في حوار هاتفي أجرته الإعلامية مريم سليمان عبر قناة فلسطيننا، مع الأكاديمي والمحلل السياسي د.سعيد زيداني للبحث بآخر  التطورات في ملف المفاوضات.
 أكد زيداني أن الهدف المعلن في مسودة التسوية من قبل إسرائيل هو استعادة الأمن على الحدود مع لبنان، لعودة آلاف الإسرائيليين الذين تم إجلائهم  من منازلهم قرب الحدود اللبنانية بعد شن الحرب على قطاع غزة في أكتوبر الماضي، ولكن الهدف  الأساسي وغير المعلن من قبل إسرائيل، هو تدمير بنية حزب الله عسكريًا واقتصاديًا، بالإضافة إلى إعطاء إسرائيل الحق  بأنّ توجه الضربة لأيّ مشتبه فيه بنقل السلاح أو بناء قدرات عسكرية لحزب الله وهذه مسألة خطيرة على الصعيد اللبناني، أولاً فيها انتهاك لسيادة الدولة اللبنانية، ثانيًا الحكم على حزب الله بأنّ يبقى تحت السيطرة الإسرائيلية، وتطبيق القرار الأممي 1701 والذي يفضي إلى عدم السماح لحزب الله التواجد في الجنوب اللبناني، والتراجع إلى ما وراء الليطاني.

وأضاف زيداني حول إتمام اتفاق وقف إطلاق النار بمنعزل عن غزة قائلاً: بدأ من الواضح من خلال المحادثات، والتصعيد الإسرائيلي الأخير أن هناك استعداد مبدئي للفصل بين الجبهتين، وتابع أن مفاوضات التهدئة بين غزة وإسرائيل تشهد جمودًا، بخاصةٍ وأنها لم تحقق أي تقدم يذكر منذ أشهر عدة، في حين تشهد المفاوضات بين إسرائيل ولبنان تقدمًا ملموسًا، وهذا ما يمثل مؤشرًا لنجاح إسرائيل بفصل الجبهتين.

وأشار زيداني: أن هناك انقلابات داخليّة ومجتمعيّة كارثيّة في الداخل الإسرائيلي، منهم من يريد إعطاء الأولوية  لإتمام صفقة تبادل الرهائن بين حماس وإسرائيل، ووقف إطلاق النار وانسحاب المستوطنيين من مستوطنات غلاف غزة، ومنهم من يريد تصعيد الحرب عسكريًا في غزة، واستعادة الراهائن بالقوة سواءً أحياء أو أموات.

وعلى الصعيد الأميركي الإسرائيلي علق زيداني، أن إسرائيل تسعى بكل الطرق إلى محاولة بلورة القواسم المشتركة، ورسم مسار جديد للعلاقات الأميركية الإسرائيلية بوجود الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وأوضح أن  ترامب الذي اعترف أنَّ القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، وإيقاف دعم وتمويل الأونروا، والاعتراف بالجولان كجزء من إسرائيل، وكان مؤيدًا لمشروع الضم، بالتالي كل هذه العناصر تؤكد أن ترامب قادم لاستكمال ما بدأ به من مشاريع لها علاقة بدعم إسرائيل تقديمها كقوة ردع كبيرة في الشرق الأوسط.
وفي الختام أكد زيداني أن العدوان الإسرائيلي المتواصل يهدف إلى فرض واقع ديموغرافي جديد، من خلال سياسة التهجير والتطهير العرقي التي يمارسها الاحتلال على مناطق متعددة في قطاع غزة، لتحقيق أهدافه  الأمنية وأطماعه بالسيطرة على القطاع.