وقف إطلاق النار في لبنان أنجز وسط ترقب لمدى التزام إسرائيل ببنوده، وللغوص في سياق المستجدات الراهنة، استضافت الإعلامية مريم سليمان في مقابلة هاتفية عبر قناة فلسطيننا، الكاتب والباحث والمؤرّخ السيد صقر أبو فخر.
أكَّد أبو فخر، أنَّ ايقاف إطلاق النار كان مطلب جماعي، معتقدًا انه مكسب شامل لجميع اللبنانيين والفلسطينيين، حيث تعرضت المخيمات الفلسطينية للقصف من قبل هذا العدو الفاشي النازي الذي جبل تراب غزة بدماء أبناءها، وهذا ما كان يفعله أيضًا في لبنان. أما بقية النقاط في إتفاق وقف إطلاق النار هو ما يجري تحليله الآن بعد سريان والتنفيذ قرار إيقاف الحرب.
وأضاف أبو فخر: حتى اللَّحظة لا يوجد أي إتفاق سياسي بين لبنان وإسرائيل، أنما إيقاف الحرب وفق اتفاقية لها بنود متعددة، معتقدًا أنَّ بعد اتفاق إيقاف إطلاق النار ومن دون حل سياسي، سنشاهد في الأيام المقبلة تحركًا من قبل أميركيا وفرنسا وبالإضافة إلى إسرائيل والدولة اللبنانية، لصوغ ستاتيكو جديد في الجنوب اللبناني، ومن المؤكد أنه سيبنى على بنود اتفاقية إيقاف إطلاق النار.
وتابع، أنَّ إسرائيل كانت تعتقد بإمكانها تركيع المقاومة بالتحديد حزب الله في لبنان، وأن الضغط العسكري الكبير من خلال القصف، التدمير، التهجير القرى الحدودية، أن تجر حزب الله إلى القبول بجميع شروطها، بالإضافة إلى عمليات الاغتيال التي طالت القيادة العليا في حزب الله وخصوصاً أمينها العام الشهيد السيد حسن نصرالله، قد تكسر إرادتهم ومعنوياتهم وأن وتجرهم إلى الانصياع للمطالب الإسرائيلية. لكن في الحقيقة أن حزب الله تعافى سريعاً استعاد قوته بالقتال، وتبين ذلك من خلال قصف المواقع الإسرائيلية وصولاً إلى تل أبيب. لهذه الأسباب أعادة القيادة الإسرائيلية النظر في استمرار الحرب.
وحول موضوع حرية إسرائيل بالتصرف في لبنان، وتحدث عنه نتنياهو في خطابه الأخير، علق أبو فخر أنَّ هذه النقطة كادت أن تفجر وتوقف كل الإتفاق وفي لحظة، حيث هل من حق إسرائيل أن تبادر بالعمليات العسكرية، فيما ان وصل اليها أيّ خبر خرق، من وإعادة تسليح أو دعم حزب الله عسكريًا، هذا ما كانت تريده إسرائيل لكن وضعت ضوابط عليها في الاتفاق النهائي، من يراقب الوضع في جنوب لبنان بالتحديد أميركيا وفرنسا ومن سينضم إلى لجنة المراقبة هي التي تقرر اذا كان هناك خرق أو عدم خرق، وفي حال حدوث أي خرق تقوم إسرائيل أولاً بإبلاغ اللجنة لمعالجة هذا الخرق، واذا لم يعالج، يصبح من حق إسرائيل التدخل مباشرةً، لكن هذا ليس حقًا مطلقاً بأي لحظة، وبالتالي أعتقد أبو فخر أنَّ الأمور مرهونة بكيفية تنفيذ كل طرف لبنود الاتفاق في المرحلة المقبلة.
وتابع أنَّ إسرائيل حققت أمر واحد فقط في هذه الحرب، وهو إنتشار الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل من جنوب الليطاني إلى الحدود الفلسطينية، غير التدمير الذي سيلقي بأعباء كبيرة جدًا على حزب الله على الدولة اللبنانية، سيكون هناك تحديات هائلة خاصةً في مجال الإعمار والإسكان وهو مرهون بالدول التي ستقدم المساعدة.
خاتمًا متطرقًا إلى الوضع الفلسطيني في الضفة الغربية قائلاً: إنَّ إسرائيل تريد الضفة الغربية منزوعة من الوطنية، وهناك تهديد يومي لأي محاولة انشاء انتفاضة مسلحة في الضفة الغربية، وسيكون من شأنها الترحيل نحو الأردن،والمثولة الغزية جاهزة، مؤكدًا أنَّ الضفة الغربية في وضعها الحالي ليست بحاجة إلى طوفان الأقصى، هي بحاجة إلى حساب سياسي طويل المدى، نحن نريد دولة فلسطينية مستقلة بشعبها وليس فناء شعبنا، لذلك الضفة بحاجة لحسابات واعية وعاقلة وعقلانية وهذا الأمر متوفر جدًا لدى القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها