خطة الحسم كما يمسونها تنفذ بكل أساليب الإرهاب الإسرائيلي الذي يتصاعد في محافظات الضفة الغربية، عدوان على جنين يتواصل في مشهد متشابه في طولكرم مع ترقب للأيام المقبلة التي ستحمل معها المزيد من الممارسات التصفوية للقضية، هذه المستجدات ناقشتها الإعلامية مريم سليمان عبر قناة فلسطيننا بمقابلة خاصة مع الكاتب والمحلل السياسي وعضو مجلس الوطني الدكتور عبد الرحيم جاموس.
بدايةً أكَّد جاموس، أنَّ ما يجري في الضفة ليس جديدًا، وهو يأتي في سياق ما تسمى خطة الحسم مع شعبنا الذي كسر المشروع الصهيوني بصموده الأسطوري منذ أكثر من ستة وسبعين عامًا، وشدد، على أنه رغم الدعم المطلق للولايات المتحدة للاحتلال، إلا أنَّ الأخير يشعر أنه يعيش أزمة وجودية بسبب هذا التواجد الفلسطيني الصامد على أرضه التاريخية.
وتابع جاموس، أنَّ الاحتلال يريد أن ينهي مصطلح مخيم سواء في قطاع غزة أو في الضفة، فقد أزال مخيم جباليا من الوجود وهو أكبر المخيمات في الداخل والخارج، لأن كلمة لاجئ تشكل تهديدًا وجوديًا للاحتلال لذلك التصعيد في الضفة يستهدف المخيمات بالدرجة الأولى، وهذا الإرهاب من المرجح أن يمتد للقرى والمدن، ولكن لاستهداف المخيمات استراتيجية خاصة يمارسها الكيان عن وعي وإدارك لما يمثله المخيم للحركة الوطنية، وهو الشاهد على النكبة، لذلك الاحتلال يسعى لإخفاء هذه المعالم ويلغي كل مؤشر لحق العودة.
وفي سياق متصل، أكَّد أنَّ الاحتلال يعمل وفقًا لطلبات وأهداف المتطرف سموتريتش بتحويل محافظات الضفة كجباليا في غزة، في إطار استراتيجية الحسم، وهذا ما تنتهجه حكومة اليمين الصهيوني المزدوجة اليمين الديني والقومي في آن واحد، وهي اعتى حكومة يمينية في تاريخ الكيان الصهيويني، فقد وضعت هذه الاستراتيجية لنقل ما جرى في القطاع المحاصر لضفة الغربية.
وأشار جاموس، أنَّ العدوان على الضفة جاء بالتزامن مع الصفقة على غزة، وهذا يدل أنَّ نتنياهو قدم حزمة عود للمتطرف سموتريتيش في الضفة مقابل الموافقة على الصفقة،
وشدد جاموس، يجب أن يكون وقف إطلاق النار في غزة شامل وليس جزئي ومؤقت، كما ويجب إيقافه في الضفة، والتوحد تحت الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا منظمة التحرير فلسطينية، من أجل تمهيد الطريق لفتح أفق سياسي للحوار لإنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من حقه بتحقيق مصيره، وتمكين الدولة الفلسطينية من بسط سلطتها.
وفيما يتعلق بالمصادقات على خطط استيطان جديدة، علق جاموس، أنَّ هذا الاستيطان له خطورة بالغة على شعبنا ليس فقط على مستقبل الضفة، وتأتي في سياق خطة الحسم، واقتلاع شعبنا من أرضه، لكن شعبنا صامد وسيواصل صموده، ولم يسمح للاحتلال تحقيق سياسته الاستراتيجية.
وحول الحملة الشعواء ضد وكالة الأونروا كشاهد حي على النكبة، أكَّد جاموس على ضرورة مجابهة القرارات الإسرائيلية بحق الوكالة، والمنافية للاخلاق الدولية وللقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية، وعندما تم قبول عضوية الكيان في الأمم المتحدة كانت عضوية مشروطة، وذلك بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، الخاصة بالصراع وفي مقدمتها القرار 181، والاحتلال لم يلتزم بأي قرار للوكالة الوطنية، رغم أن الوكالة الأممية تمارس دورها وفقًا للشرعية الدولية والتكليف الدولي، وهي ليست للتشغيل والإغاثة فحسب، بل إنما لضمان الحق القانوني في العودة. وتابع، أنَّ لحظر عمل الوكالة تداعيات خطيرة على صعيد الإيواء والغوث، وشعبنا بحاجة لهما لاسيما في غزة، ولا يمكن أنَّ يكون هناك بديلاً عنها.
وتطرق جاموس، للخروقات التي يتعرض لها قطاع غزة، مؤكدًا أنها معتادة بالنسبة للاحتلال الذي لا يحترم أي اتفاق وضمانات قانونية، وقد يستأنف الحرب في أي وقت، ورغم كل شيء وما حال به العدوان في غزة من دمار وخراب وخسائر بشرية شعبنا صامد، لم يحقق ترامب مراده بالتهجير، وشدد جاموس انَّ موقف كل من مصر والأردن حاسمًا رسميًا وشعبيًا اتجاه قرار ترامب.
وختم جاموس، أنَّ ترامب يعول على أنَّ شعبنا سيصدم بما آلت إليه هذه الإبادة من دمار شامل لبيوته ومؤسساته، لذلك طرح التهجير، ولكن شعبنا رافض لهذا المقترح بشكل قاطع ويريد الإيواء والإغاثة على أرضه، لذلك المطلوب خطة استراتيجية فلسطينية بقيادة منظمة التحرير لإعادة الإعمار، كما يجب على الدول كافة الوقوف لجانب شعبنا لمواجهة هذه المؤامرات، ليرى ترامب أن شعبنا قادر على إعادة البناء والبقاء في أرضه.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها