة التي تؤوينا، أصيبت زوجتي بجروح متوسطة".
وتابع الغوطي (40 عامًا) ويعيل أسرة مكونة من خمسة أفراد: "كانت الساعة السابعة صباحًا كنت برفقة عائلتي في الخيمة، حتى تفاجأنا بصوت انفجار قوي جدًا يهز المكان، ليتضح فيما بعد أن الخيمة المجاورة لنا كانت هي المستهدفة واستشهد خلالها مواطنان وأصيب أطفالهم بجروح متفاوتة".
ويضيف: نزحنا من رفح هربًا من الموت إلى مواصي خان يونس، لأن الاحتلال يقول أنها مناطق إنسانية وآمنة، وهذا كله أكاذيب وغير صحيح، فالاحتلال يستهدف كل الأماكن ويواصل جرائمه بحق المواطنين العزل.
وأكد الغوطي، أنه "لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، الكل مستهدف الإنسان والحيوان والحجر والشجر"، مشيرًا إلى أن معظم الشهداء والجرحى في الفترة الأخيرة ارتقوا في منطقة المواصي.
من جهته، يقول المواطن طه القبلاوي (34 عامًا) النازح من منطقة الشوكة برفح إلى مواصي خان يونس: "الوضع أصبح أشد خطورة، ظننا أننا هربنا من الرصاص والقصف إلى مناطق آمنة، لكن للأسف لا يوجد مكان آمن في غزة بأكملها، الجميع معرض للموت ومستهدف من قبل الاحتلال".
وأشار القبلاوي، إلى أنه قبل يومين تعرضت إحدى الخيم المجاورة لقصف من طائرة حربية ما أدى إلى استشهاد واصابة عدد من المواطنين بينهم نساء وأطفال، وقد أصيبت والدتي بشظية في كتفها ووصفت حالتها بالمتوسطة.
وبين القبلاوي، أن القصف ألحق أضرارًا مادية كبيرة بالخيم المجاورة، وأثار حالة من الخوف الشديد في صفوف المواطنين لا سيما الأطفال.
أما الحاج محمود أحمد (61 عامًا)، يقول: "قبل شهر تم استهداف خيمة بجوارنا من قبل طائرات الاستطلاع أدت إلى استشهاد مواطنة وأولادها الأربعة وإصابة سبعة آخرين بجروح مختلفة".
ويضيف أحمد: "نزحنا من تل السلطان تحت القصف إلى المواصي (الإنسانية) كما يدعي الاحتلال لنجد أنفسنا أمام خطر أكبر يلاحقنا ويهدد حياتنا، باستهداف المواطنين الآمنين في خيمهم"، مشيرًا إلى أنه بالأمس تم استهداف خيمة بجواره أدت إلى إصابته بشظايا الصاروخ الذي أطلق على الخيمة.
وأكد أن ادعاء الاحتلال بأن المواصي منطقة إنسانية هو كذب، ولا توجد منطقة إنسانية في قطاع غزة الجميع مستهدف ومعرض للموت في أي لحظة.
بدوره، قال المواطن محمد الحلبي (36 عامًا): تركنا منازلنا في رفح ولجأنا إلى المواصي معتقدين أنها منطقة آمنة وبعيدة عن دائرة الاستهداف، لكن الحقيقة أنها أصبحت من أكثر الأماكن استهدافًا، حيث لا يكاد يمر يوم إلا وتقوم الطائرات الحربية بقصف خيم النازحين.
وأشار الحلبي، إلى أنه قبل ثلاثة أسابيع استهدفت خيمة بجواره أدت إلى إصابة تسعة مواطنين بينهم حالتان حرجتان وإلحاق أضرار مادية بممتلكات المواطنين وخيمهم، مؤكدًا أن الاحتلال لا يزال يواصل جرائم الإبادة بحق المواطنين في قطاع غزة من جهة ويستهدف العائلات التي أجبرت على النزوح القسري إلى مواصي خان يونس من جهة ثانية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها