بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الاثنين 7- 4- 2025

*فلسطينيات
د. مصطفى خلال اجتماعه مع الشركاء الدوليين: نؤكد أهمية الضغط الدولي الفاعل لوقف عدوان الاحتلال على شعبنا ووقف الاقتطاعات المالية

بحث رئيس الوزراء د. محمد مصطفى، اليوم الاثنين، مع الشركاء الدوليين سبل استئناف الخدمات الأساسية في قطاع غزة، والخطط العملية لتنفيذ التدخلات الميدانية، بالإضافة إلى الوضع المالي العام ومواجهة الحرب المالية الإسرائيلية، والأولويات الوطنية الفلسطينية، ومجالات دعم المجتمع الدولي، بحضور وزراء: المالية، والاتصالات، والشؤون المدنية، وسلطة المياه، وسلطة الطاقة، وسلطة النقد.
وشدد د. مصطفى خلال اللقاء، الذي عُقد في مكتبه برام الله، مع الاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة، وهولندا، والولايات المتحدة، والبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، ومكتب الرباعية الدولية، على أهمية ضغط المجتمع الدولي على إسرائيل لوقف حرب الإبادة على شعبنا في قطاع غزة، وتثبيت وقف إطلاق النار بشكل مستدام، للبدء بالخطوات العملية لإعادة الإعمار، وعلى رأسها استعادة الخدمات الأساسية في القطاع، إلى جانب التحضير لمؤتمر إعادة الإعمار وتوفير الدعم المالي اللازم لذلك.
كما استعرض رئيس الوزراء الوضع المالي العام واستمرار إسرائيل في حصارها المالي، وتصاعد الاقتطاعات من عائدات الضرائب الفلسطينية، الأمر الذي يضع الحكومة في وضع صعب تجاه الوفاء بالتزاماتها لأبناء شعبنا، مجددا المطالبة بمزيد من الضغط الدولي لوقف هذه الاقتطاعات غير القانونية والإفراج عن الأموال المحتجزة.
من جانبهم، عبر الشركاء الدوليون عن دعمهم لجهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ودعم جهود الحكومة في استعادة الخدمات الأساسية تمهيدًا لإعادة الإعمار الشامل للقطاع، والضغط على إسرائيل لوقف الاقتطاعات من عائدات الضرائب الفلسطينية.

*مواقف "م.ت.ف"
فتوح: استهداف الصحفيين جريمة بشعة وحرب دموية تضاف إلى سجل جرائم الاحتلال

قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح: إن استهداف خيمة الصحفيين قرب مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس، جريمة بشعة وحرب دموية تضاف إلى سجل الجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين الفلسطينيين.
وقال فتوح في بيان صدر عنه، اليوم الاثنين: إن هذه الجريمة دليل إضافي على إصرار جيش الاحتلال على استهداف الصحفيين في محاولة لطمس الحقيقة، وإخفاء جرائمه ووقف توثيق جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي المستمرة ضد شعبنا الفلسطيني منذ 18 شهرًا.
وأضاف: أن هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الصحفيين، والتي تمثل جريمة حرب وفقا لميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية، وتشكل انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي الإنساني، وخصوصًا أحكام اتفاقية جنيف الرابعة التي توفر حماية خاصة للصحفيين أثناء النزاعات المسلحة.
وطالب فتوح، المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والفوري لوقف حرب الإبادة الجماعية المستمرة للشهر الثامن عشر على التوالي، والتي أسفرت عن قرابة 65 ألف شهيد ومفقود من بينهم 211 صحافيًا.
وندد بالموقف الأميركي، معتبرا إياها شريكا في حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني، ومحامي الدفاع عن أكبر كيان عنصري بعد تبرئة الإدارة الأميركية الاحتلال من جريمة اغتيال عمال الإغاثة وطواقمها.
ووجه رئيس المجلس، نداءً عاجلا إلى الأمم المتحدة والدول الموقعة على اتفاقية جنيف لتوفير الحماية الدولية للمدنيين وخاصة الصحفيين، مطالبا بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم أمام المحكمة الجنائية الدولية والقضاء الدولي، وفرض المقاطعة والعقوبات على حكومة الاحتلال الفاشية.
ودعا، الاتحاد الدولي للصحفيين وكل المؤسسات الإعلامية ونشطاء حقوق الإنسان وأحرار العالم، إلى التضامن مع الصحفيين الفلسطينيين وفضح جرائم الاحتلال.
وشدد على ضرورة اختراق الحصار الإعلامي لكشف جرائم عصابة اليمين الحاكم في إسرائيل وفضحها، والضغط على دولهم والمنظمات الدولية والإقليمية لتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية والإنسانية، وتوفير الحماية الدولية للصحفيين الفلسطينيين في ظل هذا العدوان الوحشي المستمر.

*عربي دولي
"الصحة العالمية": 90% من الحوامل والمرضعات في غزة يعانين سوء تغذية

قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس: إن 90% من النساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة يعانين سوء تغذية حادًا، وإن نقص المعدات الطبية يحول دون حصولهن على العلاج اللازم.
واستعرضت هاريس في تصريحات صحفية، لمناسبة أسبوع الصحة العالمي، الممتد بين 7 و13 إبريل/نيسان من كل عام، الوضع الصحي المتدهور في قطاع غزة، الذي يتعرض منذ نحو عام ونصف عام لحرب إبادة جماعية إسرائيلية.
وأشارت إلى أن صحة الأمهات والأطفال في غزة شهدت تدهورًا حادًا منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأوضحت أن 90% من النساء الحوامل والمرضعات وآلاف الأطفال يعانون سوء تغذية حادًا.
وشددت هاريس على أن الكثير من النساء والأطفال في غزة بحاجة ماسة إلى العلاج.
وقالت بهذا الخصوص: "كثيرون منهم بحاجة ماسة إلى العلاج. ولا تصل إلى غزة أي مساعدات غذائية أو طبية حاليًا. الأمهات والأطفال يعانون بالفعل، والوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم".
وتحدثت عن الفترة التي ساد فيها وقف مؤقت لإطلاق النار قبل استئناف إسرائيل الإبادة قائلة: "خلال قرابة شهرين من الهدوء، استعادت بعض المستشفيات قدرتها على تقديم الخدمات، وتمكنّا من إرسال فرق طبية، ووجدنا دعمًا دوليًا جيدًا"، واستدركت: "لكن بعد انتهاء الهدنة، دُمّرت العديد من المراكز الصحية، بما في ذلك مستشفى ناصر".
ولفتت إلى أنه "يوجد نحو 20 مستشفى لا تزال تعمل بشكل جزئي في غزة، لكنها غير قادرة على تأدية وظائفها دون مستلزمات طبية".
وأردفت: "نحن عاجزون حاليًا عن إيصال هذه المستلزمات. والكوادر الطبية مرهقة وتفتقر إلى المعدات اللازمة حتى لنقل الدم، فيما المرضى مصابون بإصابات مروّعة ونزيف حاد. ومع ذلك، حين تتحدث إليهم، يقولون إنهم ما زالوا في مواقعهم من أجل خدمة الناس".
وأعربت هاريس عن امتنانها لجميع العاملين في مجال الصحة ممن يعملون في ظروف صعبة للغاية، مضيفة: "نشكر كل عامل صحي يبذل أقصى ما لديه يوميًا لإنقاذ الأرواح وتحسين الصحة والرفاه، رغم كل التحديات".
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، شنّت قوات الاحتلال عدوانًا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد 50,752 مواطنًا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 115,475 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

*إسرائيليات
"يورام كوهين": نتنياهو طلب إلغاء عضوية خصم سياسي في الكابينيت

قال رئيس الشاباك الأسبق يورام كوهين، اليوم الإثنين 2025/04/07، إن "رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، طلب منه كرئيس للشاباك أن يلغي عضوية الوزير في حينه نفتالي بينيت، في الكابينيت السياسي – الأمني، بعد أن سمع نتنياهو بأن بينيت أقيل من وحدة كوماندوز النخبة (سرية هيئة الأركان العامة)، بسبب مشكلة في الولاء".
وأضاف كوهين، خلال مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن "نتنياهو طلب منه إلغاء عضوية بينيت في الكابينيت خلال محادثة بينهما على انفراد، وقال: إنه إذا كان قد أقيل بسبب مشكلة ولاء، فهول لا يمكنه على ما يبدو أن يكون عضو في الكابينيت".
وتابع: أنه "رفض طلب نتنياهو، فهو لم يطلب مني أن أتأكد من ذلك، وإنما أن أرفض عضويته في الكابينيت، كأنه لا يوجد تصنيف أمني له".
وأضاف كوهين: أنه "قال لنتنياهو هل أنت جدي في هذا المطلب؟ الأمر الأول، ما هي العلاقة بين ما حدث قبل 30 عاما وبين ما نتداول فيه الآن؟ والأمر الثاني، هو أنني لن أنفذ ذلك".
وتأتي أقوال كوهين على خلفية الصراع بين رؤساء الشاباك السابقين وبين نتنياهو بعد أن أقال الأخير رئيس الشاباك الحالي رونين بار، وقال كوهين: "أليس صادمًا ومقلقًا أن يتوجه رئيس الحكومة إلى رئيس الشاباك ويطلب منه إلغاء عضوية، أو استخدام نفوذه من أجل إلغاء خصم سياسي، وبالصدفة أنا قلت لا، ماذا سيحدث إذا قال آخر نعم؟".
وأشار كوهين، إلى أنه "بعد عملية عسكرية حساسة تم تنفيذها، طلب نتنياهو منه أن يستخدم أداة جمع معلومات لدى الشاباك ضد جميع رؤساء أجهزة الاستخبارات المطلعين على هذه العملية، وبدا لي أن تنفيذ هذا الطلب هو أمر جنوني، من دون اشتباه محدد، عليّ أن أراقب جميع رؤساء الأجهزة، هل تدركون ماذا تعني كراقبة أجهزة الاستخبارات كلها في إسرائيل، رئيس الشاباك، هيئة الأركان العامة، الشاباك وجميع القيادات الأمنية، وبعمق؟".
ووصف رئيس المعارضة يائير لبيد، أقوال كوهين بأنها "ليست أقل من هزة أرضية".
وأضاف: "نتنياهو حاول استخدام الشاباك كي يحيك فرية ويصفي خصمًا سياسيًا، ورئيس حكومة لا يتصرف هكذا، هكذا يتصرف رئيس منظمة إجرامية".
وقال رئيس الشاباك السابق ناداف أرغمان، للقناة 12، الشهر الماضي وعلى خلفية الحديث عن إقالة بار، إنه "إذا عمل نتنياهو بشكل مخالف للقانون، فإنه سيكشف عن كل ما أعرفه عنه".
وأضاف: أنه "رؤساء الشاباك يعرفون الكثير من المعلومات، وأن توجد أمور نعلم بشأنها وتشكل خطرًا على أمن دولة إسرائيل وسنستخدمها بموجب القانون".
وقدم بار رسالة إلى المحكمة العليا، التي ستنظر غدًا في التماس ضد إقالته، وتضمنت الرسالة أسباب إقالته، وبينها رفضه تزويد نتنياهو بموقف يمنع استمرار محاكمة نتنياهو وكذلك مطالبته من قبل نتنياهو "بممارسة صلاحيات الشاباك ضد مواطنين" يتظاهرون ضد نتنياهو والحكومة. وكتب بار: أن "رفضه مطالب نتنياهو أدى إلى فقدان ثقة نتنياهو به، وطلب بار استعراض الوقائع المتعلقة بذلك من خلال جلسة محكمة ليست مفتوحة أمام الجمهور".

*أخبار فلسطين في لبنان
المكتب الحركي للشباب والرياضة ينظم دورة شطرنج في مخيّم البداوي

إحياءً لذكرى يوم الأرض الخالد، وتخليدًا لذكرى الشهادة والشهداء، نظَّم المكتب الحركي للشباب والرياضة في منطقة الشمال، دورة للعبة الشطرنج لجميع الفئات والأندية، يوم الأحد، في قاعة مجمع الشهيد الرمز ياسر عرفات في مخيم البداوي.
تقدم الحضور أمين سرّ حركة "فتح" والفصائل الفلسطينية في منطقة الشمال عضو لجنة العلاقات الوطنية في لبنان الأخ مصطفى أبو حرب، الأمين العام المساعد للجنة الأولمبية الأخت منى السعيد، مدير خدمات الأونروا في مخيم البداوي الأستاذ محمد أبو عادل، أمين سرّ اللجنة الشعبية في مخيم البداوي الأخ أبو رامي خطار، أعضاء من قيادة المنطقة، أمين سرّ المكتب الحركي للشباب والرياضة في منطقة الشمال الأخ محمد حميد، أمين سرّ المكتب الحركي للشباب والرياضة في طرابلس الأخ ديب رنو، رئيس إتحاد كرة الطاولة في منطقة الشمال الأخ ربيع عبدالوهاب، أمين سرّ شعبة البداوي الأخ سمير شناعة وأعضاء من الشعبة، واداريو الأندية الرياضة ولاعبين.
وقد شارك كلٌّ من الأندية: الأشبال- الهلال- مؤسسة غسان كنفاني- أجيال فلسطين- الدرة- النضال- الأرض.
بدايةً رحب الأخ بلال شريدي بالحضور الكريم، داعياً اياهم قراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء الأبرار.
ومن ثم ألقى الأخ مصطفى أبو حرب كلمة، وجاء فيها: أحييكم بعبق دماء الشهداء الواصل إلينا من غزة العزة ومن الضفة الغربية ومن القدس الأقداس، أحييكم بأنات الجرحى ومعاناة الأسرى الذين ما زالوا أكثر اصرارًا عل إكمال المسيرة باتجاه دحر المحتلين عن أرضنا والعودة إلى مدننا وقرانا التي أخرجنا منها.
وتابع، نلتقي وإياكم في الذكرى التاسعة والأربعين لانتفاضة يوم الأرض المبارك، يوم هبّ أبناء شعبنا للتصدي لقانون المحتلين الصهاينة في ضم الأراضي الفلسطينية في كفركنا وديرحنا وسخنين... في الجليل والمثلث والنقب.
أضاف، أرتقى في هذه الهبّة شهداء والذين نسمي هذه الدورة باسمهم، فالتحية لعموم أبناء شعبنا في الخط الأخضر والضفة الغربية وغزة والقدس وفي عموم مخيمات اللجوء، الذين يصرون على التمسك بحق العودة، ورفض التوطين والتهجير والوطن البديل.
وأردف، أنظر إلى الأطفال الذين يشاركون بالدورة، ولكن تحملني عاطفتي إلى الأطفال بالأمس في غزة العزة كانوا يحرقون في ديارهم وفي مراكز الإيواء.. ولا عين ترى ولا أذن تسمع ولا ضمير ينتفض أو يحكي كلمة حق بحق أبناء شعبنا.
وتابع، لكن هي الكلمات التي نطق بها الشهيد الرمز ياسر عرفات الذي قال: "الثورة ليست مدفع ورشاش فقط.. وإنما هي مبضع جراح ومحراث فلاح وريشة فنان وقلم كاتب"، ويعني بذلك المجتمع الفلسطيني كله أدوات في مسيرة الثورة الفلسطينية التي لا تنطفئ. 
وأردف، نحن نحيي ذكرى الشهداء ببرنامج رياضيّ، بدأناه بلعبة كرة قدم ونستمر به بلعبة الشطرنج ونستكمل به بأي فن من فنون الرياضة، فإننا لازلنا  نتمسك بالمنهج الثوري الذي سيسعى دائمًا لتحرير الأرض وعودة اللاجئين وبناء أجيال للفلسطين بأجسام قوية وعقول سليمة.
وتمنى للاعبين التوفيق، وقال: كل منكم فائز لا يوجد بيننا خاسر، ولكن نتبارى أي منا يحب فلسطين أكثر كي نكون أدوات فاعلة في مجتمعنا، لأننا عندما نهتم بالرياضة نبتعد عن كل الآفات وفي مقدمتها المخدرات التي تفتك بشبابنا وبناتنا وأطفالنا، فيجب أن تكونوا رواداً لفلسطين وأن نعمل سوياً من أجلها.
واتسمت الدورة بالمنافسة الشريفة بين اللاعبين سادها الهدوء والتفكير والتركيز، حيث فاز بالمركز الأول أبو العبد الجعفري من نادي الهلال، وبالمركز الثاني رجب ديب من نادي الأجيال، وتم توزيع الكؤوس على الفائزين من قبل اللجنة المنظمة للدورة.

*آراء
نتنياهو في حضرة ترامب دعم لا يُطمئن، وحرب بلا أفق!/ بقلم: د. عبدالرحيم جاموس

زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن ولقاؤه المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب تأتي في لحظة فارقة، حيث تشتد الحرب على غزة، وتتفاقم الانتقادات الدولية، وتتعمق الأزمة السياسية داخل إسرائيل.
يسعى نتنياهو إلى توظيف هذه الزيارة لترميم صورته المتصدعة، وإعادة التأكيد على ما يسميه "الدعم غير المشروط من الحليف الأميركي، إلا أن الواقع السياسي لا يمنح هذا اللقاء صك طمأنينة، بل يثير القلق أكثر مما يبدده.
منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، يتجه ترامب لإعادة إنتاج سياساته الشرق أوسطية، التي لطالما اعتمدت على دعم مطلق لإسرائيل مقابل تصفية القضية الفلسطينية تحت غطاء "صفقة القرن". واليوم، يجد في نتنياهو الشريك المثالي لتجديد هذا النهج، غير أن الاصطفاف السياسي بين الرجلين، في ظل تصاعد العنف في غزة، ينذر بمزيد من الانفجار، لا بالحلول.
القلق الإسرائيلي وإن بدا غير معلن يتمثل في أن ترامب ليس رئيسًا تقليديًا فهو لا يُؤمن بالتحالفات الثابتة، بل بالصفقات المؤقتة، وقد يذهب بعيدًا في تقديم وعود أو اتخاذ مواقف حرجة تُربك الحسابات في تل أبيب، خصوصًا إذا استخدم الملف الإسرائيلي كورقة داخلية في صراعاته السياسية الأميركية.
إقليميًا، تُراقب الدول العربية بقلق بالغ هذه الزيارة،  فالميل الأميركي المتجدد نحو دعم إسرائيل دون قيد، يعيد الاعتبار للمعادلة القديمة، لا استقرار دون عدالة، ولا تطبيع دون حل سياسي شامل، أي تجاوز لهذه الحقائق سيعيد المنطقة إلى دوائر التوتر والانفجار.
نتنياهو، في سعيه وراء صورة دعم من واشنطن، قد يعود محملاً بتشجيع على الاستمرار في حرب لا أفق لها، لكن السؤال الأعمق هل يملك ترف اتخاذ قرارات استراتيجية، أم أنه محكوم بمنطق البقاء السياسي؟ وماذا إن قرر ترامب أن الثمن المطلوب من إسرائيل يتجاوز قدرته على الدفع؟.
في النهاية، هذه الزيارة ليست فقط مشهدًا سياسيًا، بل لحظة اختبار حقيقية لمواقف ترامب، ولقدرة نتنياهو، ولصبر شعوب المنطقة على حرب مفتوحة بلا نهاية.