في هذه التغطية المتواصلة للتطورات السياسية والميدانية لأحداث في قطاع غزة والضفة الغربية وكافة محافظات الوطن، أجرى الإعلامي يوسف الزريعي اتصالاً هاتفيًا عبر قناة فلسطيننا، مع لكاتب والمحلل السياسي وخبير العلاقات الدولية الدكتور أشرف عكة.
بدايةً أكَّد عكة، أنَّ الظروف تتجه نحو توقيع اتفاق لوقف الحرب في غزة، مدعومًا بمقترح مصري يتضمن هدنة مؤقتة تشمل تبادلًا للأسرى على مرحلتين. في المرحلة الأولى، يتم الإفراج عن 11 أسيرًا إسرائيليًا سواء من الأحياء أو اموات، مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين .
مشددًا، أنَّ هناك تطور في النقاش حول اليوم التالي وتشكيل لجنة لإدارة الشؤون المدنية في قطاع غزة لمدة ستة أشهر، تمهيدًا لعودة السلطة الفلسطينية لإدارة القطاع . رغم أنَّ مسألة سلاح حماس مؤجلة في هذه المرحلة، إلا أن هناك رغبة أميركية في التوصل إلى اتفاق شامل قبل نهاية الشهر الجاري، نظرًا لتداخل الملفات المتعلقة بوقف إطلاق النار، إدخال المساعدات، وتبادل الأسرى.
وتابع، في سياق المقترح المصري، الهدنة المؤقتة تهدف إلى تمهيد الطريق لمفاوضات المرحلة الثانية، مع تعهد أميركي بإلزام إسرائيل بالدخول في هذه المفاوضات. ومع ذلك، فإن استمرار الشروط والمواقف الحالية قد يشكل عائقًا حقيقيًا أمام التقدم في هذه الجهود.
وأكَّد في ظل التدهور الميداني والإنساني في قطاع غزة، يتزايد الإجماع الدولي والإقليمي على ضرورة إنهاء الحرب، مع التأكيد على استبعاد حركة حماس من المشهد السياسي وتسليم سلاحها، وعودة السلطة الفلسطينية لتوحيد المؤسسات وبناء نظام سياسي يفتح الطريق لمسار دبلوماسي نحو حل الدولتين.
وفي سياق متصل، أكَّد عكة، على أنَّ هناك نمط عام في العمل الوطني الفلسطيني، يتجلى في الحراك السياسي والدبلوماسي والقانوني، وفي بناء التحالفات وتعزيز العلاقات الدولية، وهو جهد يجب الاستمرار فيه. مشددًا بدنا نلامس ثمرة الجهود الدبلوماسية خاصة في اعتراف إسبانيا وإيرلندا وفرنسا بالدولة الفلسطينية، بالإضافة إلى الدعوات لعقد مؤتمر دولي، والحراك العربي الداعم لعملية السلام، وهذه جميعها تطورات مهمة.
لكن في المقابل، وعلى مستوى الحالة الوطنية الداخلية، خصوصًا في إطار منظمة التحرير، فإننا بحاجة إلى مقاربة جديدة تقوم على توحيد الصف الوطني، وصياغة برنامج واستراتيجية موحدة، تضع جميع القوى والفصائل الفلسطينية أمام مسؤولياتها الوطنية.
وشددا، على أننا اليوم أمام خيارًا مصيريًا أما أن نواصل تدمير شعبنا وتهجير من تبقّى في غزة، فنصبح لاجئين في أماكن مثل الأزرق والأنبار، وتزداد أعداد المخيمات والشتات، أو أن نصمد في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها العالم.
وختم حديثه مؤكدًا: "المرحلة المقبلة تتطلب دقة شديدة في الخيارات والقرارات، كما تتطلب الابتعاد عن التخوين والمزايدات، لأنَّ التحديات أكبر من الحسابات الضيقة، والمسؤولية تقع على عاتق الجميع".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها