بعد عامٍ وشهرين من العدوان المتواصل على المنطقة، دخلت هدنةُ وقف إطلاق النار حيزَ التنفيذ في لبنان، وإعلانُ سريان وقف إطلاق النار كان على وقع ليلةٍ عنيفةٍ وقصفّ تدميري طال المناطق اللبنانية. وبعد إعلان وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره، بقيت غزة في عين العاصفة، والإبادة مستمرة منذ أكثر من عام، يقاسي فيها شعبنا ويلات الإرهاب الإسرائيلي، وللغوص في سياق المستجدات الراهنة استضافت الإعلامية مريم سليمان في مقابلة هاتفية عبر قناة فلسطيننا الكاتب والمحلل السياسي وعضو المجلس الوطني الفلسطيني السيد عمران الخطيب.
بدايةً رحب الخطيب بوقف إطلاق النار، وقال: إنَّ هذا الإتفاق تحقق بفعل صمود الشعب اللبناني العظيم وبفعل مقاومته، وعدم تمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها المنشودة بالوصول إلى ما بعد نهر الليطاني. وتابع أنَّ الاتفاق على تنفيذ قرار ألف وسبعمئة وواحد لم يحقق للاحتلال أهدافه ومخططاته المنشودة.
وحول قبول إسرائيل بوقف إطلاق النار، علق الخطيب أن إسرائيل اعتقدت باغتيالها للعديد من القيادات اللبنانية في حزب الله وأمينها العام حسن نصر الله، بأنها قد أنهت المقاومة اللبنانية في لبنان، ولذلك توسعت الأطماع الإسرائيليه خلال العدوان الهستيري، وبالتالي بعد أن فشلت في التقدم الميداني في الأراضي اللبنانية وفي العمق اللبناني، أعادت إسرائيل حساباتها بعدد الخسائر البشرية والعسكرية ما دفع الاحتلال الاسرائيلي بعد هذه الفترة من العدوان المتواصل أن يتقبل الهزيمة والقبول بالقرار الف سبعمئة وواحد وقرار وقف إطلاق النار.
وشدد الخطيب، على أنَّ إسرائيل تخشى واشنطن بأخذ قرارًا أحاديًا وذلك بالتصويت في مجلس الأمن الدولي على قرار لوقف النار في لبنان، فالإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن مُنِيَت بالهزيمة من قبل نتنياهو من خلال رفضه للشروط الأميركية ولقرار مجلس الأمن بوقف العدوان على غزة.
وحول خطاب نتنياهو الأخير علق الخطيب، أنه من الواضح كان الخطاب مهزوز ومهزوم يحمل في طياته ضعف وعدم الإمكانية لاستمرار الحرب، وهذا ما يؤكد أنه منيّ بهزيمة سياسية على الصعيد الشخصي، فإسرائيل التي تعيش عزلة دولية فهي متعطشة للدماء ولم تحقق سوى الإجرام والقتل الجماعي والإبادة الجماعية.
وتوقع الخطيب أن الهدنة ستتواصل دون خروقات تذكر، لأن الطرفين يحتاجا لوقف إطلاق النار، فالطرف اللبناني يحتاجه لإعادة انتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان، أما عن الطرف الآخر ليس في موقع أن يخوض معركة أخرى، وسيعمل العدو جاهدًا على زرع الفتنة الداخلية من خلال متابعة الاغتيالات وخض الأمن بين المواطنين.
ورجح الخطيب أن الاتفاق قد يساعد على فتح الباب أمام تبادل الأسرى في غزة، وأن الحكومة الأميركية القادمة ستكون هادئة في المنطقة لتحقيق بعض الأهداف المخطط لها والتي تطلب هدوء نسبي في المنطقة.
وحول قرار سموتيرتش بالاستيطان علق الخطيب أنَّ الفلسطيني لم يرحل من أرضه ومتشبث بها فهو لديه أهدافه المنشودة بإنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، وأكَّد الخطيب مهما ارتفع عدد الشهداء والجرحى والدما في غزة، فمخطط الاحتلال بالتهجير سيفشل.
وتابع الخطيب، أنَّ فكرة تصفية القضية صعبة المنال، وذلك بوجود ديمغرافيا فلسطينية لن تستطيع إسرائيل ولا الإدارة الأميركية أن تمحيها، والجانب الأميركي يعي هذه المسألة وهو يدرك بأن ترامب قد فشل بصفقة القرن خلال ولايته الأولى، وفشل أيضًا بموضوع ورشة البحرين التي عقدت في البحرين في ذلك الوقت من أجل أن تكون هناك دولة أو دويلة بقطاع غزة، وأكَّد أنَّ شعبنا صامد ولا يقبل بأنصاف الحلول بحق قضيتنا.
وختم الخطيب قائلاً: إنَّ سيادة الرئيس محمود عباس نجح بنقل الصراع مع الاحتلال الى داخل القرى والمدن المحتلة عام ثمانية وأربعين، كما واستطاع تحويل السلطة المحدودة والتي أرادها اليمين الإسرائيلي والجانب الإسرائيلي أن تكون محدودة إلى دولة معترف بها في الأمم المتحدة، وشدد على أن الديبلوماسية الفلسطينية استطاعت أن تحقق انجازات على الصعيد الإقليمي والصعيد الدولي والأصعدة كافة، وصولاً إلى قرار الجنائية الدولية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها