في حوار هاتفي أجرته الإعلامية زينب أبو ضاهر عبر قناة فلسطيننا، مع الكاتبة والباحثة في السياسة الأميركية الإسرائيلية الدكتورة أماني القرم، للبحث في العلاقة الإسرائيلية الأمريكية، ودعم الولايات المتحدة اللامتناهي، ومنح الحصانة لإسرائيل في مواصلة المجازر في إبادتها على شعبنا في غزة.

بدأت الدكتورة حديثها حول استخدام الولايات المتحدة حق النقض الفيتو للوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة قائلةً: إنَّ استخدام حق النقض الفيتو بوقف إطلاق النار ليس جديدًا على الولايات المتحدة، سبق لها وقامت باتخاذ هذا الموقف منذ بداية العدوان على غزة، فهذه سياسية أميركية واضحة لإدارة بايدن، الداعمة والشريكة في الحرب الإسرائيلية في الشرق الأوسط على غزة ولبنان وباقي المناطق، والفيتو الأميركي هو أحد وسائل الدعم الديبلوماسي التي تقدمها إدارة بايدن لإسرائيل.

وتابعت القرم، أن جلسة مجلس الأمن لو حدثت بعد استلام الرئيس المنتخب دونالد ترامب، لكانت الولايات المتحدة أيضًا استخدمت حق النقد الفيتو، مؤكدةً أنَّ ترامب سيحضر إلى البيت الأبيض وحوله فريق أطلق عليه المستوطنين الإسرائيليين "فريق الأحلام بالنسبة لإسرائيل"، وهذا ما يؤمن به الحزب الجمهوري بأن ضم الضفة الغربية هو السبيل الوحيد لتوسيع رقعة إسرائيل. 

وأوضحت القرم أن تصريح ترامب امام الجالية اليهودية "إن إسرائيل صغيرة ويجب العمل على توسيعها"، هذا ما يؤكد أن الإدارة القادمة مؤيدة بشكل كلّي لإسرائيل، ورد الفعل الإسرائيلي كان ردًا داعمًا لهذه الإدارة بشكلٍ كبير عند فوزها، وتجلى ذلك بقول سموتريتش: "إن إسرائيل على بعد خطوة واحدة من ضم الضفة الغربية". 

وفيما يتعلق بالمقارنة بين الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري، شددت القرم أنه من الخطأ القول إنَّ هذا الحزب أفضل من ذاك أو هذه الإدارة أفضل من تلك الإدارة، فنحن نرى هناك فجوات بين الخطابات الإعلامية والواقع الحقيقي، ففي خطاب بايدن تحدث عن حل الدولتين، ولكن في الواقع إدارته تدعم إسرائيل قلبًا وقالبًا، دبلوماسيًا، وعسكريًا، وسياسيًا، بكل ما أوتيت من قوة، والإدارة القادمة التي سيترأسها ترامب ستكون كذلك، وبالتأكيد لن تكون لصالح شعبنا الفلسطيني.

وتطرَّقت القرم في حديثها إلى المرحلة المقبلة، مؤكدةً أنها أيام ليست سهلة بالنسبة للقضية الفلسطينية بوجود الإدارة الأميركية، ونتنياهو لديه مشروع كبير في المنطقة، والولايات المتحدة تدعم هذا المشروع، فهي أقوى دولة في العالم بميزانيتها وتكنولوجيتها، وهي القوة الأجنبية الوحيدة القادرة على اتخاذ قرارات في هذه المنطقة، والقرار الوحيد الذي تتخذه هو دعم إسرائيل، لوجود مصلحة استراتيجية لها.

وحول ما يتعلق بنشر الصحف العبرية، أن إدارة بايدن تعتزم تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن يعارض فرض إسرائيل سيطرتها على الضفة الغربية المحتلة، علقت القرم أنه من الطبيعي والمعتاد أنَّ أيّ رئيس أميركي قبل نهاية فترة حكمه وبخاصةٍ إذ لم يتم إعادة انتخابه، يكون متحررًا من القيود، ومن المستبعد أن يحاول بايدن تسجيل موقف إيجابي له أمام المجتمع الدولي، فهو صهيوني بامتياز، وهو الذي قال "لو لم تكن هناك إسرائيل لعملنا على إقامتها"، فهو مؤمن باسترتيجية إسرائيل وأهميتها للمصالح القومية، فبايدن ليس أوباما.

وختمت القرم في السياق ذاته مشيرةً، أنه من المتوقع أن تحاول  الصحف العبرية خلق أزمة لبايدن، وتحاول أن تستبق الموضوع من أجل خلق ضغط لأي أحد في الإدارة الأميركية يريد معارضة إسرائيل بضم الضفة، كالاحتجاج على السياسة والاختلافات التكتيكية التي حدثت بين إدارة بايدن وبين نتنياهو، وبشأن العدوان المتواصل على شعبنا، وإدخال المساعدات، فنتنياهو لم يحترم أي قرار للإدارة الأميركية.