في لقاء حواري على قناة “فلسطيننا”، أجرى الإعلامي يوسف الزريعي حوارًا شاملاً مع الكاتب والمحلل السياسي وعضو المجلسين الوطني والمركزي الفلسطيني الأستاذ هيثم زعيتر، للحديث حول آخر التطورات في القضية الفلسطينية وأبرز التحديات التي تواجه أبناء شعبنا في الداخل والخارج. وخلال اللقاء، استعرض زعيتر عددًا من القضايا الحساسة والمتعلقة بواقع العدوان على فلسطين، وكذلك أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان.
وفي حديثه عن العدوان على غزة والضفة، قال زعيتر: “العدوان الإسرائيلي هو حرب إبادة جماعية، حرب تهدف لمحو وجودنا الفلسطيني على الأرض”. وأوضح أن هناك خطة مدبرة لإجبار الفلسطينيين في قطاع غزة على التهجير القسري، مستذكرًا أن “أغلب أبناء القطاع هم لاجئون هجّروا عام ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين، واليوم الاحتلال يريد تهجيرهم مجددًا بنفس الأسلوب الوحشي”.
وأضاف زعيتر مشيرًا إلى المخاطر التي تمثلها السياسات الصهيونية على وحدة فلسطين: “الاحتلال يسعى لجعل الأراضي الفلسطينية خالية من الفلسطينيين، وهذه هي خطتهم الاستعمارية… القتل والتهجير والتدمير؛ كلها وسائل لتحقيق مشروع صهيوني عنصري”، مبرزًا أن قانون “القومية اليهودية” هو أكبر دليل على توجهات الاحتلال لتهويد الأرض وإلغاء الوجود الفلسطيني.
وعن التحركات السياسية والدبلوماسية الفلسطينية، أشاد زعيتر بمواقف الرئيس محمود عباس قائلاً: “الرئيس يقود معركة دبلوماسية من أجل الحفاظ على حقوقنا الوطنية، وهو صريح في رفض أي محاولة لفصل قطاع غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية”. وأضاف أن القيادة الفلسطينية تستمر في العمل الدؤوب لتحقيق العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، معتبرًا أن هذه الخطوة “ستكون علامة فارقة في نضالنا الوطني”.
كما أشار زعيتر إلى معارضة الرئيس عباس لما كان يسمى “صفقة القرن” ومحاولات إلغاء دور وكالة الأونروا، مؤكدًا: “هذا موقف صلب من القيادة الوطنية؛ لأن الأونروا تمثل حقوق اللاجئين، وأي مساس بها هو مساس بقضيتنا”.
وخلال الحديث، تطرق زعيتر إلى الأوضاع المعقدة للمخيمات الفلسطينية في لبنان، والتي تتعرض لمحاولات مستمرة للاستهداف وزعزعة الاستقرار. وقال: “المخيمات هي حصن لصمودنا الوطني، لكنها أيضًا مستهدفة، وهناك أطراف تسعى لزج المخيمات في صراعات لا ناقة لنا فيها ولا جمل”، موضحًا أن بعض الجهات تحاول استغلال وضع اللاجئين الفلسطينيين لتحقيق أهداف خاصة.
وأضاف زعيتر: “ما حدث في نهر البارد والبرج الشمالي وعين الحلوة وغيرهم من المخيمات هو جزء من سياسة ممنهجة لضرب النسيج الوطني الفلسطيني”، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على الوحدة الداخلية في مواجهة التحديات، مشيدًا بدور القيادة في لبنان وقوات الأمن الوطني في حماية المخيمات ومنع محاولات الفوضى.
وفي نهاية اللقاء، أثنى زعيتر على تضحيات المرأة الفلسطينية، قائلاً: “المرأة الفلسطينية ليست مجرد شريكة في النضال، بل هي أساس المقاومة الفلسطينية… هي التي تربي الأجيال وتثبت الهوية الفلسطينية”. واستذكر زعيتر أمثلة بارزة على نضال المرأة الفلسطينية مثل الشهيدة فاطمة البرناوي التي وصفها بأنها “أيقونة النضال النسائي الفلسطيني”.
هيثم زعيتر لفلسطيننا: المخيمات حصن الصمود الفلسطيني والاحتلال يهدف لمحو وجودنا
29-10-2024
مشاهدة: 296
إعلام حركة فتح - إقليم لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها