ناقش المحلل السياسي عبد الكريم أبو عرقوب، في حلقة على قناة “فلسطيننا” مع الإعلامية مريم سليمان، تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان وغزة، مشيرًا إلى أن الاحتلال يسعى لفرض سياساته بالقوة وليس عبر التفاوض.
وأكد أبو عرقوب أن "الاحتلال لا يريد التفاوض بجدية، بل يسعى لفرض هيمنته وإملاء سياساته بقوة السلاح"، موضحًا أن تصعيده الأخير في لبنان وقطاع غزة يأتي في إطار استراتيجية تهدف إلى فرض نفسه كقوة مسيطرة على المنطقة. وأضاف، "الضحايا في هذه المجازر، سواء في لبنان أو غزة، هم غالبًا من المدنيين الذين يُستهدفون في منازلهم ومزارعهم، في ظل تجاهل الاحتلال لحقوق الإنسان".
ورأى المحلل أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يسعى لاستغلال العدوان الحالي لتعزيز موقفه الداخلي، مضيفًا: "نتنياهو يعتبر أن زيادة عدد الضحايا يُسجل له كانتصار أمام الجمهور الإسرائيلي، ويهدف من خلال ذلك إلى فرض نفسه على الساحة السياسية الداخلية كقائد حاسم".
وأشار أبو عرقوب إلى التأثير الأميركي في مسار هذا العدوان، قائلاً: "الإدارة الأمريكية الحالية مكبلة بالانتخابات، ولا يمكنها اتخاذ خطوات جدية لوقف إطلاق النار في ظل الوضع الانتخابي الحساس، مما يتيح لنتنياهو استغلال هذه النقطة لتحقيق أهدافه".
وعن تهجير الفلسطينيين في غزة، بيّن أبو عرقوب أن الاحتلال يهدف إلى "إعادة هندسة التوزيع السكاني في القطاع، وخاصة في شمال غزة، بهدف خلق بيئة طاردة للفلسطينيين"، في إشارة إلى محاولات الاحتلال تهجير سكان شمال القطاع ونقلهم إلى مناطق أخرى مكتظة.
وأكد أن هناك استهدافًا متعمدًا للاجئين الفلسطينيين، عبر الضغط على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بهدف تقليص خدماتها وتضييق الخناق على الفلسطينيين في الشتات، قائلاً: "إغلاق مكاتب الأونروا في القدس واستهدافها يأتي ضمن خطة لتجفيف نشاطها المتعلق باللاجئين، لإجبارهم على مواجهة ظروف معيشية قاسية".
وفي الختام، شدد أبو عرقوب على ضرورة التحرك الدولي لحماية الأونروا ومنع الاحتلال من تقويض دورها، قائلاً: "الاعتداء على الأونروا هو اعتداء على الشرعية الدولية، وعلى المجتمع الدولي أن يقف بحزم ضد هذه الانتهاكات".