حذر الجنرال الإسرائيلي المتقاعد  يسرائيل زيف، يوم أمس الأحد 2025/04/06، من استمرار الحرب على غزة، ووصفها بأن "كانت الأكثر ضرورة في تاريخ إسرائيل بدايتها، وتحولت إلى حرب سياسية مفروضة (على إسرائيل) وعديمة الجدوى، إنها حرب عادلة تحولت إلى حرب خادعة".

وأشار زيف، في مقاله المنشور في موقع القناة 12 الإلكتروني، إلى أقوال المتحدث الجديد باسم الجيش الإسرائيل، بأن عودة الأسرى الإسرائيليين في غزة ستوقف الحرب، ليس واضحًا منها إذا كانت موجهة إلى الفصائل الفلسطينية أو إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

إلا أنه أضاف: "من الجائز أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، قد أدرك أنه سيتحول إلى رئيس أركان صالح للاستعمال في حرب نتنياهو اللانهائية، وأن احتمالات إعادة المواطنين وجنوده إلى الديار بعملية عسكرية فقط، ضئيلة".

وشدد زيف، على أن "إعادة الاسرى تستوجب قرارًا يتخذه نتنياهو حول وقف الحرب، وطالما أنه يريد استمرارها فإن صفقة الاسرى ستفشل، وبعد إقالة رئيس "الشاباك" رونين بار، سيضطر زامير كرئيس للأركان إلى الخروج من الضبابية وإعطاء أجوبة إلى عناصر قوات الاحتياط وعائلات ثكلى وللجمهور كله حول الهدف من (استمرار) الحرب، وعندما يفسر ذلك، نتنياهو لن يكون إلى جانبه، وعلى الأرجح أيضًا أن يتهمه نتنياهو بأنه فشل، مثلما اتهم زملاءه، في إشارة إلى بار ورئيس أركان الجيش السابق، هيرتسي هليفي، وضباط كبار آخرين".

وأضاف: "إستراتيجية واحدة ووحيدة توجه نتنياهو وهي حرب غير محدودة، وهذه الحرب مفيدة جدًا لنتنياهو، فهي تساعده على تأجيل شهادته (في محاكمته)، وتجعل قاعدته الانتخابية تتمسك به أملاً بالانتصار الذي يبتعد، وتسمح له بإقالة حراس العتبة، وتوفر له رافعة مقابل ترامب، والثمن؟ ليس مهمًا، أي أنه لا توجد أي مشكلة في أن آخرين يدفعون الثمن، وهم المخطوفون والجنود والوضع الاقتصادي وتدهور علاقات إسرائيل الدولية".

وحذر زيف من احتلال إسرائيل لأراض سورية، بعد سقوط النظام، ووصفه بأنه "خال من أي إستراتيجية أمنية، باستثناء التهديدات المملة التي يطلقها وزير الأمن يسرائيل كاتس، وهذا ينطبق على جميع الجبهات".

وتابع: "احتلال حزام أمني يتعمق وغير ضروري داخل سورية سيؤدي عاجلاً أم آجلاً إلى تزايد المقاومة السورية ضد الجيش الإسرائيلي، وكلما ساء الوضع هناك أكثر، سيكون أسهل المبادرة لحرب ضد إسرائيل، وبالأساس عندما تشجع تركيا ذلك".

ولفت إلى أن "إسرائيل لا تحاول إنشاء تسويات سياسية تسمح لها بالعودة إلى خط الحدود، وهي مغرمة سياسيا بفكرة السيطرة على مناطق وأراض، والأمور واضحة في نهاية الأمر، فكلما تتصاعد الهجمات والإرهاب ويستهدفون جنودنا، ستضطر إسرائيل إلى الانسحاب من هذه المناطق، وعندها سترغب الشهية السورية التي ستخرج إسرائيل من هناك إلى إخراجها من الأجزاء الأخرى للجولان المحتل عام 1967".

وأشار زيف في هذا السياق إلى أن "إسرائيل هي التي تسببت بإقامة الجبهة الشمالية أثناء تواجدها في لبنان، وهي أيضًا التي ستقيم التنظيم القادم الذي سيحارب ضدنا في سورية بسبب تواجدنا غير الضروري، وبلا هدف وبلا فائدة أمنية، في أراض ليست لنا".

وأضاف: "ترامب متعطش لإنجازات فورية، ولا توجد إنجازات كهذه في هذه الأثناء، ليس في أوكرانيا، ولا يوجد حل في غزة، ولا عودة الاسرى، كما أن الإيرانيين يرفضون حاليًا ضغوطه، وعدا عن زلزلة الأسواق، الذي ثمة شك كبير إذا كان سيجعل أميركا عظيمة وثرية ثانية، فإن إستراتيجية استلال التصريحات لا تبدو واعدة، حتى الآن".

واعتبر زيف ،أن "على ترامب أن يحقق إنجازًا خلال زيارته الهامة للغاية للسعودية، الشهر المقبل، وهذا الإنجاز سيكون إما بمنع تقدم البرنامج النووي الإيراني أو إنهاء الحرب على غزة، وبسبب تعلق نتنياهو المطلق بترامب، فإنه نتنياهو سيكون الأسهل، ولذلك يتوقع في الأسبوعين المقبلين أن تكون هناك دفع أميركي لتسوية إنهاء الحرب في غزة، ونتنياهو يفضل بالطبع هجومًا إسرائيليًا في إيران كي يؤجل الحل في غزة، لكن الإيرانيين أكثر قدرة على الصمود، وفي جميع الأحوال السعودية لن تنفذ اتفاقيات بدون إنهاء الحرب في غزة وبدون دولة فلسطينية".