في إطار التغطية المتواصلة لعدوان الكيان الصهيوني على فلسطين ولبنان، أجرت قناة “فلسطيننا” الفضائية اتصالاً هاتفيًا مع المحلل السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي وقضايا الصراع، الأستاذ نزار نزال، مع الإعلامية مريم سليمان حيث ناقش أبرز تداعيات العدوان والانعكاسات على الداخل الإسرائيلي، مؤكدًا أن الاحتلال دخل مرحلة جديدة من التصعيد على جميع الأصعدة.

في بداية حديثه، أشار نزال إلى تزايد الخسائر البشرية في صفوف قوات الاحتلال، حيث أعلن العدو عن إصابة أكثر من اثني عشر ألف جندي منذ السابع من تشرين الأول العام الماضي، مبينًا أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قد “هندَس الشارع والعقلية الإسرائيلية لتقبل هذه الخسائر في إطار صراع وجودي”. 

وأكد نزال أن نتنياهو استطاع أن يقنع الجمهور الإسرائيلي بأن الكيان يخوض معركة وجودية، مما ساعده في توجيه المجتمع نحو اليمين المتطرف.

كما أوضح نزال أن المجتمع الإسرائيلي تغير بشكل كبير، حيث لم يعد هناك تأثير يُذكر للعلمانيين والليبراليين، مشيرًا إلى أن “اليوم تتحكم بالحكومة وتوجهاتها حاخامات ورجال دين”، مضيفًا أن “إسرائيل تحولت إلى كيان ديني متشدد، وهذا الانجراف نحو الدين يشبه سلوكيات الصليبيين في العصور الوسطى”.

وتحدث نزال عن خطورة المشروع الصهيوني التوسعي، مشيرًا إلى تصريحات بعض القادة المتدينين الإسرائيليين الذين يعبرون علنًا عن طموحاتهم في إقامة ما يسمونه “إسرائيل الكبرى”، التي تمتد من النيل إلى الفرات؛ وأضاف قائلاً: “ما نراه اليوم هو ترجمة لهذه الأفكار، إذ لم يعد هدف الكيان فقط السيطرة على فلسطين، بل يمتد ليشمل لبنان، سوريا، وحتى بعض أجزاء الأردن وسيناء”.

وفي سياق حديثه عن المستقبل، اعتبر نزال أن المشروع الصهيوني لن يقتصر على فلسطين ولبنان، مرجحًا أن تكون سوريا المرحلة التالية في الصراع، محذرًا من أن “العدو يسعى لتغيير وجه الشرق الأوسط ويعمل على إعادة رسم الخرائط الجيوسياسية في المنطقة”.

كما تحدث نزال عن الدور الأمريكي والغربي الداعم لهذا المشروع، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا تمثلان الأساس الخارجي لاستمرار الكيان الصهيوني. 

وختم حديثه بتوقعاته حول المستقبل، قائلاً: “المرحلة المقبلة قد تكون حاسمة في ظل التناكف الإيراني-الإسرائيلي واحتمالية تصاعد التوترات إلى حرب إقليمية”.