في حوار هاتفي أجرته الإعلامية رشا مرعي عبر قناة فلسطيننا، مع منار خلاوي زوجة الأسير المناضل أسامة الأشقر، المعتقل منذ 23 عامًا للحديث عن مستجّدات ملفه القانوني وواقع الأسرى اليوم مع استمرار حرب الإبادة في غزة.
بدايةً وجهة خلاوي التحية إلى الأسرى الأبطال في معتقلات الاحتلال، والرحمة لشهداء فلسطين ولبنان، وتمنت الشفاء العاجل للجرحى، وتابعت أنَّ الأسير أسامة الأشقر سكان قرية صيدا قضاء طولكرم، اعتقل عام الفين وإثنين خلال انتفاضة الأقصى، وحُكم عليه بالسجن ثماني مؤبدات وخمسين عامًا، وكان قد أنهى دراسته الجامعية في المعتقل وحصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير داخل أكاديمية المعتقل، والتي شيدها الأسرى بإرادتهم وتصميمهم على التعلم والتعليم، وتحدي الإجراءات التعسفية الإسرائيلية بحرمان الأسرى من التعليم، وقد جمع أسامة رسائله في كتاب صدر مؤخرًا بعنوان ( رسائل كسرت القيد)، ليؤكد أنَّ الأسير غير قابل للكسر بإرادته الصلبة، وبالإيمان العميق، بحتمية النصر والحرية، فالكتابة في المعتقلات هي ممارسة الحرية وشكل من أشكال مقاومة الاعتقال.

وأضافت أنَّ منذ أحداث السابع من أكتوبر صادرت مصلحة السجون جميع وسائل الإتصال من داخل الغرف والأقسام، بما في ذلك أجهزة التلفزيون والراديو، ومنعت الصحف، وسحبت الكتب والأقلام، ومنعت التواصل بين الغرف في القسم الواحد، أو التواصل ما بين الأقسام، ومنعت زيارة الأهل أو المحامي، لعزل الأسرى عن العالم الخارجي، كل هذه القرارات تتخذها إدراة مصلحة السجون لتنفيذ سياستها الانتقامية بحق الأسرى، والقائمة على التنكيل والعقاب بهدف كسر إرادتهم وصمودهم.

وأكدت خلاوي أنَّ مجمل الممارسات التي يتعرض لها الأسرى تتعارض مع مبادئ القانون الدولي الإنساني، وبخاصة أحكام اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة، حيث يُمارس على الأسرى شتى أنواع التعذيب والعنف منذ لحظة الإعتقال، وما يتبع ذلك من ممارسات تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان داخل المعتقل. وبشكل عام تعمل "إسرائيل" على إعادة الأوضاع داخل السجون إلى أسوء مما كانت عليه بداية الاحتلال عام الف وتسعمئة وسبعة وستين.

وأضافت أنَّ منذ بداية الحرب قطعت إداره سجون الاحتلال تواصلها الكامل مع مؤسسات الأسرى (الصليب الأحمر، هيئة شؤون الأسرى،  نادي أسير)، فاتجهت هذه المؤسسات إلى تنظيم فعاليات وتحركات لمساندة وتوصيل صوت الأسرى وحكايتهم وقصصهم إلى العالم، وللتأكيد على أنَّ الأسير ليس مجرد رقمًا في سجلات المحتل.

وفي الختام شددت خلاوي على حاجة الأسرى للمزيد من الجهود الشعبية والرسمية وحملات الضغط والمناصرة المحلية والدولية لإنقاذهم من الخطر الداهم الذي يواجههم، وأكدت على ضرورة العمل من أجل إبقاء قضية الأسرى حية ولها أولوية في القضية الفلسطينية، إلى حين الوصول إلى يوم الإفراج عن جميع الأسرى والأسيرات.