في مشهد وطني مؤثّر، شهدت مقبرة صبرا وشاتيلا في بيروت صباح اليوم الجمعة 18 نيسان 2025، زيارة تاريخية لوزير الزراعة في دولة فلسطين الأستاذ البروفيسور رزق بشير سليمية، الذي وصل من أرض الوطن حاملًا معه عبق فلسطين وترابها، ليزرع بذور الوفاء في أرض ارتوت بدماء الشهداء، ويجدد العهد مع تضحياتهم الخالدة.
الزيارة التي عكست رمزية وطنية عميقة، بدأت بوقفة وفاء أمام أضرحة شهداء المجزرة، بحضور نائب أمين سر حركة “فتح”- إقليم لبنان ومسؤول اللجان الشعبية ومشرف منطقة بيروت الدكتور سرحان، ومسؤول حماية التنظيم في منطقة بيروت الأخ شادي الفار، إلى جانب أمناء سر الشعب الثلاث في بيروت: الإخوة أيمن حسين، عمر غضبان، وفادي حليمة، بالإضافة إلى عدد من أعضاء الشعب وحشد من أبناء شعبنا.
استُهلت الوقفة بكلمة للدكتور سرحان، رحّب خلالها بالحضور، مؤكدًا أنَّ صبرا وشاتيلا ستبقى شاهدًا أبديًا على بشاعة المجزرة، وعلى صمود شعبٍ لم تنكسر إرادته رغم الألم، معتبرًا أنَّ دماء الشهداء ستظل منارةً تهدي الأجيال نحو درب الحرية والاستقلال.
وقد قرأ الحضور سورة الفاتحة على أرواح الشهداء، تلاها وضع إكليل من الزهر على ضريحهم، قام به الوزير سليمية إلى جانب الدكتور سرحان والأخ شادي الفار، في لحظة خاشعة بدت فيها الأرض وكأنها تستحضر أرواح من ارتقوا فوق ترابها.
وفي كلمة وجدانية، قال الوزير الفلسطيني: “صبرا وشاتيلا ليست مجرّد مقبرة، بل ذاكرة حيّة تروي حكاية وطن. أنتم جزء أصيل من نسيج الشعب الفلسطيني الواحد، ووجودي بينكم اليوم هو رسالة وحدة ووفاء وامتنان"، ونقل سليمية خلال كلمته تحيات دولة رئيس الوزراء الدكتور محمد مصطفى إلى أبناء شعبنا في لبنان.
واختتم الوزير زيارته بجولة إلى مقر منطقة بيروت في مخيم مار إلياس، حيث التقى بقيادة المنطقة وفي مقدمتهم الدكتور سرحان والأخ شادي الفار، وعضوَي لجنة إقليم لبنان الأخ علي خليفة، والأخت زينة عبد الصمد. وقد استمع خلال اللقاء إلى شرح مفصل حول أوضاع المخيم ومستجدات الساحة الفلسطينية في لبنان، مؤكدًا على أهمية تعزيز التواصل والتكامل بين أبناء الوطن في الداخل والشتات، بما يعزز صمودهم ويحفظ حقوقهم الوطنية المشروعة.
وتأتي هذه الزيارة لتؤكد مجددًا أنَّ الشعب الفلسطيني، رغم الجراح والشتات، يواصل السير على درب النضال، متمسكًا بثوابته، ومؤمنًا بأنَّ فجر الحرية آتٍ لا محالة، وأنَّ الوفاء للشهداء سيبقى عنوان كل فلسطيني حر.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها