بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم السبت 5- 4- 2025

*فلسطينيات
منصور يؤكد ضرورة تحرك الدول فرديًا وجماعيًا للوفاء بالتزاماتها لإنقاذ الأرواح البشرية

أكد المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، ضرورة أن تتحرك الدول بشكل فردي وجماعي للوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، لإنقاذ الأرواح البشرية وآفاق الحل العادل القائم على أساس القانون الدولي وحل الدولتين.
وشدد منصور على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل فوري ودعم مطالب وقف إطلاق النار، ووقف الانتهاكات بإجراءات ملموسة لحماية المدنيين وفرض عقوبات على هذه الجريمة، وتحقيق العدالة للضحايا الذين لا حصر لهم، وإحلال السلام.
وكان منصور بعث ثلاث رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (فرنسا)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي بمعاقبة جميع السكان المدنيين بشكل جماعي، أمام أنظار العالم، منوها إلى الدمار المروع في غزة والكابوس في الضفة الغربية الذي تفرضه إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على الشعب الفلسطيني في انتهاك لكافة مبادئ القانون الإنساني والإنسانية نفسها.
وفي هذا السياق، نوه منصور إلى استشهاد 1249 مواطن، وإصابة أكثر من 3000، منذ خرق إسرائيل لوقف إطلاق النار في 18 آذار/مارس الماضي، مشيرًا إلى المذبحة الإسرائيلية التي راح ضحيتها 15 عاملاً إنسانيًا، بينهم 8 مسعفين من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، و6 مسعفين من الدفاع المدني، وموظف أممي واحد، والذين استشهدوا في 23 آذار/مارس أثناء أداء مهمتهم في انقاذ ضحايا هجوم عسكري إسرائيلي في مدينة رفح.
وأكد الدعوة لإجراء تحقيق دولي مستقل لتقصي الحقائق ومعاقبة مرتكبي هذه الجريمة المروعة، إضافة إلى دعواتنا المستمرة لإجراء تحقيقات دولية شاملة ومستقلة وفورية في جميع الجرائم الأخرى التي ارتكبتها إسرائيل ضد شعبنا لضمان المساءلة والعدالة لضحايا الحملة الإسرائيلية الوحشية.
وطالب منصور، باتخاذ إجراءات فورية لوقف هذه الإبادة الجماعية بشكل نهائي، ووقف هجمات الجيش الإسرائيلي والمستعمرين على سكاننا المدنيين في غزة وباقي الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، منوهًا إلى مواصلة إسرائيل إرهاب المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، بما يشمل التحريض الخطير المستمر في الحرم الشريف. 
وتطرق منصور إلى مخططات الحكومة الإسرائيلية لبناء ما يسمى طريق "السيادة" الذي سيشق قلب الضفة الغربية في منطقة E-1، الأمر الذي سيُمكّن إسرائيل من إغلاق هذه المساحة الشاسعة من الأرض أمام الفلسطينيين بهدف تسهيل محاولاتها ضم منطقة مستعمرة "معاليه أدوميم"، واجبار الشعب الفلسطيني على ترك أرضه، مشيرا إلى قيام قوات الاحتلال باستهداف مخيمات اللاجئين في منطقة بيت لحم، على غرار ما فعلته من تدمير وتهجير جماعي لمخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس، بينما تواصل إجراءاتها الرامية إلى تدمير وحدة الضفة الغربية، من خلال البناء الاستيطاني.
وقال: إن إسرائيل تقدمت ببناء ما لا يقل عن 14,335 وحدة استعمارية في أقل من ثلاثة أشهر، بناء على ما أفادت به منظمة السلام الآن الإسرائيلي.

*عربي دولي
"منظمة التعاون الإسلامي" تدين قصف الاحتلال الإسرائيلي مدرسة دار الأرقم ومستودعًا طبيًا في قطاع غزة

أدانت منظمة التعاون الإسلامي، استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي الممنهج للمدنيين ومراكز إيواء النازحين والمؤسسات التعليمية والصحية، والتي كان آخرها قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة "دار الأرقم" التي تؤوي نازحين في مدينة غزة، ما أسفر عن ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى، وكذلك تدميرها لمستودع مستلزمات طبية تابع للمركز السعودي للثقافة والتراث في مدينة رفح، معتبرة ذلك انتهاكًا صارخاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، والقرارات الأممية ذات الصلة.
وأكدت المنظمة في بيان لها، ضرورة تحرك مجلس الامن الدولي تحت الفصل السابع لفرض الوقف الفوري والشامل لإطلاق النار وضمان إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وإعمال آليات المساءلة وفق القانون الجنائي الدولي ضد الاحتلال الاسرائيلي، ومحاسبته على جميع جرائم العدوان والإبادة الجماعية التي تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
كما دعت المنظمة جميع الدول إلى اتخاذ التدابير السياسية والاقتصادية والقانونية الممكنة ضد إسرائيل، قوة الاحتلال، وربطها بمدى التزامها بأوامر محكمة العدل الدولية ومبادئ القانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة، لإجبارها على إنهاء احتلالها واستيطانها الاستعماري وعدوانها العسكري على الشعب الفلسطيني.

*إسرائيليات
"جنرال إسرائيلي" يدين أعمال عنف مارسها مستوطنون في الضفة الغربية

أدان القائد الأعلى للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، أعمال عنف مارسها مؤخرًا مستوطنون إسرائيليون ضد الشرطة والسلوك "غير المقبول" لجنود، وذلك في مقطع فيديو نشره الجيش الجمعة.
وجاء في بيان للجيش أنّ قائد المنطقة العسكرية المركزية التي تشرف على الضفة الغربية اللواء آفي بلوث، تطرّق إلى "سلسلة من الحوادث غير الاعتيادية" لدى زيارته للشرطة الإسرائيلية في الضفة الغربية، على مقربة من موقع شهد أعمال شغب شارك فيها مستوطنون في وقت سابق من الأسبوع الحالي.
وقالت الشرطة الإسرائيلية: إنها "اعتقلت 17 مشتبهًا بهم في أعمال شغب عنيفة وقعت الأربعاء بالقرب من البؤرة الاستيطانية جفعات حبالاديم الواقعة إلى شمال شرق مدينة رام الله الفلسطينية، رشق خلالها مستوطنون إسرائيليون العناصر بالحجارة وأضرموا النار في سيارة للشرطة".
وقال البيان العسكري: إن "بلوث شدّد على أن هذه حوادث استثنائية ويقتضي التعامل معها بالشدّة اللازمة".
وفي إشارة إلى هجوم المستوطنين على القوات الإسرائيلية، قال بلوث في الفيديو: "أبعد من واقعة تجاوز خط أحمر التي سيتم التعامل معها بجدية، ما من فعل أكثر جحودًا".
وفي واقعة سجّلت مؤخرًا لم يتطرّق إليها بلوث في الفيديو، قال الجيش: إن "عشرات المدنيين الإسرائيليين، أحرقوا ممتلكات في قرية دوما في هذا الأسبوع، وهو ما أسفر عن إصابات".
وتطرّق اللواء الإسرائيلي، إلى "أعمال تخريب وكتابة على الجدران من جانب جنود الاحتياط خلال عملية عسكرية الأربعاء في مخيم الدهيشة للاجئين قرب بيت لحم".
في 21 كانون الثاني/يناير، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية قال إنها تستهدف الفصائل الفلسطينية المسلّحة في شمال الضفة الغربية التي تحتلّها إسرائيل منذ 1967، وتصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ويشهد مخيم الدهيشة منذ أسابيع تزايداً في عمليات الدهم التي يشنها الجيش الإسرائيلي، وأظهرت لقطات تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي شققاً تعرّضت لتخريب مع تحطيم للأثاث وكتابة شعارات قومية إسرائيلية على الجدران.
وقال بلوث: إن "السلوك في الدهيشة من جانب جنود الاحتياط لا يمثلنا، والتخريب والكتابة على الجدران أثناء مهمة عملياتية، من وجهة نظرنا، هي حوادث غير مقبولة".

*أخبار فلسطين في لبنان
لقاء أخوي ومصالحة بين أهالي وادي النحلة ومخيم البداوي

في أجواء من التآخي والتفاهم والمحبة، وتأكيدًا على وحدة المصير والروابط العائلية والمصاهرة التي تجمع بين أبناء الشعبين الشقيقين الفلسطيني واللبناني، عقدت الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية في منطقة الشمال لقاء مصالحة بين أهالي وادي النحلة وأبناء مخيم البداوي بعد الإشكال المؤسف الذي حصل بين شباب من الطرفين، وذلك اليوم الجمعة ٤-٤-٢٠٢٥، في قاعة مجمع الشهيد الرمز ياسر عرفات في مخيم البداوي.
وحضر اللقاء من جانب الأخوة في وادي النحلة، شيخ عشيرة آل سيف العويد الشيخ جمال مصطفى سيف عويد، ووفد من عشيرة آل سيف، ومخاتير وفعاليات وهيئات اجتماعية، ووجهاء من وادي النحلة.
ومن جانب الأخوة في مخيم البداوي، أمين سرّ حركة "فتح" والفصائل الفلسطينية في منطقة الشمال عضو لجنة العلاقات الوطنية في لبنان مصطفى أبو حرب، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة الشمال العميد بسام الأشقر، وممثلو الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية، ولجنة رعاية المساجد والشؤون الدينية، واللقاء التشاوري وشخصيات اعتبارية وفعاليات وطنية وروابط إجتماعية والقوة الأمنية المشتركة، وأعضاء قيادة منطقة الشمال، ومسؤول لجنة العلاقات الوطنية في منطقة الشمال أبو سليم غنيم، وأمين سرّ وأعضاء وكوادر شعبة البداوي، ونائب وضباط وعناصر قوات الأمن الوطني الفلسطيني، وحشد من أبناء المخيم.
إستهل اللقاء أحمد الأعرج، مرحبا بوفد عشيرة آل سيف الكرام وأهالي وادي النحلة الأعزاء، ودعا فيها الحضور الكريم لقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهدائنا الأبرار وعلى روح الشهيد أسامة واكد.
وتحدث عن العلاقات الأخوية التي تربط بين الشعبين الشقيقين الفلسطيني واللبناني، وتلاها قراءة لآيات من القرآن الكريم لفضيلة الشيخ أبو عثمان منصور.
ومن ثم قدم أمين سرّ حركة "فتح" والفصائل الفلسطينية في منطقة الشمال الأخ مصطفى أبو حرب، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة الشمال العميد بسام الأشقر، كوفية فلسطين إلى شيخ عشيرة آل سيف الشيخ جمال مصطفى سيف عربون أخوة ومحبة وتقديراً لجهوده الوطنية والإصلاحية في مجتمعنا.
كلمة لجنة رعاية المساجد والشؤون الدينية واللقاء التشاوري والروابط الإجتماعية وأهالي مخيم البداوي ألقاها فضيلة الشيخ أحمد السلمون، أكَّد فيها أنَّ الاصلاح يعتبر من أعظم الطاعات وأقرب القربات وأفضل الصدقات، فالصلح بين الناس له أجر عظيم وثواب كبير.
وتابع، انه من دواعي سرورنا أن نلتقي بأهلنا من وادي النحلة وأهلنا في مخيم البداوي بسبب الحادث المؤسف الذي حصل بين موتورين من المخيم ووادي النحلة، فنحن نؤكد على متانة العلاقة الأخوية والاجتماعية ولن تؤثر عليها أي اشكالات من كلا الطرفين.
وتوجه باسم لجنة رعاية المساجد والشؤون الدينية واللقاء التشاوري بالشكر من أهالي وادي النحلة الذين أبدوا كل تجاوب للمصالحة، وشكر الفصائل الفلسطينية وكل من أبدى أو ساهم ولو بكلمة "فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله"  
وأردف، إلى أهلنا في فلسطين، ها نحن اليوم نتضامن جميعًا مع أهلنا وشعبنا في فلسطين في وجه الغارة الإسرائيلية التي تهدف إلى إكراه شعبنا للتنازل عن مقدساتنا وحقوقنا الوطنية، كما نسجل لشعبنا عظمة موقفه وسخاء تضحياته. فشعبنا مثيل عنوان الأمة وعزة شموخها.
كلمة وفد عشيرة آل سيف وأهالي وادي النحلة ألقاها الشيخ خالد علي سيف، مما جاء فيها: جئنا إلى دارتنا وأهلنا وأخوتنا في مخيم البداوي، الذي تجمعنا به روابط اجتماعية وطنية ومع أجدادنا وأهلنا الكرام.
وأضاف: لا يستطيع أحد أن يكسر هذه الروابط بيننا وبين هذا المخيم الحبيب، فنحن أمة واحد لن يفرقنا أحد، وهذه الخلافات الصبيانية التي لا تليق بأفعال الرجال ولا الكرام.
وقال: "في كل مجتمع يوجد خلافات، ولكن أصحاب الحكمة يزيلون هذه الخلافات بحكمتهم ولن يستطيع أي خلاف أو أي حدث أن يفرق بين المخيم ووادي النحلة لأننا شعب واحد.
وأردف، جئنا لنؤكد هذه الأخوة وهذه العلاقات المتينة التي لن يستطيع أحد أن يقلل من قوتها وصلابتها.
وأثنى على الجهود التي بذلت من قبل الجميع لقطع دابر الفتنة التي يراد منها الشقاق بين الأهل.
كلمة الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية ألقاها أمين سرّ حركة "فتح" والفصائل الفلسطينية في منطقة الشمال الأخ مصطفى أبو حرب، رحب فيها بالمشايخ والأخوة الأعزاء عشيرة آل سيف وأهالي وادي النحلة، حيث قال: "نرحب بأنفسنا في هذه البقعة المباركة في مخيم البداوي وأنتم أصحاب البيت ونحن الضيوف لديكم".
وأضاف: لن نستقبلكم لكي نتصالح معكم لانه لا يوجد خلاف بيننا، وأنما أهلاً وسهلاً بكم نتضامن معكم مع أهلنا الصامدين الصابرين في غزة العزة وضفتنا الأبية والقدس الأقداس. 
وأردف نحن وإياكم تقاسمنا رغيف الخبز وقطرات الماء ونسمات الهواء بنينى بيوتنا وإياكم حجرًا حجرًا، وأكثر من ذلك ناضلنا معًا في ساحات القتال، وعندما أغارت علينا طائرات الجيش الاسرائيلي عام ١٩٧٢ جبلت دماء أبنائنا بدمائكم وأشلاء أطفالنا بأشلاء أطفالكم.
وأكَّد، بأن لن يستطيع جرذمة من هنا أو هناك، أن يمحي تاريخ عمره من عمر النكبة، لن يستطيع أحد أن يفرق لا بالجغرافيا ولا بالديموغرافيا بيننا، لأنكم الامتداد الطبيعي لمخيم البداوي ونحن الامتداد الذي لا ينتهي لأهلنا في وادي النحلة.
وأضاف، نلتقي واياكم لنشتم عبق دماء الشهداء ونتمنى واياكم أن تتوقف هذه المجزرة التي ترتكب في غزة العزة، فهناك مؤامرة كبرى تحاك على القضية الفلسطينية عنوانها المخيم ...عنوانها اللجوء.
وتابع، تُدمر غزة لأنها تضم ٨٠٪؜ من سكان عكا اللاجئين، وتدمر المخيمات في الضفة الغربية لأنها عنوانا للجوء، وقد تستهدف مخيماتنا في الشتات لأننا سفن للحرية.
وشدد على ضرورة أن تتشابك أيادينا وتتصافح قلوبنا وأن نكون كما أمر ربنا سبحانه وتعالى "أنما المؤمنون أخوة".
وتابع، نذكر لأخوانا بأننا عشيت العيد فقدنا أخاً عزيزًا علينا وإلا كنا ذهبنا لنعايدكم كما نحن معتادون في كل عيد، ولكن فقدنا العزيز الشهيد اسامة واكد الذي سقط وهو يحاول اصلاح ذات البين، فكانت عاجلته المنية وسقط دفاعًا عن أهل المخيم وساعيًا إلى الصلح وإطفاء نار الاقتتال بين أخوين.
وختم حديثه، بتوجيه التحية للحضور الكريم، مؤكدًا بأن هذا اللقاء اليوم هو لقاء وفاق وبداية عهد لا خلاف ولا شقاق فيه، بل وحدة وثبات وموقف مشترك.
واختُتم اللقاء بمصافحة بين ممثلي الطرفين، في إشارة واضحة إلى طي صفحة الماضي والانطلاق نحو مرحلة جديدة يسودها الاحترام المتبادل والتعاون لما فيه خير الجميع.

*آراء
قطاع غزة بين المعاناة والحكم، كيف نخرجه من الجحيم؟/ بقلم: د. عبدالرحيم جاموس

لطالما كانت غزة بؤرةً للصراع، ولكن جوهر معاناة أهلها لا يكمن فقط في هوية الحاكم، بل في الواقع اليومي المرير الذي يعيشونه تحت وطأة الحصار والقصف والتجويع والاحتلال.
الحديث عن غزة لا يجب أن يكون جدليًا حول من يحكمها فقط، بل حول من سينقذها أيضًا من الجحيم الذي تعيشه، ومن سيعيد إليها الحياة الكريمة التي تستحقها.
إن واقع غزة، أكثر من أزمة حكم، يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع ظروفًا إنسانية كارثية، من نقصٍ حاد في الماء والكهرباء، وارتفاعٍ في معدلات البطالة، وتدهورٍ اقتصادي مستمر.
الحصار الإسرائيلي المشدد منذ أكثر من 17 عامًا في ظل حكم حركة حماس، جعل من غزة أشبه بسجنٍ مفتوح، حيث تعتمد الحياة على المساعدات الدولية، التي تتقلص أو تتوقف وفقًا للمتغيرات السياسية.
كما أن الهجمات العسكرية الإسرائيلية التي تعرضت إليها والمتكررة خلال فترة حكم حماس، تزيد من دمار البنية التحتية وتحول غزة إلى ركام متجدد، بينما يتفاقم الضغط على السكان الذين يرزحون تحت أوضاع مأساوية وكارثية.
إن قيام حركة حماس بإنقلابها الأسود على السلطة الفلسطينية عام 2007، وأخضعت غزة لحكمها، وقد واجع القطاع تحديات داخلية وخارجية هائلة.
لكن بغض النظر عن الهوية السياسية للسلطة القائمة، فإن الأزمة الأساسية تظل قائمة بسبب الاحتلال الإسرائيلي والسياسات الدولية التي تعزل غزة وتُبقيها رهينة المعادلات الجيوسياسية.
في ظل هذه الظروف، فإن أي جهة تحكم القطاع ستواجه تحديات كبيرة، فالمشكلة ليست فقط في الإدارة الداخلية، بل في نظام العقاب الجماعي الذي يتعرض له سكان غزة بأكملهم.
إن الحديث عن تغيير الحكم فقط لا يجب أن يسبق الحديث عن إنهاء المعاناة، غزة تحتاج إلى رفع الحصار، إلى إعادة بناء بنيتها التحتية، إلى استعادة اقتصادها، وإلى وضعٍ سياسي يمكّن أهلها من العيش بكرامة دون خوفٍ دائم من القصف أو التجويع،
إن التركيز على من يحكم القطاع لا يجب أن يكون على حساب التركيز على كيف يمكن إنقاذه مما هو فيه من جحيم.
المجتمع الدولي، وكذلك القوى الإقليمية، مدعوون إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه غزة ليس من خلال فرض حلول سياسية، بل من خلال إنهاء السياسات التي تبقي القطاع في حالة من الدمار  والحصار الدائم، يجب أن يكون الهدف هو تحرير الإنسان في غزة، وليس فقط تغيير السلطة الحاكمة، سلطة الأمر الواقع التي فرضها انقلاب حماس الأسود صيف عام 2007.
لذا ماذا يجب أن تقول حركة حماس لسكان غزة اليوم بعد كل هذا القتل والدمار والتهجير والإبادة التي تعرض لها قطاع غزة، وعودة احتلاله المباشر من قبل الجيش الإسرائيلي؟.
في ظل هذه الظروف الصعبة والكارثية، يجب أن تكون حركة حماس أكثر وضوحًا مع سكان قطاع غزة بشأن رؤيتها لمستقبل القطاع، عليها أن تخاطب أهل غزة بصراحة وتتحمل مسؤولياتها كسلطة أمر واقع حاكمة منذ سبعة عشر عامًا، موضحة خططها لإنهاء معاناة الناس وتوفير حياة كريمة لهم.
يجب أن تطرح حلولاً ملموسة للأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي أحدثتها على مدار سبعة عشر عامًا، وتفتح المجال لمشاركة جميع الأطياف السياسية في وضع رؤية وطنية موحدة لمستقبل غزة، معلنةً انتهاء انقلابها وحكمها المنفرد  له.
مع التأكيد على أن الأولوية يجب أن تكون لصالح وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة سلطته، ووحدة نظامه السياسي قبل أي اعتبارات سياسية أو أيديولوجية أخرى.
إن اختزال أزمة غزة في مسألة الحكم هو تهميش لمعاناة شعبٍ يُحرم من أبسط حقوقه الإنسانية، السؤال الحقيقي ليس "من يحكم غزة؟" بل "كيف نخرج غزة من الجحيم؟".
فالتحرر من الحصار والاحتلال، ووقف العدوان، وإعادة الإعمار، هو ما تحتاجه غزة أكثر من أي شيء آخر، بدون ذلك، سيظل أي نقاش حول من يحكم غزة بلا جدوى، لأن بقاء غزة رهينة للدمار والقتل والحصار، لن يمنح أي حاكم لها فرصة لحكمها بكرامة أو يمنح لشعبها فرصة للحياة.