بعد الإفراج عنها ضمن صفقة التبادل الأخيرة في تشرين الثاني من العام الماضي، أطلّت الأسيرة المحررة إسراء الجعابيص، أيقونة صمود الأسيرات الفلسطينيات، عبر برنامج “جبال المحامل” مع الإعلامية رشا مرعي على قناة “فلسطيننا”، لتسرد تفاصيل تجربتها في سجون الاحتلال، مؤكدة على صمودها وعزيمتها رغم قسوة المحنة. واختارتها وزارة شؤون المرأة الفلسطينية لتكون “امرأة فلسطين” لعام ٢٠١٧، وذلك تكريماً لصبرها وقوتها في وجه الظروف الصعبة التي واجهتها خلال ثماني سنوات في المعتقلات.
عندما سُئلت عن حياتها قبل الاعتقال، قالت الجعابيص: “كنت طالبة في الكلية الأهلية في القدس، أدرس التربية الخاصة، وأعمل كمتطوعة مع المسنين في القدس، وكنت أماً حريصة على ابنها”. وأضافت أن يوم الحادثة غيّر حياتها بالكامل، حيث قالت: “كان ذلك اليوم بداية لمرحلة جديدة مليئة بالألم والمعاناة”.
تحدثت الجعابيص أيضًا عن معاناتها مع آثار الحروق الشديدة والإهمال الطبي داخل السجون، ووصفت اللحظات التي تعرضت فيها للتنكيل على يد قوات الاحتلال بعد الحادثة، قائلة: “رفضوا تغطية جسدي المحروق، وتعرضت للإهانة والاعتداء اللفظي والجسدي رغم إصابتي”.
وتطرقت الأسيرة المحررة إلى علاقتها بابنها معتصم، الذي عانى من البعد عنها طوال سنوات الأسر. وقالت: “كان يزورني ليمنحني القوة، واليوم نحن نتعرف على بعضنا من جديد”. وعن مستقبلها بعد الإفراج، أكدت الجعابيص أنها مستمرة في إيصال رسالة الأسرى ومعاناتهم، مضيفةً: “أعمل على نشر كتابات ورسومات تعبر عن تجربتي وتجربة الأسرى، وسأواصل النضال من أجل حقوقهم”.
وأشادت الجعابيص بالدور النضالي للأسيرة المناضلة خالدة جرار، التي ساعدتها وزميلاتها الأسيرات في متابعة التعليم داخل السجون، كما تحدثت عن ظروف الاعتقال القاسية، بما في ذلك الإهمال الطبي ونقص الرعاية الصحية، قائلةً: “الأطباء داخل السجون ليسوا متمرسين، بل يتعمدون تجاهل آلام الأسرى لتحقيق المزيد من الضغط النفسي والجسدي علينا”.
كما وجّهت الجعابيص رسالة إلى الشعب الفلسطيني وإلى الأسرى قائلةً: “نحن صامدون ومتماسكون، وأتمنى أن تصل رسالتي إلى كل ذي ضمير حي. علينا جميعاً أن نبقى أقوياء وأن ندعم بعضنا البعض رغم الألم”.
تأتي هذه المقابلة في ظل الجهود المتواصلة التي تبذلها قناة فلسطيننا من خلال تخصيص برنامج جبال المحامل لتسليط الضوء على معاناة الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وإبراز حجم التضحيات التي يقدمونها من أجل الحرية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها