تطورات سياسية وميدانية متلاحقة ومشهد خطير من المخططات التصفوية للقضية كلها ملفات تناقشها الإعلامية مريم سليمان في هذه التغطية المستمرة لمستجدات الأحداث، مع الباحث في العلوم السياسية والقانون الدولي د.رائد موسى، حيث أشار إلى أنَّ الأمم المتحدة هي التي صنعت إسرائيل ووصنعت إلى جانبها بنفس الوقت وكالة الغوث، وتابع، أنَّ وكالة الأونروا ستواجه إشكاليات بنشاطهم بسبب الإجراءات الإسرائيلية، لكنها تستطيع أن تستمر بالعمل في الأراضي الفلسطينية ولكن بمضايقات ومن غير الحصانة والامتيازات والحرية بالحركة وتنقل وكل ذاك سيؤثر على جودة وعدد الخدمات التي تقدمها وكالة الغوث للاجئين.

وشدد على أنَّ مشكلتنا هي سياسية لأن وكالة الغوث تمثل قضية اللاجئين وحق العودة، والهدف الإسرائيلي الأساسي من هذا القرار هو تحويل القضية الفلسطينية من سياسية إلى إنسانية.

وتابع،  وفقًا للقانون الدولي الخطوات العملية والسبل الممكنة لإجبار الاحتلال على التراجع عن هذا القرار علق موسى، وفقًا للمواثيق الموقعة على الجمعية العامة أن تصدر قرارًا وترفعه لمجلس الأمن ليصدر قرارًا ملزمًا لكيان الاحتلال أن يتقيد بالتزاماته كدولة عضو في الأمم المتحدة.

وأضاف، أنَّ الاحتلال يحاول تهجير أبناء شعبنا من خلال التدمير الممنهج للمخيمات وتدمير سبل الحياة لدفعهم نحو الهجرة خارج فلسطين، سبقها محاولات عديدة، ولكن شعبنا متمسك في أرضه رغم الدمار الشامل وظروف المأساوية. وتابع، أنَّ وكالة الغوث هي رمز من رموز السياسية لوجود قضية العودة، والميثاق والإعلان العالمي لحقوق الإنسان يقر بأن لكل إنسان الحق في العودة أو المغادرة واختيار محل إقامته داخل وطنه بحرية.

وحول قرار ترامب بتهجير أبناء شعبنا إلى مصر والأردن علق موسى، الآن يسعوا إلى تهجير طوعي وليس تهجير قصري، والحالة التي وصلت إليها قطاع غزة أثر حرب الإبادة الجماعية والتدمير الشامل بسبب حركة حماس وممارساتها العبثية، التي أدت إلى هذه الكارثة الإنسانية داخل القطاع، وهذه الحالة أوجدت مبرر قوي لاقتراح التهجير. مشددًا على أن المساعي نحو التغيير ديموغرافي لن تنجح، لأن شعبنا الفلسطيني وان وجد ملجأ مؤقت في الخارج سيبقى امتداده في وطنه.

وأضاف،  أنَّ المواطن فلسطيني يتبع لدولة فلسطين على حدود ال 67، لذلك من حقه إن لم يجد فرص للحياة في قطاع غزة أن يلبي مصالحه في عمقه الوطني في الضفة الغربية، فمواصلة الحصار ومنع حرية الحركة بين محافظات الوطن الواحد هو استمرار لعملية الإبادة وإعدام سبل الحياة.

ختم حديثه قائلاً: "يجب مضاعفة الجهود الإغاثة لأهلنا في قطاع غزة، وتقوية التحالف الدولي الداعم لحقوق شعبنا، وإرسال بشكل سريع وفوري البيوت متنقلة ومساكن ومستوصفات ومستشفيات ميدانية، بالإضافة إلى الضغط على الاحتلال كي يتيح للمواطنين حقهم في حرية الحركة داخل وطنهم.