في هذه التغطية للتطورات السياسية والمدنية لما يتعلق بالضفة الغربية وقطاع غزة، ومستجدات الحالة السياسية الفلسطينية. أجرى الإعلامي يوسف الزريعي مكالمة هاتفية عبر قناة فلسطيننا، مع مدير المركز الدولي للاستشارات، السيد وديع أبو نصار
بدايةً أكَّد نصار، أنَّ من الواضح للجميع، بما فيهم جهات إسرائيلية متعددة والولايات المتحدة، أنَّ بنيامين نتنياهو يشكّل العائق الأساسي أمام إنهاء الحرب. فمنذ ديسمبر 2023، وهو يعرقل أي جهود حقيقية لوقفها، لأنه يدرك أنَّ إنهاء الحرب سينعكس سلباً عليه شخصياً وسياسياً. ولذلك، يصرّ على استمرار الحرب، ويتصرف وكأن إسرائيل ملكية خاصة له.
وتابع، منذ يناير الماضي، لجأ نتنياهو إلى الاحتماء بالموقف الأميركي، خاصةً في ظل إدارة دونالد ترامب، رغم أن الإدارة السابقة لم تختلف كثيراً. وبهذا يتجاهل جميع الضغوط الدولية والداخلية. كما أنَّ معظم تصريحات اليمين المتطرف الإسرائيلي جاءت مناهِضة للموقف الفرنسي، الذي أبدى استعداداً للاعتراف بدولة فلسطينية.
وأضاف، إذا تمكّن نتنياهو من إقصاء رئيس المخابرات، وتهميش المحكمة العليا، ومنع تشكيل لجنة تحقيق رسمية، وسيطر على مفاصل الدولة، فحينها فقط قد يعتبر إنهاء الحرب على غزة خيارًا ممكنًا بالنسبة له. وبتالي، حالياً يواصل نتنياهو الهروب إلى الأمام، لأن استمرار الحرب يمنحه وقتًا ليس فقط لمهاجمة الفلسطينيين، بل أيضاً لتصفية مؤسسات الدولة الإسرائيلية لضمان منصبه السياسي.
وشددا، على أنَّ الغالبية العظمى من الإسرائيليين لا تدعم نتنياهو، لكنها مشتتة وغير منظمة، والمعارضة ضعيفة وهشة. أما النظام السياسي الائتلافي، فيمنح الأحزاب اليمينية نفوذاً واسعاً، يدفعها للحفاظ على بقاء نتنياهو لأنه يخدم مصالحها، سواء في التوسع الاستيطاني أو في التحكم بالموارد المالية للدولة. وفي ظل غياب ضغط الجاد العربي، الإسلامي، والدولي يواصل نتنياهو تنفيذ سياساته دون رادع حقيقي، مستغلاً حالة الشلل في الموقف الدولي.
وختم حديثه قائلاً: "إنَّ الإدارة الأميركية كانت تدرك عيوب نتنياهو، لكنها في الوقت نفسه أرادت منحه المزيد من الوقت، على أمل أن يتمكن من القضاء على أكبر عدد ممكن من قادة ومقاتلي حماس. ومع ذلك، بدأت بعض المؤشرات تدل على أنَّ واشنطن باتت تعي أنَّ أكثر من عام ونصف من الحرب في غزة لم يحقق أهداف الحرب، فرغم القتل والدمار الهائل، لم تسطيع اعادة الرهائن، ولم تُقضي على حركة حماس".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها