في حوار هاتفي أجرته الإعلامية مريم سليمان عبر قناة فلسطيننا، مع مع الباحث في العلوم السياسية والسياسات العامة د.يحيى قاعود للحديث حول مذكرات الاعتقال بحق قادة الاحتلال.

بدأ قاعود حديثه أنَّ بعد أكثر من عامًا على الحرب الإبادة في قطاع غزة التي تمثلت بسياسة التجويع، والقتل والاضطهاد، وتهجير، وجرائم ضد الإنسانية، أصدرت الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ولوزير دفاعه السابق يوافي غالانت، وهذا القرار مهمًا جدًا ولكن جاء متأخرًا، وأشار، أنّ القانون الدولي واضح وحاضر بقوة، لكن الدول لا تعمل وفقاً للقوانين الدولية، إنما وفقاً لمصالحها الشخصية.

وأضاف قاعود: أنَّ نتنياهو المبجّل وصل بفترة حكمه إلى حد دافيد بن غوريون وهو مؤسس الكيان الصهيوني المحتل ، حيث قد تلجأ مؤسسات الحكم في إسرائيل إلى إقالة نتنياهو، لأنَّ إسرائيل تعيش على الدعم الغربي، ليس فقط من الناحية المالية، وإنما الأهم لديها التغطية السياسية والقانونية التي تفرضها الولايات المتحدة، بريطانيا، وفرنسا. وهؤلاء الدول من الموقعين على اتفاق روما، فجميع الدول التي دعمت نتنياهو بحرب الإبادة ستجد نفسها مضطرة لمعاقبة نتنياهو لحماية مصالحها.

وأشار إلى أنَّ التصريحات الإسرائيلية العنيفة والتهديدات ببسط السيطرة على الضفة الغربية، وإصدار أوامر عقابية بحق السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة، تثبت أهمية قرار الجنائية الدولية وانعكاساته السلبية على كيان الاحتلال، مؤكدًا أنّ هذا القرار هو قرار سياسي ومن يحصد بالسياسة هي منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، وهذا يجبر الاحتلال للتعامل مع السلطة الفلسطينية ومع القرار الدولي، والموقف الدولي، والقانون الدولي الانساني، الذي أوضح بشكل لا لبس فيه بأن ما يحدث في المنطقة هي جريمة إبادة.

وتابع، سنشهد في الأيام المقبلة تغير حقيقي في مسار المفاوضات، فقد تجبره هذه الخطوة التي أقدمت عليها الجنائية الدولية، وفي ظل غياب الداعم الأساسي الولايات المتحدة، إلى المضي قدماً في الوصول إلى تسوية تفضي بوقف إطلاق النار.

خاتماً، أنَّ إسرائيل تستخدم الولايات المتحدة كغطاء سياسي لتحقيق المزيد من المكاسب في المنطقة، مؤكدًا أنَّ الولايات المتحدة ليست الوحيدة التي تعمل في النظام السياسي العالمي، فالنظام العالمي تحكمه مجموعةً من الأقطاب، المعايير، العوامل، والأبعاد، ومن ضمنها الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي، وفي قرار محكمة العدل الدولية، هناك إجماع في الجمعية العامة ومجلس الأمن بوقف الإبادة. وبالتالي الدعم الأميركي لن يكون على طول الخط، لذلك تسعى إدارة بايدن وتسرع بإجراءات وقف إطلاق النار في لبنان، حتى لا تكون دائمًا هي التي ترفع الفيتو أو تقول لا لكل هذا العالم، وليس فقط للشعب الفلسطيني.