بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الأربعاء 16- 4- 2025
*رئاسة
سيادة الرئيس يهاتف العاهل الأردني ويؤكد تضامنه مع المملكة في مواجهة المخططات الإرهابية
هاتف سيادة الرئيس محمود عباس، اليوم الأربعاء، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
وأكد الرئيس خلال الاتصال الهاتفي، تضامنه ووقوفه إلى جانب المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة ملكًا وحكومة وشعبًا في مواجهة المخططات الإرهابية التي تهدف إلى المساس بالأمن الوطني الأردني وإثارة الفوضى.
وجدد سيادته التأكيد، أن من يحاول استهداف الأردن وإضعافه إنما يستهدف فلسطين وإضعافها، وزعزعة الاستقرار في المنطقة برمتها.
*فلسطينيات
"مقاومة الجدار": الاحتلال يخطط لإقامة حي استعماري جديد على أراضي محافظتي قلقيلية وسلفيت
قالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان: إن دولة الاحتلال تُسرّع وتيرة عمليات التوسعة الاستعمارية بشكل غير مسبوق، ليس على صعيد توسعة المستعمرات وإضافة وحدات ومبانٍ جديدة داخلها، بل على صعيد إنشاء أحياء استعمارية تبتعد عن نطاق المستعمرة الأساس.
وأضاف رئيس الهيئة الوزير مؤيد شعبان، في بيان، صدر اليوم الأربعاء: أن سلطات الاحتلال زادت في الفترة الماضية وتيرة إنشاء هذه الأحياء، التي تقضم المزيد من أراضي المواطنين. وأوضح أن الخرائط المرفقة مع المخططات الهيكلية الواردة والتي تعمل طواقم الهيئة على تحليلها وتوثيقها، أشارت إلى نية دولة الاحتلال إحداث عملية توسعة على مستعمرة "عيتس أفرايم" المقامة على أراضي المواطنين في قريتي مسحة في محافظة سلفيت، وسنيريا في محافظة قلقيلية، من خلال إيداع مخطط هيكلي يهدف إلى إنشاء حي جديد يعود للمستعمرة لأغراض بناء 192 وحدة استعمارية جديدة على مساحة 32 دونماً، من خلال المخطط الهيكلي الذي حمل الرقم (יוש/ 1/ 6/ 126).
وأضاف: أن الجهات التخطيطية في دولة الاحتلال درست في شهر آذار الماضي، 45 مخططا هيكليا لصالح مستعمرات الضفة الغربية بما فيها القدس (داخل حدود البلدية وخارجها)، صادقت على 16 مخططا هيكليا منها، في حين أودعت 29 مخططًا هيكليًا آخر.
ونوه إلى أن مخططات شهر آذار استهدفت ما مجموعه 3280 من أراضي المواطنين.
*مواقف "م.ت.ف"
المجلس الوطني في ذكرى استشهاد القائد خليل الوزير "أبو جهاد": شعبنا سيواصل الدفاع عن أرضه مستلهما من تاريخه القوة والعزيمة
قال المجلس الوطني الفلسطيني: "إن القائد خليل الوزير "أبو جهاد" نائب القائد العام لقوات الثورة، مهندس الانتفاضة الأولى، سيظل رمزا للمقاومة الفلسطينية النقية".
وأكد المجلس الوطني، في بيان، صدر عنه اليوم الأربعاء، بمناسبة الذكرى الـ37 لاستشهاد "أبو جهاد"، أن شعبنا سيواصل الدفاع عن أرضه، مستلهما من تاريخه القوة والعزيمة حتى نيل الحرية والاستقلال.
واستذكر "أبو جهاد"، قائلا: اليوم لا لنرثي رحيله فحسب، بل لنجدد العهد بالسير على خطاه في وقت تمر فيه القضية الفلسطينية بأخطر مراحلها حيث حرب الإبادة والتهجير القسري، وتهويد القدس، والضفة الغربية، والمجازر اليومية التي تُرتكب بحق شعبنا، وسط صمت دولي مخزٍ وتخاذل أممي مريب.
وأشار إلى أن هذه الذكرى تتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني الذي يُجسد تضحيات آلاف الأسرى في سجون الاحتلال، الذين يسيرون على نهج أبو جهاد ويجسدون إرادة الصمود خلف القضبان.
*عربي دولي
أطباء بلا حدود: غزة أصبحت "مقبرة جماعية" للفلسطينيين ومن يساعدونهم
قالت منظمة "أطباء بلا حدود": إن قطاع غزة أصبح "مقبرة جماعية للفلسطينيين وللذين يهبّون لمساعدتهم" جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
وقالت المنظمة في بيان صادر عنها، اليوم الأربعاء: إن "سلسلة من الهجمات القاتلة التي شنتها القوات الإسرائيلية شهدت تجاهلًا صارخًا لسلامة العاملين في المجال الإنساني والطبي في غزة".
ودعت، سلطات الاحتلال إلى رفع حصارها اللاإنساني والقاتل، وحماية أرواح المواطنين، والعاملين في المجال الإنساني والطبي.
وقالت منسقة الطوارئ مع أطباء بلا حدود في غزة، أماند بيزرول: "تحوّلت غزة إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين والقادمين لمساعدتهم، إذ نشهد وبشكل مباشر التدمير والتهجير القسري لجميع السكان في غزة. وفي ظل غياب أي مأمن للفلسطينيين أو من يحاولون مساعدتهم، تعاني الاستجابة الإنسانية بشدة تحت وطأة انعدام الأمن والنقص الحاد في الإمدادات، ما يترك للناس خيارات قليلة، إن وُجدت، للحصول على الرعاية".
وبحسب للأمم المتحدة، استشهد ما لا يقل عن 409 عمّال إغاثة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومعظمهم من موظفي الأونروا، أبرز مزودي المساعدات الإنسانية في غزة، فيما استشهد أحد عشر من من منظمة أطباء بلا حدود منذ بداية الحرب، ومنهم من استشهدوا أثناء تأدية عملهم، وقد استشهد اثنان خلال الأسبوعين الماضيين فقط.
وتابعت المنظمة: "في أحدث الهجمات الوحشية التي شنتها القوات الإسرائيلية على عمال الإغاثة، عُثر على جثث 15 مسعفًا وسيارات إسعافهم في مقبرة جماعية في 30 مارس/آذار في رفح، جنوب غزة. قتلت القوات الإسرائيلية هذه المجموعة أثناء محاولتها مساعدة المدنيين العالقين في دائرة القصف في 23 مارس/آذار. وقد أظهرت الأدلة الجديدة والمتداولة علنًا أن العمال ومركباتهم كانوا يحملون شارات واضحة ويسهل التعرف عليهم، ما يدحض الادعاءات الأولية التي قدمتها السلطات الإسرائيلية."
بدورها قالت المديرة العامة لأطباء بلا حدود فرنسا، كلير ماغون، "يظهر هذا القتل المروّع لعمال الإغاثة مثالًا آخر على تجاهل القوات الإسرائيلية التام لحماية العاملين في المجال الإنساني والطبي، كما أن صمت أقرب حلفاء إسرائيل ودعمهم غير المشروط يشجع هذه الأعمال أكثر".
وأضافت: "التحقيقات الدولية والمستقلة هي وحدها القادرة على تسليط الضوء على ملابسات هذه الاعتداءات على عمال الإغاثة، والمسؤوليات المترتبة عليها.
وتابعت ماغون: أطباء بلا حدود قد شهدت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية عدة حوادث قُتل فيها عاملون في المجال الإنساني والطبي، ويمثل تنسيق التحركات الإنسانية مع السلطات الإسرائيلية، والمعروف بنظام الإخطار الإنساني، آلية قاصرة بالأصل، والآن لم يعد الاعتماد عليها ممكنًا وهي بالكاد توفّر أي ضمانات للحماية فقد تعرضت المواقع المبلّغ عنها للقذائف أو الرصاص، والتي أخبر العاملون في المجال الإنساني إسرائيل عن وجودهم فيها، مثل المرافق الصحية التي نعمل فيها، والمجمعات التابعة للجهات الفاعلة بالعمل الإنساني، ومكاتب أطباء بلا حدود وبيوت ضيافتها، وقد تعرضت المناطق القريبة من المرافق الصحية للقصف والقتال وأوامر الإخلاء.
وأشارت إلى أن فرق أطباء بلا حدود اضطرت إلى مغادرة الكثير من المرافق، في حين تواصل مرافق أخرى عملها مع وجود كوادر ومرضى محاصرين في الداخل وغير قادرين على المغادرة بأمان لساعات طويلة.
وقالت: إنه منذ 18 مارس/آذار، لم تتمكن أطباء بلا حدود من العودة إلى المستشفى الإندونيسي في شمال غزة، حيث كان مقررًا أن تبدأ فرقنا بتقديم الرعاية الصحية للأطفال، لكنها اضطرت إلى الفرار من المستشفى الميداني الذي أقيم بجوار المجمع. كما عُلّق عمل عيادات أطباء بلا حدود المتنقلة في شمال غزة. أما في الجنوب، فلم تتمكن فرق المنظمة من العودة إلى عيادة الشابورة في رفح.
وأردفت ماغون: أدى الحصار الكامل على غزة إلى استنزاف مخزون الغذاء والوقود والأدوية، حيث تواجه أطباء بلا حدود بالتحديد نقصًا في الأدوية لعلاج الآلام والأمراض المزمنة والمضادات الحيوية والمواد الجراحية الضرورية، وسيؤدي عدم تعبئة الوقود في جميع أنحاء القطاع إلى وقف حتمي للأنشطة، إذ تعتمد المستشفيات على مولدات الكهرباء لإبقاء المرضى ذوي الحالات الحرجة على قيد الحياة وإجراء العمليات الجراحية المنقذة للحياة.
وأضافت: "تعمدت السلطات الإسرائيلية منع جميع المساعدات من دخول غزة لأكثر من شهر، وأُجبر العاملون في المجال الإنساني على مشاهدة الناس وهم يعانون ويموتون، بينما يتحملون هم العبء المستحيل والمتمثل بتقديم الإغاثة بإمدادات مستنفدة، فيما هم أنفسهم يواجهون نفس الظروف المهددة للحياة، ومن المستحيل أن يتمكنوا من تنفيذ مهمتهم في ظل هذه الظروف. هذا ليس فشلًا إنسانيًا، بل هو خيار سياسي، واعتداء متعمد على قدرة الشعب على البقاء على قيد الحياة، وهو اعتداء يُنفّذ دون عقاب".
ودعت "أطباء بلا حدود"، سلطات الاحتلال لإنهاء عقابها الجماعي بحق للفلسطينيين، والضغط عليها من أجل التوقف عن تدمير حياة المواطنين في قطاع غزة.
*إسرائيليات
تصاعد التوتر الداخلي الإسرائيلي بسبب عدم مشاركة "الشاباك" في جولة نتنياهو في غزة
كشف الإعلام الإسرائيلي، اليوم الأربعاء 2025/04/16، عن تصاعد التوتر في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وخروج عن الإجراءات، وذلك بسبب عدم دعوة أي ممثل من "الشاباك" الإسرائيلي، للمشاركة في جولة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في قطاع غزة، أمس الثلاثاء.
ووصف الصحافي شمعون كاتس، في تقرير لراديو "كول حي" الإسرائيلي، أنّ ما حصل هو "خروج عن الإجراءات"، مشيرًا إلى أنه في جميع الجولات السابقة في غزة منذ بداية الحرب، كان يحضر دائمًا في الجولة ممثل عن "الشاباك".
وأشار إلى أنّ التوتر بين المستوى السياسي ورئيس "الشاباك" رونين بار، وصل إلى ذروة جديدة، معتبرًا أنها "خطوة غير عادية".
ووفقًا للتقرير، يُعد هذا "خروجًا مهمًا عن الإجراءات"، لأنه في جميع جولات نتنياهو السابقة في غزة منذ بداية الحرب، كان هناك دائمًا ممثل عن "الشاباك" مسؤول عن القطاع، وكان دوره تقديم استعراض استخباري على الأرض، إلى جانب ضباط الجيش الإسرائيلي، لكن هذه المرة، اختار مكتب نتنياهو عدم دعوة أي ممثل عن المنظمة.
ومن جهته، زعم مكتب نتنياهو، أنّ "الزيارة عسكرية وليست زيارة الشاباك".
تأتي هذه التطورات، بعدما أعلن رئيس"الشاباك" رونين بار، الإثنين الماضي، نيّته الاستقالة خلال أسابيع قليلة، وسط الضجة المتصاعدة حول إقالته من قبل حكومة الاحتلال.
*أخبار فلسطين في لبنان
ندوةٌ تكريميةٌ في الذِّكرى السَّابعة والثّلاثين لاغتيال الشَّهيد القائد "أبو جهاد الوزير" في بيروت
نظَّمت منطقة بيروت- شعبة بيروت الغربية ندوةً تكريميةً في الذِّكرى السَّابعة والثّلاثين لاغتيال الشَّهيد القائد خليل الوزير "أبو جهاد"، وذلك في مقر اللجان الشعبية في مخيم مارالياس، يوم الثلاثاء 15-4-2025.
بدايةً تمّ الوقوف دقيقة صمت، ثم قراءة سورة الفاتحة عن أرواح الشهداء، وذلك بحضور نائب أمين سر حركة "فتح" -إقليم لبنان مسؤول اللجان الشعبية في لبنان ومشرف منطقة بيروت الأخ الدكتور سرحان، إلى جانب الأخ المناضل بهاء شاتيلا، واللواء فيصل فرحات، وأمين سر شعبة بيروت الغربية الأخ أيمن حسين، والأخ ناصر الأسعد.
وألقى أمين سر شعبة بيروت الغربية الأخ أيمن حسين كلمة ترحيبية، تلاه كلمة للأخ بهاء شاتيلا الذي أضاء على مسيرة "أمير الشهداء أبو جهاد"، مستعرضًا أدواره النضالية والإنسانية.
ووصف شاتيلا، الشهيد القائد أبو جهاد، بأنه "رجل ميداني لا يعرف الجلوس خلف المكاتب، بل كان دائمًا في الخطوط الأمامية، رجل التفاصيل وصمام الأمان الحقيقي للثورة الفلسطينية". حيث شغل الشهيد عدة مناصب، منها نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، ومسؤول التعبئة والتنظيم، ثم الإعلام.
كما تطرّق إلى دوره المحوري في تنظيم "القطاع الغربي"، مشيرًا إلى صعوبة ودقة المهمة، نظرًا لحساسية العمل داخل الأرض المحتلة، حيث لم يكن يمر أسبوع دون تنفيذ عملية فدائية.
وأشار شاتيلا، إلى أنَّ الشهيد قاد انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وأقام في عمّان حتى أواخر العام 1987 حين تم إبعاده.
وأوضح أنَّ من أبرز أسباب اغتياله نجاح الانتفاضة، إضافةً إلى "عملية ديمونا" التي اعتبرتها إسرائيل تجاوزًا للخطوط الحمراء.
وتابع: "لقد نُفذت عملية اغتياله في تونس، واعتُبرت من أكبر العمليات التي نفذها الاحتلال، بمشاركة أكثر من 300 عنصر من الاستخبارات والقوات الخاصة البرية والبحرية والجوية".
كما استُعرضت أبرز العمليات التي خطط لها الشهيد أبو جهاد:
1. تفجير خزان زوهر عام 1955، وكان عمره 19 عامًا.
2. عملية عيلبون.
3. عملية فندق "سافوي" عام 1975.
4. عملية الشهيدة دلال المغربي عام 1978.
5. قصف ميناء إيلات عام 1979.
6. قصف المستوطنات الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 1981.
7. أسر ثمانية جنود إسرائيليين في منطقة الجبل عام 1982، ومبادلتهم بـ5000 معتقل فلسطيني ولبناني.
8. عملية ديمونا.
9. اغتيال كبير خبراء المتفجرات في نابلس عام 1997.
من جهته، تحدث الدكتور سرحان عن تجربته الشخصية مع الشهيد في تونس، ناقلًا توصياته بعدم تنفيذ أي خطوة قد تُعرّض المدنيين أو المقاومين للخطر.
وأشاد بجانبه الإنساني، إذ كان يرفض إيذاء المدنيين، كما أَوْلى اهتمامًا بالغًا بالطلاب، وساهم في تحويل كتيبة الجرمق إلى كتيبة طلابية.
واختُتمت الندوة بكلمة للأخ ناصر الأسعد، شدد فيها على أهمية نقل الذاكرة الوطنية وتوريث الأيديولوجيا والنضال للأجيال القادمة، مؤكدًا أنَّ القضية الفلسطينية ستبقى حيّة في الوجدان الوطني.
وعقب الندوة، أقيمت وقفة تضامنية بمناسبة "يوم الأسير الفلسطيني"، حيث أُلقيت كلمتين بالمناسبة لكل من الأخ أيمن حسين، والدكتور سرحان، أكَّدا خلالها على صمود الأسرى في وجه الاحتلال، وضرورة مواصلة النضال من أجل حريتهم، معتبرين أنَّ قضية الأسرى هي جوهر النضال الوطني الفلسطيني، وأنَّ الوفاء لهم هو وفاء لفلسطين بأكملها.
*آراء
تخريفات حمساوية/ بقلم: محمود أبو الهيجاء
ما ثمّةَ كلماتٌ بوسعها أن تصف الواقع الذي بات عليه قطاع غزة، الخراب ليس شاملاً فحسب، بل مقيم على نحو أحجية لا حلّ لها، ومتاهات لا مخرج منها. وأهل القطاع حيارى لا يعرفون ماذا عليهم أن يفعلوا بهذا الخراب، فيما المجاعة تلاحقهم، والعطش يطاردهم، كمثل ما تلاحقهم، وتطاردهم، طائرات الحرب الإسرائيلية.
لم يعد حتى الحلم ممكنًا، فليس لجسد متخم بالجراح، القدرة على الحلم فحسب، بل ليس له القدرة على النوم أساسًا، والعيون هناك جفت مآقيها، وبات البكاء، بكاء القلب لا سواه، على أحبة زهقت حرب فاشية أرواحهم، بلا أي رحمة، ولا أي تحسب، ولا أي ثمن.
هذا الواقع الذي بات عليه قطاع غزة، لا يريد أحد من قيادات حركة "حماس" الاعتراف بحقيقته، بل إن (خطيبها المفوه) خالد مشعل، صاحب مصطلح "الخسائر التكتيكية" يحاول أن يغطي على هذا الواقع، بمنجزات عالمية، حققها هجوم السابع من اكتوبر 2023، فهذا الهجوم حسب خالد مشعل، في لقاء متلفز مع فضائية "صدى البلد" المصرية، استفادت منه روسيا، لأنه صرف الأميركان عنها، وعن أوكرانيا، وأن هذا الهجوم سيدرس في كليات العلوم العسكرية، والصين رأت فيه نموذجًا مبهرًا، بل إن الصينيين، والحديث هنا ما زال لخالد مشعل، يفكرون بخطوة كيف يفعلون مع "تايوان" ما فعلته "حماس" في السابع من أكتوبر.
على هذا النحو، وبمثل هذه الثرثرة، تواصل "حماس" نكرانها للواقع، وما زالت تحلق في فضاء أوهامها المحمومة، حيث السابع من أكتوبر يقدم دروسًا وانجازات للعالم، لكنها لا ترى البتة أن هذا الهجوم قد أعاد الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة، ولم يفعل شيئًا للقطاع سوى المذبحة والخراب، بعد أن شكل الذريعة لإسرائيل اليمين العنصري المتطرف، لكي تشعل نيران حربها الفاشية ضد فلسطين بأسرها.
بين النكران والأوهام، وبين الواقع والحقيقة، تتمايل سفينة حماس المخروقة في بحر التفاوض، وحتى اللحظة لا تعرف على أي بر يمكن لها أن ترسو، فبعد أن كانت قد أعلنت استعدادها التخلي عن "سلاح المقاومة" كما تصف سلاحها، في محادثاتها اليتيمة، مع مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الرهائن "آدم بوهلر" عادت اليوم لتعلن حسب تصريح للقيادي الحمساوي طاهر النونو، أن هذا السلاح ليس مطروحًا للتفاوض، والواقع أن هذا السلاح غير مطروح للنقاش فعلاً، باعتبار أنه بات منزوعًا كتحصيل حاصل، فقد بات عمليًا ليس ذا صلة، بالصفقة النهائية الكفيلة بوقف الحرب، وإعادة إعمار قطاع غزة المكلوم، حيث أن حماس بقضها وقضيضها المسلح، في الحل النهائي، وبعد وقف الحرب، لن تكون داخل إطار ما بات يعرف باليوم التالي، ولسبب في غاية الوضوح، أن إعادة الإعمار لقطاع غزة، لن تكون مع وجود حماس السلطوي المسلح في القطاع المكلوم.
هذه هي الحقيقة، وكلما توغلت حماس في نكرانها، كان هناك المزيد من الضحايا من أبناء شعبنا الفلسطيني، والمزيد من الخراب لمختلف بنياته، ومساكنه، وحقوله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها