في تغطية خاصة على قناة "فلسطيننا" حول تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، استضافت الإعلامية مريم سليمان عبر الإنترنت الباحث في الشأن الفلسطيني والإسرائيلي الدكتور عبد المهدي مطاوع، حيث أشار إلى أن الاحتلال لا يسعى فقط لتدمير المقاومة الفلسطينية، بل يهدف إلى إعادة تشكيل الديموغرافيا الفلسطينية ضمن خطة تهجير ممنهجة.
وفي حديثه عن تصاعد العدوان الإسرائيلي، أوضح مطاوع أن "الأرقام المعلنة عن إصابات جنود الاحتلال تؤكد أن المجتمع الإسرائيلي شهد تغييرًا كبيرًا في تعامله مع عدد القتلى والمصابين"، معتبرًا أن هذا التغيير لا يقتصر على الجانب العسكري بل يمتد إلى التأثير الاقتصادي والاجتماعي بفعل طول مدة الحرب.
وأشار إلى أن نتنياهو يستغل هذا التصعيد لتعزيز بقائه السياسي، قائلاً: "نتنياهو يهدف من وراء الحرب إلى تحقيق ما يسميه ‘حرب الاستقلال الثانية’، فهو يسعى لتغيير الوضع الديموغرافي في غزة، وليس فقط تفكيك الفصائل كما يروج".
وفي سياق الحديث عن الملف اللبناني، أوضح مطاوع أن هناك تسريبات تشير إلى قطع شوط كبير نحو اتفاق محتمل بين الاحتلال ولبنان، يشمل تعديلات على القرار الأممي 1701، بما يمنح إسرائيل مرونة أكبر في التعامل مع الجنوب اللبناني، مشيرًا إلى أن "التعديلات المطلوبة تتضمن رقابة مشددة على الحدود والموانئ اللبنانية لمنع تهريب السلاح، وتوسيع مهام قوات اليونيفيل".
وتطرق الباحث إلى التواطؤ الأمريكي الذي يسمح للاحتلال بالمضي في هذه المخططات، قائلاً: "الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا على الساحة الإقليمية وتقدم الغطاء للاحتلال لتنفيذ أجنداته، سواء في غزة أو لبنان، حيث يساهم الدعم الأمريكي المستمر في إضعاف المقاومة وتوجيه الضغط على لبنان لتحقيق مكاسب إسرائيلية".
وأشار مطاوع إلى أن هذا الدعم والتواطؤ الأمريكي يهدف إلى مواجهة النفوذ الصيني والروسي المتنامي في الشرق الأوسط، مبينًا أن "أمريكا تدعم إسرائيل لتحقيق مصالحها في المنطقة، في إطار منافستها لمشروع ‘الحزام والطريق’ الصيني، وهذا يعزز وجود إسرائيل كقوة مهيمنة وظيفية في المنطقة".
واختتم الدكتور مطاوع حديثه مؤكدًا أن “نتنياهو لن يقبل بأي اتفاقات نهائية قبل معرفة نتائج الانتخابات الأمريكية القادمة"، موضحًا أن الاحتلال يترقب دعمًا أقوى من إدارة أمريكية قد تكون أكثر تعاطفًا مع مصالحه الاستراتيجية في المنطقة.