استضافت قناة فلسطيننا أستاذ العلاقات الدولية والباحث في الشأن الإسرائيلي د.أحمد شديد في لقاء خاص قدمته الإعلامية مريم سليمان، لمناقشة آخر التطورات في ملف المفاوضات مع لبنان، والانقسامات في الداخل الإسرائيلي.

في البداية، أكَّد شديد أنَّ الفواعل الرئيسية في المنطقة وفي مقدمتها إسرائيل لا تريد الذهاب إلى وقف إطلاق النار، بل هي ذاهبة إلى التصعيد، ونشاهد ذلك من خلال التغيرات الحكومية التي أجراها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من إقالات وتعيينات جديدة تخدم مصالحه الشخصية، وبالإضافة إلى فوز الرئيس الأميركي المنتخب ترامب، وتعيينه لشخصيات يمينية متطرفة في إدارته الجديدة، كل ذاك رسالة واضحة لدعمهم المطلق لإسرائيل بخاصةٍ في عدوانه على لبنان والقضاء على حزب الله، والمشروع النووي الإيراني.

وأضاف شديد أنَّ المعطيات كافة تشير إلى أنَّ بنيامين نتنياهو مع الإدارة الأميركية الحالية، ورأس دبلوماسيتها الوزير أنتوني بلينكن يحاولون إعطاء نتنياهو المزيد من الوقت من أجل الاستمرار بالعدوان على المنطقة لمضي الشهرين المتبقيان على تولي ترامب الرئاسة.

وتابع: أن أجواء الحرب تخيّم على إسرائيل ولا تميل إلى الهدوء أو وقف إطلاق النار وانتهاء الحرب، لذلك نرى اليوم حالة من التخبط والتصدع داخل الساحة الحزبية في إسرائيل، التي تعيش وسط تناقض كبير، وهو إعادة الرهائن المحتجزين لدى المقاومة بين الاستمرار بالعدوان على القطاع، وهذا الانقسام يشير إلى أزمة ثقة عميقة داخل المجتمع الإسرائيلي، ويعكس الاستياء من الأداء الحكومي في إدارة الشؤون الداخلية، ما يشير إلى ضعف الاتّصال بين الحكومة والشعب.

وعلق شديد على شروط مسودة التسوية قائلاً: إنَّ  إسرائيل صانعت القرار تعي تمامًا أنَّ هذه الشروط لا يمكن للبنان بكل مكوناته أنّ يقبل بها، بخاصةٍ في ظل حالة الاستنزاف الكبير للمجتمع في إسرائيل، وقوة الموقف للبناني عسكريًا في الميدان وعلى أرض المعركة، لذلك يعول نتنياهو على رفض لبنان للتسوية من أجل إطالة أمد هذه الحرب، والتهرب ومحاولة تحقيق نصرًا ربما ينقذه من المحاكمة، ويحافظ على منصبه، لانه يعتبر انتهاء الحرب هو إنهاء جلوسه على كرسي رئيس الحكومة الاحتلال.

وأكَّد شديد أنَّ خلفيّة الشخصيات التي عينها ترامب في إدارته أكثر تطرّفًا من الحكومة اليمينية الإسرائيلية، مؤكداً أنَّ عقلية ترامب هي عقلية داعمة للمشروع الصهيوني الاستعماري في المنطقة، إضافةً إلى إنه يمثل الحزب الجمهوري وهو حزب يميني متطرف، أوضح أنَّ ترامب الذي اعترف أنَّ القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، وإيقاف دعم وتمويل الأونروا، واعترف بالجولان كجزء من إسرائيل، وكان مؤيدًا لمشروع الضم، بالتالي كل هذه العناصر تؤكد أن ترامب قادم لاستكمال ما بدأ به من مشاريع لها علاقة بدعم إسرائيل وتقديمها كقوة ردع كبيرة في الشرق الأوسط.

وختم شديد قائلاً: "نحن أمام حكومة فاشية ومستوطنة إسرائيلية تواصل نهج استيطاني استفزازي ودموي بحق الشعب الفلسطيني ولإبادة حقوقه القومية، وإبادته جسديًا في غزة، وأيضًا في الجنوب اللبناني، والضاحية الجنوبية، وشمال البقاع، ويجب أن نعول على الجانب العربي والإسلامي، وأن نسير ضمن نسق عربي يسعى إلى إعادة المنطقة لما كانت عليه ما قبل العدوان على فلسطين ولبنان".