إعدامات ميدانية، مقابر جماعية وأشلاء تصعد إلى السماء، باستخدام كل الأسلحة المحرمة دوليًا، ومجاعة تفتك بأجساد الصغار والكبار على مرأى عالم أبكم اعتاد مشهد الإرهاب الإسرائيلي، وللبحث في آخر التطورات، استضافت الإعلامية مريم سليمان في حلقة خاصة أستاذة العلوم السياسية، الدكتورة أريج جبر. 

بدايةً أكَّدت جبر، أنَّ الواقع الإنساني في قطاع غزة مأساوي وفاق كل حدٍّ وتصور والحرب تمضي بلا هوادة، حيث توقفت جميع المخابز بسبب نفاد الطحين، وهناك أزمة جوع ومياه غير المسبوقة في القطاع، وتحذيرات من تفشي الأوبئة بسبب التلوث والدمار. وشددت جبر أنه مقابل ذلك، ومقابل كل الضربات، ومقابل كل الأسلحة التي أُلقيت على قطاع غزة، ومقابل كل أحاديث عن إبادة، عن تطهير عرقي في قطاع غزة، قوبلت جميعها بصمود أسطوري فلسطيني من قبل المدنيين في القطاع.

وشددت جبر، أنَّ الاحتلال يتبع سياسة التجويع من أجل تركيع شعبنا، ويتعمد  قطع المياه، وقطع الكهرباء، وقطع وسائل الاتصال، وهذا ليس بنهج جديد أو مستغرب على الكيان المحتل، وتابعت أن الحرب تنتقل ما بين الضفة الغربية وما بين قطاع غزة، وأن المستهدف فلسطين برمتها، وليست مدينة أو جزء وكتلة جغرافية بتفاصيل بعينها.

وفيما يتعلق بالحديث حول الضغط على الجانب المصري، إسرائيل أعلنت توسيع العدوان البري شمال قطاع غزة وجنوبه، وإنشاء محور مراج الجديد، علقت جبر أنَّ الجانب المصري دائمًا هو تحت الضغوط النفسية، والضغوط العسكرية، والضغوط السياسية، وأيضًا هو على موقع الخطر، وعلى مرمى النيران من الكيان المحتل، وهي تعاني ما يعانيه قطاع غزة، تعاني من أخطار الحرب على قطاع غزة، لأنها واحدة من أهداف الكيان المحتل، وهي الأولى في خطة التهجير، وهناك ضغوط سياسية تمارس عليها من الصهيونية بشكليها: الأميركي والإسرائيلي.

وتابعت أنَّ مصر، عملت ضمن محورين: محور رفض التهجير من جانب، والتعاون مع الأردن، والمحور الآخر هو الوساطة. وأيضًا الوساطة كانت ضمن شكلين: وساطة مع قطر لإنهاء ملف الصراع، والأخرى وساطة فلسطينية–فلسطينية، لمحاولة معالجة وترميم البيت الداخلي الفلسطيني، ومحاولة إيجاد مخرج لكل المعارك الداخلية الفلسطينية، ومحاولة توحيد الجبهة الفلسطينية، لأنها تعلم أنَّ الحل يبدأ من القوة الفلسطينية، وليس من حالة التفكك والضعف وهذا من جانب، ومن جانب آخر، هو ما يحدث حاليًا تجاه مصر.

وحول الحديث في الإعلام عن خطة إسرائيلية جديدة في غزة تتضمن احتلال القطاع لأجل غير مسمّى بآلاف الجنود، وتحظى بدعم حكومة نتنياهو. أكَّدت جبر، أنَّ إسرائيل وبدعم أميركي ماضية نحو مخطط التهجير، على الرغم من التسميات التي تطلقها حول أنه "طوعي". وشددت، أنه لا يمكن القول بأن هناك تهجيرًا طوعيًا، لأنه لا يوجد فلسطيني يرغب بمغادرة أرضه وأهله وأحبّائه في فلسطين.

وتابعت، أنَّ المطلوب من الشعوب العربية بزيادة الضغط، ومطالبة المحكمة الجنائية الدولية بالفعل بإلقاء القبض على كل من هو متورط في الكيان المحتل – أي عدم الاكتفاء غالانت ونتنياهو، وأشارت أنَّ هناك بعض الأقاويل تقول: "بإن المحكمة بصدد إصدار مذكرات اعتقال جديدة، ولكن هذه المذكرات تبقى في أدراج الرياح"، وأشارت، إلى أنَّ نتنياهو كان في المجر، وكأن شيئًا لم يكن، وليس كأنه مطلوبًا للمحكمة الجنائية الدولية.

وحول زيارة نتنياهو إلى واشنطن، أشارت جبر، أنَّ هذه الزيارة تحمل معها ضوءًا أخضر جديدًا في قطاع غزة للتمادي به وبشعبه، وربما في الضفة أيضًا، حيث بدأت تصفية القضية الفلسطينية شيئًا فشيء بالتدريج بدءًا من الأونروا، واتخاذ قوانين لوقف أعمال الأونروا وحظرها في فلسطين، ومن ثم البدء في موضوع المخيمات، وهذا يعني أنَّ هناك استهدافًا لكل ما يرمز للاجئ الفلسطيني، ولحقوقه، وللمطالب بحق العودة وحق التعويض الفلسطيني.

وتابعت جبر، أنَّ الاحتلال يحاول الاستيلاء والاستيطان على أراضي شعبنا وحقوقه، وزيادة نسبة الاستيطان العام الجاري هو عامل حسم بالنسبة لليمين المتطرف، وشددت، أنَّ في الضفة الغربية، هناك سلطة وطنية فلسطينية، هناك اتفاقية قائمة ما بين الجانبين، وهذا دليل على أنَّ الكيان لا يُراعي أي اتفاق فهو يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وشددت جبر، أنَّ المطلوب لمواجهة عنجهية الاحتلال هو ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، تشكيل حكومة تكنوقراط مقبولة للجميع، أن تكون منظمة التحرير الفلسطينية هي الأولى والمتحدثة الأولى باسم الشعب الفلسطيني، ولا صوت يعلو على صوت منظمة التحرير بصفتها ممثلًا شرعيًا للشعب الفلسطيني.