خُذني إلى حيثُ تهمسُ الجُذورُ للتراب ..
إلى أولِ خُطوةٍ نبتَت من قدَمِ جَدِّي ..
حيثُ سَجَدتِ الشَّمسُ ..
على عَتباتِ بَيتِنا الطيني ..
حيثُ وُلِدَ الحنينُ من رَحِمِ الغياب ...
***
خُذني هناك ..
إلى نَفَسِ الأمِّ المخضَّبِ بالبُكاءِ على الغُربة ..
إلى قَمحَةٍ تسلَّقت كفَّ أبي ...
إلى الرغيفِ الذي كان يُوزّعُ الدفءَ والكرامة...
***
خُذني حيثُ الزَّعترُ يُقيمُ صلاةَ العودة ...
حيثُ العصافيرُ ما زالت تحفظُ اسمي ..
تُنشدُ لي كلَّ فَجرٍ ...
نشيدَ الحياةِ المُعلَّقَ ..
في حنجرةِ وطنٍ مقموع ...
***
يا زمناً مَصلوباً على خرائطِ النفي ...
كُفَّ عن الجريان ...
قِف على بابِ قلبي لحظةً ...
علَّك تسمعُ صوتَ طفلٍ ...
يصرخُ من جَوفِ خيمةٍ: "هُنا بيتي...!"
***
يا جُرحَ الوقت ..
كفى نَزفَ أعمارِنا في مَنافي الأملِ المكسور ..
كفى ذَرفَ الزَّيتونِ دُموعَه ..
كفى دَفنَ القصائدِ في طيّاتِ المفاتيحِ الصَّدئة...!
***
روحي هناك ..
مُعلَّقةٌ على شُرفةِ الذكرى ...
تَرنُو إلى قُبَّةٍ، إلى كنيسةٍ، إلى مئذنة ...
إلى صوتِ أذانٍ تاهَ بين جدرانِ الغياب ....!
***
خُذني إلى هناك ...
إلى حيثُ البداياتُ لا تموت ...
إلى حيثُ الوطنُ ليسَ نشرةَ أخبار ...
بل رائحةُ خُبزٍ ...
وصوتُ أُمٍّ تناديني باسمي الأول ..
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها