أصدر الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين يوم الإثنين، بيانًا في الذكرى العاشرة على رحيل سادن القلم الفلسطيني علي الخليلي، جاء فيه:
" عابرة في غيابها العاشر تلك السنوات التي خلت بعد عرش حضوره البديع، ولم تنل بطول أظافرها المأزومة بالعنت، والضجيج المركب من توقفنا أمام أيامه بذاكرة من حديد، وهو الشاعر، والروائي، والباحث، والمناضل، والأمين العام الأسبق للاتحاد، علي الخليلي الذي ولد من إكليل ياسمين في حارات نابلس العتيقة، استطاع أن يحمل الضوء الملاذ للعقل البشري، فيمسك الخيط القوي بين الإنسان والانتماء."
وأضاف البيان "عشر سنوات وعلي الخليلي في غيابه القدري، لم يزل يكنس الغبش عن ممرات عقولنا، ويزرع البسمات على هيئة أشجار زينة تدلنا على الحياة بجمالياتها المتقنة، تدلنا على دروب الحرية للخلاص من كتلة التاريخ الورم السوداء التي كبرت في الوطن فنهبت منه عافيته، وسلبته خيرة أيامه، وكان علي الخليلي واحدًا من الذين مهدوا لعمر خالٍ من الاحتلال، بقلم بديع، وعقل منير، وجهود من فولاذ."
وتابع البيان "عاش علي الخليلي على مبدأ أن الحياة بدون حرية، حياة ناقصة، عليلة، تستحق أن يغير أهلها حالها، ويصوبوا مساراتها، ويقيموا أحلامها مقام الخلاص. ولن تغيب سنواتها التي رفعت لواء التقدم نحو بيادر المنتظرين لعودة الحقيقة، وتدثرها في خمائل الأمنيات العتيقة، فلم تكن نابلس منفردة بانشغاله، بل كان الوطن الجريح في كل مكوناته، وترابه، ونسوره، وحجَله، وأمواج بحره، ورؤوس جباله كل انشغالاته اليومية، يرتب صدره شراعًا لرسالته المبدعة، ويجهز عقله لاستيعاب الأزمات، وتراكيب الشجون، فكان أولى بالذكر الطيب من أعواد يابسة، شربت ينابيع السهول من يد غير اليد الطاهرة".
وختم الاتحاد العام للكتاب بيانه بالقول: "عاش ورحل علي الخليلي، وفلسطين ترفرف بأجنحتها البيضاء في خياله، ولم يترك للحظة سماءها الزرقاء على شمعة الهوامش، بل كانت عين الشمس تحرسها، لجريان الزمن مع الغزاة إلى النسيان، وعودة الزمن مع أهله المستحقين إلى ربوع الوطن الكبير، ولتمامه فيض أرواح لا تبخل على ذرة رمل ذهبية تغازل نورسًا ينتظر سجادة المدى، وافتراشها للعائدين من شتات وجراح فتحها المحتل الغاشم".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها