حوار/ امل خليفة

الاسير المحرر زياد ابو عين، وكيل وزارة الاسرى وعضو المجلس الثوري، قال في مقابلته معنا بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني أنه وجب علينا في مثل هذا اليوم اعتبار كل يوم من عمرنا الفلسطيني هو يوم اسير، نقدم له الوفاء ونواصل إثارة قضيته الى حين تحقيق حرية كل اسير. وايضا المطالبة ومطاردة السجان الاسرائيلي لما ارتكبه من جرائم بحق اسرانا"، مطالبا كافة المؤسسات الدولية بالتحرك العاجل من اجل انقاذهم "فلا يعقل ان ينشغل هذا المجتمع الدولي بشلعاد شاليط ويتناسى ان هناك مليون فلسطيني دخل السجون وأقبية التحقيق الاسرائيلية، وان هناك اكثر من ستة الاف اسير يعيشون تحت ظروف قاسية". ورأى أن المطلوب من كل الامة العربية ان تقف الى جانب هذا الاسير، وتعرف بأنه لولا نضال وكفاح هؤلاء المناضلين الذين تصدوا للاحتلال الاسرائيلي لاستبيحت العديد من العواصم العربية، وعلى كل مواطن يسير طليقا ان يعلم ان هؤلاء القابعين اسرى هم من أمّن له هذه الحرية ولهم النصيب من هذه الكرامة.

وعن الانجازات التي حققتها وزارة الاسرى خلال الفترة المنصرمة لرفع المعاناه عن السجين خاصة الظروف اليومية، أشار أبو العين الى أن وزارة شؤون الاسرى، وهي الوزارة الوحيدة من نوعها في العالم، موجودة لملاحقة السجان وتقديم الخدمات لأسرانا داخل السجون الاسرائيلية، موضحا أن وزارة الأسرى تعدّ الوزارة الثالثة في السلطة الوطنية من ناحية الأهمية والتكاليف المادية التي تقع على عاتق السلطة الوطنية. إذ تقوم الوزارة بمتابعة الأمور القانونية لكل أسير وإرسال المحامين وترتيب زيارات المحامين لمقابلة الأسرى داخل السجون. بالاضافة الى متابعة قضايا الأسرى من كافة النواحي في المحاكم وخاصة بعد إصدار الأحكام الجائرة عليهم،  والضغط على السجان لتحسين ظروف الاعتقال وتخفيف المعاناة عنهم.

 أما الجزء الآخر يتعلق بتقديم المعونات لاسر الشهداء، ان كانت مادية او عينية، فقد استطاعت وزارة الاسرى الحصول على الموافقة على مضاعفة رواتب الاسرى ليصبح الحد الادنى لراتب الاسير هو خمسمائة دولار، إضافة إلى صرف مئة دولار ما يسمى بالكانتين أي لتمكين الاسير من تحسين ظروفه من طعام او أي احتياجات يطلبها من السجان مقابل المال. وتمكنت وزارة الاسرى من رفع رواتب الاسرى الذين تجاوزت فترة سجنهم الثلاثين عاما الى ما يقارب ثلاثة الاف دولار شهريا، وهذه ليست منّة على الاسرى، بل حق لهم وواجب علينا. كما أعدت الوزارة برنامجا تأهيليا للاسرى المحررين، وتقارب الموازنة المرصودة لذلك اكثر من 10 ملايين دولار سنويا بتقديم التعليم او التدريب المهني. وتعتبر وزارة شؤون الاسرى نفسها نقابة لكل الاسرى الفلسطينيين لمتابعة اوضاعهم القانونية والصحية والتأهيلية والمادية.

وفي ختام حديثه، وجه أبو عين رسالة الى شعبنا الفلسطيني في لبنان والى الشعب اللبناني قائلا: "رسالتي الى شعبنا في لبنان والى الشعب اللبناني الذي  عانى واعتقل منه الآلاف في سجن انصار وغيرها من السجون، الشعب اللبناني هو الشعب الاكثر احساسا وادراكا ومعرفة بمعاناة الاسير الفلسطيني. ونحن لدينا تجربة تاريخية وكبيرة مع اسرى لبنانيين وعلى رأسهم سمير قنطار والعديد من الاسرى اللبنانيين داخل السجون الاسرائيلية، وهم يعرفون الكثير عن قسوة الجلاد وعن الثمن الباهظ الذي يدفعه الاسير الفلسطيني لمواجهة هذا السجان. ولان الشعب اللبناني هو الاقرب لقلوبنا فأنه يعي حجم المواجهة، ففلسطين حاضرة في عقول الشعب اللبناني كما هي في عقول الشعب الفلسطيني، الى ان يتحقق الحلم العربي في رؤية فلسطين عربية محررة ولبنان حرا".