في قطاع غزة إبادة جماعية تستهدف أوجه الحياة بأكملها، وفي الضفة الغربية عدوان موسع يستهدف الإنسان والمقدسات الدينية، وعلى ضوء التطورات والمستجدات، أجرت الإعلامية زينب أبو ضاهر اتصالاً هاتفيًا عبر قناة فلسطيننا، مع الكاتبة والمحللة السياسية وأستاذة العلاقات الدولية الدكتورة تمارا حداد، حيث أكدت أنَّ رفض الاحتلال تسليم الحرم الإبراهيمي كاملاً كما هو معتاد في ليلة القدر وخلال شهر رمضان المبارك، هو لفرض وقائع جديدة من أجل تنفيذ مشروعهم الديني أي تغليب البعد اليهودي، والسيطرة الأمنية الإسرائيلية على أي وجود فلسطيني، وكل ذاك يصب في هدف واحد تهويد المدنية المقدسة كاملاً، مشيرةً إلى أنَّ حرية العبادة حق مكفول في القوانين الدولية.
وأضافت، أنَّ الحكومة الإسرائيلية تستخدم المبررات الأمنية لتنفيذ المشروع الديني ووفقًا لعقيدتهم التلمودية يعتبرون أنَّ الضفة الغربية يهودا والسامرة ويجب عمليًا ضمها إلى إسرائيل، لذلك تنفذ الحكومة اليمنية المطرفة سياسة هدم المنازل وتضييق الأمني وضع الحواجز، والبوابات الإلكترونية، وانشاء الطرقات التفافية، بهدف ارسال رسالة واضحة مفادها أنَّ هذه الأرض لا تتسع لهويتين.
وتابعت، عندما يتحول الصراع من سياسي إلى ديني، هذا يبقي الحلقة في أزمة مستمرة لا تتوقف على أرض الواقع، وشددت أنَّ الاحتلال يتبع سياسة هدم المنازل لتوسعة الشوارع داخل المخيمات، لتحقيق هيكلية ديموغرافية وجغرافية جددة للمخيم، وإنهاء اي شكل يعبر عن هوية اللاجئ الفلسطيني.
وختمت حديثها قائلة: "إنَّ المجتمع الدولي يتعامل بسياسة ازدواجية المعايير، يتحدثون عبر الإعلام ومنشورات الاتحاد الأوروبي أنَّ كل ما يحدث هو انتهاك صارخ للقانون الدولي وأنهم معنيون بإيجاد حل سياسي بالإضافة إلى حل الأزمة الإنسانية، ولكن في الواقع لا أحد يستطيع أن يضغط على إسرائيل لوقف هذه الانتهاكات إلا الولايات المتحدة الأميركية التي تعطي الضوء الأخضر لها للاستمرار بعمليات القتل والتدمير والإبادة الجماعية، وبالتالي مسؤولية المجتمع الدولي غائبه، ولا أحد يحرك ساكنا الكل ينتظر ماذا سوف يؤل به المنطقة حتى نهاية هذا العام".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها